حكاية شارع.. كمال الطويل دخل معهد الموسيقى لشغل أوقات فراغه فأصبح أيقونة

الخميس، 21 أبريل 2022 03:00 ص
حكاية شارع.. كمال الطويل دخل معهد الموسيقى لشغل أوقات فراغه فأصبح أيقونة كمال الطويل
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انطلاقًا من دور الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى العمل على إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصرى، انطلقت فكرة مشروع "حكاية شارع"، الذى يهدف إلى التعريف بالشخصيات المهمة التى أطلقت أسماؤها على بعض الشوارع، وذلك من خلال وضع لافتات باسم وتاريخ الأعلام الذين أطلقت أسمائهم على الشوارع، والذين يشكلون قيمة تاريخية وقومية ومجتمعية لمختلف فئات الشعب المصرى، ولهذا نستعرض يوميًا شخصية من الشخصيات التى لهم شوارع تحمل أسمائهم، حسب ما جاء فى حكاية شارع للتنسيق الحضارى، واليوم نستعرض شخصية "الملحن الكبير كمال الطويل"، والذى له شارع يحمل اسمه بالقاهرة.

 

مولده ونشأته

ولد كمال محمود زكى الطويل فى 11 أكتوبر 1923 فى طنطا، لأسرة ثرية، وقد نشأ وترعرع فى طنطا برعاية جده لسفر والده إلى إنجلترا لدراسة الهندسة، نمت ذائقته الموسيقية وهو طفل على الإنشاد الدينى وتلاوة القرآن الكريم فى الحفلات التى كانت تقام فى المناسبات الدينية.

وعندما بلغ سن الدراسة، ألحقه جده بمدرسة الأورمان، ودرس فى القسم الداخلى بسبب وفاة والدته، وفى تلك المدرسة بدأ الغناء لأول مرة أمام زملائه الطلبة وأساتذته، ليكتشفوا جمال صوته، وكان فى تلك الفترة معجبًا بالمطرب محمد عبد المطلب، الذى أحب فيه قوة صوته ونبراته وأسلوبه فى الغناء، فكان يؤدى أغنياته، بخلاف أبناء جيله من الفتيان الذين كانوا يعدون محمد عبد الوهاب مثلهم الفنى الأعلى.

وعلى الرغم من الميول الموسيقية عند كمال الطويل إلا أن دراسته الجامعية سارت فى اتجاه آخر، فبعد نيله شهادة الدراسة الثانوية، درس فى كلية الفنون "قسم الزخرفة"، وبعد تخرجه فيها عين رسامًا بوزارة الأشغال العامة بمدينة الإسكندرية.

وفى الإسكندرية انتسب كمال الطويل إلى معهد موسيقى مسائى، وكان انتسابه للمعهد ليس بقصد دراسة الموسيقى، ولكن لشغل أوقات الفراغ لديه، لكنه مع ذلك تعرف الموشحات والأدوار القديمة، وبعض مبادئ الموسيقى على يد "الشيخ على الحارث" أحد أساتذة المعهد.

 

بدايته الفنية

انتقل عمل كمال الطويل إلى القاهرة فى عام 1947، فانتسب إلى "معهد الموسيقى العربية"، وفيه تعرف عبد الحليم شبانة، الذى اشتهر فيما بعد بعبد الحليم حافظ، وكان الطويل يدرس فى قسم الأصوات على أمل أن يصبح مطربًا، وعبد الحليم فى قسم الآلات ليصبح عازفًا، لكن الأمر انقلب، فأصبح الطويل ملحنًا وعبد الحليم مطربًا، وفى أثناء دراسته فى المعهد لحن كمال الطويل أغنيتين، الأولى دعاء دينى غنته زميلته فى المعهد "فايدة كامل"، التى أصبحت فيما بعد مطربة معروفة ونائب فى مجلس الأمة، أما اللحن الثانى فهو أغنية هزلية، قدمت فى حفل تخرج طلاب المعهد.

فى عام 1950 تخرج كمال الطويل فى المعهد، وعين فى قسم الموسيقى بإذاعة القاهرة، وأصبح عضوًا فى لجنتى النصوص والاستماع، وفى ذاك العام وضع أول لحن بعد تخرجه، وكان لقصيدة “لقاء”، التى نظمها الشاعر صلاح عبد الصبور، وغناها عبد الحليم حافظ بصوته عبر أثير إذاعة القاهرة، وكانت أول أغنية له أيضًا، ولم تحقق الأغنية أى نجاح يذكر، لكنها عرفت الجمهور باسم عبد الحليم حافظ، وأتبع كمال الطويل هذا اللحن بلحنيين آخرين "يا رايحين الغورية" و"بين شطين وميه"، تأليف محمد على أحمد، وغناء المطرب محمد قنديل، وحققت الأغنيتان نجاحًا مقبولاً.

