أكدت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة واليابان، الحاجة إلى اعتماد مناهج إنمائية شاملة وعابرة للقطاعات، والتى من شأنها إشراك مجموعات مختلفة من الجهات الفاعلة لتحقيق التماسك الاجتماعى وبناء السلام المستدام ومنع الارتداد إلى حالة العنف.
جاء ذلك في اجتماع المائدة المستديرة السابعة التى عقدتها جامعة الدول العربية والحكومة اليابانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشأن السياسات "الشراكات الإنمائية بالغة الأهمية لمنع نشوب النزاعات وبناء السلام" اليوم الخميس، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، في كلمته "إن النهوض بأهداف التنمية المستدامة لأجندة عام 2030 يتطلب جهوداً منسقة وتآزراً وثيقاً بين المؤسسات، والجهات الفاعلة المحلية والوطنية لتعزيز التماسك من خلال الترابط الثلاثي (العمل الإنساني والتنمية والسلام)".
وأضاف "إن تعزيز الشراكات القوية على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي سيسهم في دعم الدول الأعضاء في تعزيز السلام وتعزيز المؤسسات بما يتماشى مع الهدف رقم (16) من أهداف التنمية المستدامة".
من جانبه، قال سفير اليابان لدى مصر هيروشي أوكا، إن المائدة المستديرة المنعقدة اليوم تتيح فرصة جيدة لتحسين فهم دور جهود بناء السلام ومنع نشوب النزاعات على نحو أفضل، وسيكون أمراً رائعاً إن ساعد هذا الاجتماع في تعزيز التعاون متعدد المستويات بين اليابان وجامعة الدول العربية".
وبدورها قالت الأمين العام المساعد مديرة المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتورة خالدة بوزار "اليوم، وبينما نتحدث خلال اجتماعنا، يتزايد التحدي تجاه تحقيق سلام مستدام، كما أدى الوباء العالمي إلى تفاقم التحديات، والآن، أدت الأزمة في أوكرانيا إلى تفاقم الأوضاع، خاصة وأن المنطقة تعتمد اعتماداً كبيراً على الواردات الغذائية".
وأضافت "يعتبر الاستثمار في التنمية محوراً رئيسياً في جدول أعمال بناء السلام والحفاظ عليه، ويمكن أن تسهم المكاسب الإنمائية، عندما تكون شاملة ومستدامة، في منع نشوب النزاعات، والتعجيل بالتعافي، وضمان أنه بمجرد تحقيق السلام، فيمكن الحفاظ عليه".
وسلطت مناقشات المائدة المستديرة الضوء على التحديات المتصاعدة وازدياد عدم اليقين في المنطقة، ولا سيمّا في البلدان الهشة الخارجة من النزاعات أو التي لا تزال تعاني من العنف، كما تواجه جهود التعافي وإعادة الإعمار في هذه البلدان عقبات قصيرة وطويلة الأمد.
وأكد المشاركون في المائدة المستديرة، الحاجة إلى تعزيز الشراكات للحفاظ على التقدم الإنمائي الذي تم إحرازه لتمكين تلك البلدان من مواصلة التحرك نحو التنمية المستدامة.
وناقش ممثِّلو وكالات الأمم المتحدة والمراكز البحثية العربية ومنظمات المجتمع المدني التحديات المتزايدة التي تواجهها جهود منع نشوب النزاعات وبناء السلام في المنطقة العربية، كما قاموا باستعراض سُبُل تعزيز الشراكات في هذا المجال.
كما ناقش المشاركون في المائدة المستديرة، كيفية قيام المؤسسات الدولية والإقليمية، والحكومات الوطنية، والجهات الإنمائية الفاعلة تنسيق الجهود بشكل أفضل وتحسين سُبُل التعاون للتغلب على الصعوبات، وضمان التنفيذ الناجح للتدخلات الممنهجة لمنع نشوب النزاعات وبناء السلام.
وألقت المائدة المستديرة الضوء أهمية تنسيق الجهود الإنسانية والإنمائية وبناء السلام، لدعم البلدان المتضررة من النزاعات، وكيفية تعزيز هذا التنسيق على أرض الواقع.
وتعتبر المائدة المستديرة السابعة، التي عُقدت اليوم،ضمن سلسلة الاجتماعات رفيعة المستوى، والتي شارك في استضافتها الشراكة الثلاثية منذ عام 2019، والتي بدأت بعد اختتام الحوار السياسي العربي- الياباني الأول بنجاح، والذي عُقد في سبتمبر 2017. كما تهدف سلسلة اجتماعات المائدة المستديرة إلى تعزيز التعاون بين اليابان والدول العربية وإنشاء منصة للحوار بشأن السياسات تتناول أولويات التنمية وشواغلها في المنطقة العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة