رفرف علم مصر على كل سيناء بالكامل يوم 25 أبريل عام 1982 بتسليم آخر موقع على حدود مصر الشرقية بمدينة رفح شمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء ورفع العلم المصري عليهما بعد احتلال دام 15 عاما، واُعلن هذا اليوم عيدا قومياً بعد نجاح الدبلوماسية المصرية على ساسة العالم أجمع، في استرداد جزء غالي وثمين من أرض الوطن، واستعادت الدولة المصرية سيادتها الكاملة على كل أراضيها.
وأكد أعضاء مجلس النواب، أن لسيناء مكانة خاصة لدى المصريين، فهى على مر التاريخ الدرع الذي حمى مصر من الغزاة والطامعين، وهي تلك الأرض التى حباها الله عزل وجل بالكثير من نعمائه من الثروات والخيرات، مهنئين الشعب المصرى والقيادة السياسية بهذه الذكرى العطرة التي تحظى بمكانة خاصة في القلوب.
وفي هذا الإطار، قال النائب أحمد العوضى، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن الاحتفال بهذا اليوم تتويجا لانتصار جهود منظمة وجهات كثيرة وقف ورائهم الجيش والشعب، حيث بدأ عقب حرب أكتوبر مباحثات سلمية وتم اتفاق السلام وانسحاب إسرائيل من الأراضى المصرية، وقد عقدت عام 1979 والتى بموجبها بدأت إسرائيل انسحابها من سيناء، وفى 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم فى جنيف بسويسرا فى النزاع حول طابا، وجاء الحكم فى صالح مصر مؤكدًا أن طابا مصرية، وفى 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخى برفع علم مصر معلنًا السيادة على طابا وإثبات حق مصر فى أرضها ونجحت لجنة استرداد طابا نجحت فى استعادة الأرض من العدو بعد 22 عاما.
وأكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن رجال القوات المسلحة خاضوا معركة كبيرة لاستعادة جزء عزيز من أرض الوطن و ما كان ليتحقق لولا رفض الشعب للهزيمة، وأن ذكري تحرير سيناء ستظل محفورة في أذهان المصريين ، متابعا:" سيناء عادت لأحضان الوطن بفضل جهود أبطال القوات المسلحة الشرفاء، ولكى تبقى ذكراها مخلدة فى التاريخ بأحرف من ذهب، ويعرف الشعب المصرى العظيم أن القوات المسلحة دائمًا تضع نُصب أعينها مصلحة الوطن، أبناؤها الأوفياء هم الذين قدموا الغالي والنفيس، من أجل كل حبة رمل فى سيناء الحبيبة، ويواصلون تقديم أرواحهم ودمائهم الطاهرة فدائاً للوطن وأمنه وأمانه واستقراره"، موجها التحية لكل من شارك في هذه الملحمة العظيمة التي سجلها التاريخ بحروف من نور.
وفى سياق متصل، قال النائب يسرى المغازى، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن استطاعت الدولة المصرية في هذا اليوم العظيم يوم الكرامة تحرير بقعة عزيزة من أرضها بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلى منها.
وأكد المغازى، أن هذه الذكرى ستظل مضيئة فى قلوب المصريين، حيث استردت مصر أرض سيناء كاملة بعد سلسلة طويلة من الصراع المصرى الإسرائيلى، والذى انتهى باستعادة الأراضى المصرية كاملة بعد انتصار كبير للسياسة والعسكرية المصرية، مؤكدا أن سيناء تشهد نهضة وتنمية استراتيجية حقيقية الآن، حيث تشهد سيناء استراتيجية التنمية والمشروعات القومية في كافة مجالات التنمية الشاملة بشبه جزيرة سيناء وهذه رسالة وترجمة حقيقية لما لسيناء من مكانة خاصة في قلوب المصريين جميعهم.
وفى ذات الصدد، قال النائب معتز محمود، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن القوات المسلحة خاضت حربا شرسة كما أن الدبلوماسية المصرية كان لها دور كبير في تحرير أخر شبر من الأراضي المصرية الغالية، ولم يتوقف الأمر عن هذا فحسب ولكن هذه البقعة الغالية شهدت اهتمام كبير جدا خلال السنوات الأخيرة.
وتابع رئيس لجنة الصناعة:" ما يجري في سيناء من تعمير وتطوير لم تشهده أراضيها من قبل في إطار النظرة التنموية الجديدة والشاملة لها، التي تُعبر عنها استراتيجية مصر 2030، التي تهدف لإعادة صياغة مصر بالكامل وتقديمها بشكل جديد للعالم، وهو ما لن يتم إلا ببعث سيناء من جديد، فكانت الأولوية لمشاريع البنية التحتية التي لطالما كانت حجر الأساس لجذب الاستثمارات وتسهيلها وبناء حياة أفضل للمواطن المصري القاطن بشبه جزيرة سيناء وتوفير الاحتياجات الأساسية للأهالي وخدمات صحية واجتماعية".
واستكمل رئيس اللجنة:" حيث عملت الدولة المصرية على ربط هذه البقعة العزيزة من الوطن بالوادي والدلتا عن طريق شبكة أنفاق تمتد تحت مياه قناة السويس، بالإضافة إلى محطات عدة لتحلية مياه البحر، وإنشاء عدد من محطات الطاقة المُتجددة، وزيادة عدد المدارس والمُستشفيات، حفاظًا على صحته وبناء لعقله، حيث تم إنشاء ورفع كفاءة المدارس والإدارات التعليمية بسيناء".
ومن جانبها، وجهت النائبة هند رشاد، أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، التحية للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل رفعة الوطن، حيث رووا بدمائهم الطاهرة ثرى الوطن وحققوا النصر العظيم لتبقى مصر آمنة مستقرة، مشيدة بالجهود والتضحيات التي تقوم بها القوات المسلحة الباسلة وقوات الشرطة فى سبيل حماية الوطن وأمنه وأمانه.
وأكدت رشاد، أن سيناء عادت لأحضان الوطن بفضل جهود أبطال القوات المسلحة ورجال مصر الأوفياء الذين كانوا على قلب رجل واحد من أجل استعادة هذه البقعة بالكامل لحضن الوطن لما لها من مكانة عزيزة لدى الشعب المصرى، مشيدة بما تشهده سيناء من تنمية حقيقية وعمران بعد تطهيرها من دنس الإرهاب والتصدي لأي عملية إرهابية من قوى الشر تسعى لتعطيل حركة التنمية ليتحقق على أرض الفيروز المشروعات القومية والخدمية في مجال الإسكان والطرق وشبكة المياه والكهرباء والرعاية الصحية والتعليم والزراعة والكهرباء وغيرها من المشروعات الأخرى ، وأن الدولة تتبنى استراتيجية متكاملة لتعمير وتنمية سيناء إيماناً من القيادة السياسية بأهمية البناء والتعمير، من خلال خطة تنموية متكاملة، مطالبة وسائل الإعلام بتسليط الضوء على ما تشهده أرض الفيروز من عمليات إعمار وتنمية.
وفى نفس الإطار، قال النائب هشام الحصرى، رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، إن هذه الذكرى تعيد للأذهان البطولات العظيمة لرجال القوات المسلحة البواسل، وتضحياتهم من أجل استعادة كل شبر أرض سيناء الغالية، وتذكرنا بتصدي الجيش المصرى العظيم للجيش الإسرائيلي وضرب ملحمة رائعة في الوفاء والإخلاص وقدم كل غال ونفيس من أجل مصلحة الوطن حيث قدموا أغلى الدماء والتضحيات من أجل تحرير سيناء، واستعادتها مرة ثانية من الاحتلال.
وأشار الحصرى، إلى أن الدولة المصرية تولي اهتماما كبير بملف التنمية في سيناء وهو ما يؤكد إرادة القيادة السياسية لمواجهة تحديات الماضي، حيث بدأت جهود التنمية بإطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسى تنفيذ مشروع ازدواج قناة السويس وحفر قناة السويس الجديدة التى تمت فى ملحمة كبيرة فى عام واحد، وتبع ذلك عددا من المشروعات، بمجالات النقل والطرق لربط سيناء بالوطن الأم باعتبار أن الطرق والموانئ أساس التنمية فى الدولة، مع تنفيذ عددا من المدن الجديدة الكبرى فى شرق سيناء وشرق القناة.