 

انطلاقته الفنية

كانت الانطلاقة الكبيرة لكمال الطويل فى منتصف الخمسينيات من القرن العشرين حين لحن أغنية "على قد الشوق"، وغناها عبد الحليم حافظ، فحققت نجاحًا كبيرًا.

وأثناء العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956، لحن كمال الطويل أول أغنية وطنية "والله زمان يا سلاحى"، تأليف صلاح جاهين، وغناء أم كلثوم، ولجمال الكلمات واللحن والأداء اختير النشيد نشيدًا وطنيًا لمصر حتى نهاية السبعينيات من القرن العشرين عندما استبدل بها نشيد بلادى بلادى من ألحان سيد درويش.

حين أدرك كمال الطويل أن الموسيقى أصبحت خياره ومستقبله، قرر تعزيز معارفه الموسيقية، فانتسب إلى المعهد العالى للموسيقى عام 1959، ودرس فيه مدة سنتين وحصل بعدها على منحة دراسية، كى يتابع دراسته الموسيقية الأكاديمية فى موسكو، لكن الظروف لم تسمح له بالسفر.

 

مشواره الفنى

عاش كمال الطويل حياة فنية غنية، لحن فيها لمعظم المطربين الكبار فى مصر، لكن عطاءه الموسيقى الأكبر كان لعبد الحليم حافظ، وهما اللذان جمعهما الفن والصداقة، منذ دراستهما فى معهد الموسيقى العربية، وقد لحن الطويل لعبد الحليم أجمل الأغنيات الوطنية التى تعد سجلاً حافلاً للأحداث الكبرى فى مصر والوطن العربى فى عقدى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، ولعل من أشهرها أغنية "حكاية شعب"، التى كتب كلماتها أحمد شفيق كامل، وهى نشيد تروى حكاية العدوان الثلاثى على مصر، بدءً من التفكير ببناء السد العالي، ومرورًا بتأميم قناة السويس، وما نجم عنه من عدوان عسكرى على سيناء ومنطقة القناة من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وحتى اندحار العدوان.

 

الطويل وأم كلثوم

التقى كمال الطويل فى عدد قليل من الأغانى مع أم كلثوم، مثل "لغيرك ما مددت يدا"، و"غريب على باب الرجاء"، والاثنين من كلمات طاهر أبو فاشا، لكن أشهر لقاء لهما كان فى أغنية "والله زمان يا سلاحى".

 

الطويل وعبد الحليم حافظ

تعد ألحان كمال الطويل التى غناها عبد الحليم حافظ من أجمل وأشهر ألحانه، حيث التقيا فيما يقدر بـ56 أغنية عاطفية ووطنية، مع الشاعر "مرسى جميل عزيز" التقيا فى مجموعة من الأغاني، مثل "الحلو حياتي"، "هى دى هي"، “قولوله الحقيقة"، "بتلومونى ليه"، "فى يوم فى شهر فى سنة"، والتى تعد من أجمل ما غنى عبد الحليم.

كما التقيا مع الشاعر مأمون الشناوى أيضًا فى مجموعة من الأغانى التى غناها عبد الحليم فى أفلامه، مثل "كفاية نورك"، "حلفني"، "بينى وبينك إيه"، ومع الشاعر صلاح جاهين التقيا فى مجموعة من الأغانى الوطنية، مثل "إحنا الشعب" عام 1956، "بالأحضان" عام 1961.

ومع الشاعر "عبد الرحمن الأبنودي" قدما مجموعة من الأغانى الوطنية أثناء حرب يونيو 1967، منها "إنذار"، "راية العرب"، "احلف بسماها"، "ابنك يقولك يا بطل"، إضافة إلى أغنية "صباح الخير يا سينا" عام 1974.

كما التقى كمال الطويل مع عبد الحليم فى أغانى أخرى لشعراء آخرين، منهم: حسين السيد، محمد على أحمد، صلاح عبد الصبور، أحمد شفيق كامل، محمد حمزة.

 

التكريم والأوسمة

حصل كمال الطويل على "وسام الجمهورية للآداب والفنون من الدرجة الأولى عام 1958م، شهادة تقدير من دولة الكويت عام 1962م، وسام من دولة موريتانيا عام 1966م، جائزة الدولة التقديرية عام 2003م.

 

وفاته

أمضى كمال الطويل الأشهر الأخيرة من حياته فى صراع مع المرض، إلى أن توفى عن واحد وثمانين عامًا فى 9 يوليو 2003.

كمال الطويل
كمال الطويل

 

لافته شارع كمال الطويل
لافته شارع كمال الطويل

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة