حال قلق عالمى تسبب فيها إعلان روسيا اختبار صاروخ باليستى جديد، وصفه الرئيس الروس بالسلاح الفريد، وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الخطوة المحسوبة التى قام بها بوتين، الأربعاء، باختبار وإطلاق صاروخ باليتسى جديد عابر للقارات، وإعلان أنه تحذير لهؤلاء فى الغرب الذين يحاولون تهديد روسيا، قد غذت المخاوف داخل إدارة بايدن بأن روسيا معزولة للغاية الآن عن باقى العالم، بما يجعل بوتين يندفع إلى القيام بالأعمال الاستفزازية.
وتقول الصحيفة إنه حتى قبل إطلاق الصاروخ، كان المسئولون الأمريكيون والقادة الأجانب يدرسون ما إذا كان نجاحهم فى عزل روسيا عن أغلب الاقتصاد العالمى، وجعلها منبوذة دبلوماسيا، يمكن أن يشعل رغبة بوتين بشكل أكبر لتأكيد قوة بلاده.
وكان الإطلاق الأول لصاروخ سارمات ذى القدرات النووية هو أحدث مثال على المدى الذى يمكن أن يحاول به بوتين تذكير العالم بقدراته، فى الفضاء، وفى الفضاء الإلكترونى، وعلى طول ساحل أوروبا، على الرغم من الانتكاسات الأولى فى أوكرانيا.
وقال مستشار النمسا كارل نيهمر إن هذا هو منطق بوتين فى الحرب الآن، وأشار الأسبوع الماضى بعد لقائه مع بوتين فى روسيا، إن الرئيس الروسى أكثر عزما من ذى قبل على مواجهة ما يراه تهديدا متناميا من الغرب واستعادة مجال النفوذ لروسيا فى شرق أوروبا.
من ناحية أخرى، قال ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إن بوتين يظهر كل يوم أن القوى المتراجعة يمكن أن تكون مزعجة على الأقل بقدر تلك الصاعدة، مضيفا أن شهية المخاطر قد نمت لدى الرئيس الروسى مع إحكام قبضته على روسيا.
وخلف الكواليس، كان المسئولون الأمريكيون أكثر مباشرة بشأن إمكانية أن يتحرك الزعيم الروسى المعزول بطرق أكثر تقويضا للاستقرار. وقال مسئول رفيع المستوى بالاستخبارات الأمريكية: لقد كنا ناجحين للغاية فى عزل بوتين عن النظام العالمى، لدرجة أنه أصبح لديه داوفع أكبر لتعطيل بما يتجاوز أوكرانيا. ولو زاد يأسه بشكل متزايد، فقد يجرب أشياء لا تبدو منطقية.
وتشير التقييمات المقدمة إلى البيت الأبيض إلى أن بوتين يعتقد بأنه يحقق الفوز، بحسب ما ذكر مسئول رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته لمناقشته نتائج استخباراتية، ويتصرف بالتأكيد على هذا النحو.
وتقول نيويورك تايمز إنه ليس من المفاجئ أن بوتين لم يتراجع أمام العقوبات الاقتصادية والإجراءات التى حرمت بلاده من التكنولوجيا التى تحتاج إليها لأسلحة جديدة، والآن بعض البضائع الاستهلاكية. فطالما قال إنه بإمكانه الإلتفاف بسهولة حول العقوبات.
وكان بوتين قال عن الصاروخ الجديد إنه حقا سلاح فريد وسيعزز الإمكانات القتالية للقوات المسلحة الروسية، ويضمن بشكل موثوق أمن روسيا فى وجه التهديدات الخارجية، كما سيقدم غذاء لفكر هؤلاء الذين يحاولون فى خضم الخطاب العدوانى المسعور تهديد روسيا.
ويعتبر صاروخ إر إي 28 سارمات، الذى وصفه الناتو بأنه ساتان 2، هو أقوى صاروخ باليتسى عابر للقارات لدى روسيا، ويمكنه حمل أسلحة نووية.
وتم تقديم الصاروخ خلال خطاب حالة الأمة الروسى عام 2018 على أنه يمثل الجيل القادم من الأسلحة التى يمكنها أن تخترق أى نظام دفاع صاروخى، بحسب ما قال بوتين فى هذا الوقت.
إلا أن المتحدث باسم البنتاجون جون كيربى، قال فى تصريحات للصحفيين ، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لا تعتبر السلاح تهديدا لواشنطن أو حلفائها.
وقال علماء سياسة الدفاع والإستراتيجية لصحيفة واشنطن بوست إنه بالرقغم من أن هذا السلاح يبدو مرعبا، إلا أن التهعديدات المتصاعدة التى قام بها بوتين منذ غزو أوكرانيا، ينبغى أن تكون أكثر إثارة للقلق.
وكان الهدف أن يحل صاروخ سارمات محل صاروخ فيوفودا السوفيتى الذى تم تصميمه فى عام 1962، والذى له قدرة على حمل ثلاثة رؤوس حربية.
وقال بوتين فى عام 2018 إن الصاروخ سارمات يزن 200 طن مترى، أى 220 طن، وله مدى أطول، مما يسلح له بالتحليق فوق القطبين الشمالى أو الجنوبى، وضرب أهداف فى أى مكان فى العالم بالرؤوس الحربية النووية القوية. لكن البنتاجون قلل من ميزات السلاح، وقال إنه على الشعب الأمريكى أن يطمئن إلى أنهم مستعدون تماما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة