كتب رجل الدولة والفيلسوف الرومانى المعروف ماركوس توليوس شيشرون عن عملات معدنية ذات قيمة متغيرة فى مقالته حول القيادة الأخلاقية، وبعد قرون أثارت هذه الإشارات جدلًا تاريخيًا طويل الأمد.
وناقش المؤرخون منذ فترة طويلة ما كان يقصده رجل الدولة والباحث الرومانى المعروف عندما كتب على وجه التحديد: "تم رمي العملة، حتى لا يتمكن أحد من معرفة ما كان لديه" حيث يقول عالم الآثار بجامعة وارويك الإنجليزية كيفن بوتشر إنه تم حل لغز تلك العبارة مؤخرا عبر مجموعة من الأبحاث وفقا لموقع science alert.
وكانت الدولة الرومانية على حافة الإفلاس فى 91 قبل الميلاد ويرجع ذلك جزئيًا على الأقل إلى الحرب الاجتماعية ضد حلفائهم الإيطاليين الذين أرادوا الجنسية جنبًا إلى جنب مع القدرة على التصويت فى الانتخابات الرومانية، وبحلول عام 89 قبل الميلاد كانت روما غارقة فى أزمة ديون لدرجة أن شيشرون أشار إلى أن الناس فقدوا الثقة في العملة.
ويشرح بوتشر: "روى شيشرون كيف اقترب الرومانيون من حل الأزمة قبل أن ينسب إلى الحاكم الرومانى ماريوس جراتيديانوس الفضل الوحيد في الجهد الجماعى"، مضيفا: "إحدى النظريات هي أن ماريوس جراتيديانوس خفض وزن العملات الفضية والبرونزية وهناك نظرية أخرى تقول إنه نشر طريقة لاكتشاف العملة المزيفة، وبالتالي أعاد الثقة في العملة".
ويتابع "لسوء الحظ كان اختيار شيشرون للكلمات غامضًا جدًا بالنسبة للمؤرخين لتحديد ما كان يحدث بالضبط لم يكن هدفه في الكتابة عن ذلك هو إلقاء الضوء على التاريخ النقدي؛ لقد كان يستخدم الحادثة فقط كتوضيح لسلوك حاكم روماني بشكل سيئ من خلال نسب الفضل إلى نفسه وتجاهل عمل الآخرين".
وقد حلل بوتشر وزملاؤه الباحثون تكوين العملات المعدنية المسكوكة خلال العصر الرومانى الذى عاش فيه شيشرون وهى العملات التي تحمل رؤوس الآلهة والقادة الرومان ، والتي تم تقديمها لأول مرة كعملة في 211 قبل الميلاد ووجد الباحثون أن العملة كانت قبل 90 قبل الميلاد تتكون من الفضة النقية لكن نقاءها انخفض بنسبة 10 % بعد خمس سنوات فقط.
ويخلص عالم الآثار بجامعة ليفربول ماثيو بونتينج إلى أن "الدينار الفضى الرومانى "ديناريوس" انخفض في البداية إلى من فضى نقى بنسبة 100% إلى فضى نقى بنسبة 95 % ثم انخفض مرة أخرى إلى 90 % ، مع انخفاض بعض العملات المعدنية إلى 86 % للتعامل مع أزمة العملة الحادة".
أثر يجسد صراف من العصر الرومانى موجود بمتحف الحضارة الرومانية