أكرم القصاص يكتب: موسم الحصاد من توشكى.. الإرادة واستراتيجية الزراعة والتنمية

الجمعة، 22 أبريل 2022 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: موسم الحصاد من توشكى.. الإرادة واستراتيجية الزراعة والتنمية أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

* المشهد مفرح ومبشر بوجه جديد للصعيد وصياغة للمستقبل فى كل المحافظات

 
 يأتى موسم حصاد القمح هذا العام فى ظل ظروف تؤكد أهمية امتلاك استراتيجية للتعامل مع هذا الملف، خاصة أنه يأتى وسط أزمة عالمية تفرضها الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاساتها على سوق الطاقة والغذاء فى العالم كله، مع الأخذ فى الاعتبار أن نسبة كبيرة من الحبوب والزيوت تخرج من روسيا وأوكرانيا، وهو ما يفرض على كل دولة أن تسعى لتدعيم قدراتها الإنتاجية والتخزينية من الحبوب والغذاء، وقد بدأ بالفعل موسم الحصاد من محافظة أسوان ومحافظات مصر فى الوجهين البحرى والقبلى تواصل توريد القمح، فى الشون والصوامع، وتواصل وزارة التموين والتجارة الداخلية تسلم محصول القمح من المزارعين حتى نهاية أغسطس المقبل، لزيادة مخزون استراتيجى آمن من القمح المحلى، مع زيادة الطاقات والسعات التخزينية للقمح.
 
وحسب كمال هاشم، رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للصوامع والتخزين، فإن اللجنة العليا لتسويق الأقماح المحلية، تختص بوضع الضوابط التى تتسلم بها الأقماح من المزارعين، والتجار، والموردين، والشركات الاستثمارية التى تزرع فى الصحراء، والمشروعات المختلفة، مثل: «توشكى، وشرق العوينات»، حيث تم تجهيز أكثر من 400 موقع لتسلم المحصول، فالدولة جاهزة لتخزين 6 ملايين طن، بعد أن كانت 3.5 مليون طن، والصوامع تحافظ على المخزون مقارنة بالوضع قبل عام 2014، حيث كانت الصوامع تستقبل 1.2 مليون طن سنويا فقط، لكن مع إطلاق المشروع القومى للصوامع فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بلغت سعة التخزين فى الصوامع 4 ملايين طن لتتضاعف السعة ثلاث مرات، وأن الشون المطورة تستهدف التجميع، لا التخزين، لتقريب المسافة مع المزارعين، إذ أن الصوامع تبعد عن بعضهم بمسافات كبيرة، لذلك يتم توريد القمح إلى نقاط توريد، وبعدها تُنقل إلى الصوامع.
 
ويمثل مشروع توشكى جزءا مهما فاعلا من حركة التنمية فى البلاد، وفى نهاية العام الماضى، فى أسبوع الصعيد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على تأكيد استراتيجية التنمية الزراعية فى مصر، مؤكدا أن الدولة تسعى لتوفير المنتجات الزراعية، ودعم الزراعة بشكل كبير، وتعمل فى 3 مشاريع ضخمة «الدلتا وسيناء وتوشكى»، وهو ما يبدو نوعا من تحدى المستحيل، كما وصفه الرئيس فى كلمته، مستعرضا الخريطة الخاصة بالزراعة ضمن مراحل تنفيذ المشروع لعامى «2020-2021»، حيث إن المخطط زراعة 200 ألف فدان، وقال فى توشكى: «كل لما بنقدر ندخل أراضى زراعية بيخلى عندى فرصة للإنتاج، فى 150 ألف فدان مش هيكونوا موجودين السنة الجاية، يوفروا قمح نصف مليون طن»، الرئيس يعتبر الأمن الغذائى أولوية، مع ترشيد استخدام المياه، ويحرص على تأكيد أن الدولة تتحمل من 200 إلى 400 ألف جنيه فى استصلاح الفدان، ونحن نسابق الزمن لإنجاز كل ما يمكن إنجازه فى خطط تأمين الغذاء والإنتاج.
 
وقد شهدنا بداية موسم الحصاد فى توشكى، والذى يضيف ما يتجاوز 3 ملايين فدان فى توشكى وسيناء والدلتا الجديدة، كانت تحتاج عقودا لو سارت بالسرعة السابقة، لكنها تتم الآن بوتيرة مضاعفة وتصور وخطط بدت أقرب للحلم المستحيل، وبالإرادة أصبحت واقعا.
 
المشهد فى مشروع توشكى مفرح، يبشر بوجه جديد للصعيد، وصياغة للتنمية فى كل محافظات مصر وفى الجنوب بصورة غير مسبوقة، مصحوبة برسائل من الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن دعم الدولة لكل من يريد أن يعمل أو يستثمر، مع الاستعداد الكامل لتقديم التسهيلات، والمشروعات الزراعية والصناعية فضلا عن كونها توفر فرص عمل لأبناء الجنوب، تمثل إضافة للدخل القومى وإضافات ضخمة، فيما يتعلق بالطاقة المتجددة أو الإنتاج الغذائى بما يتعلق بتوشكى، ذلك المشروع الذى تم إحياؤه بعد عشرين عاما، وبعدما  بدا أنه دخل فى طى النسيان، لكن إرادة الدولة استعادته، وحرص الرئيس فى أسبوع الصعيد نهاية ديسمبر الماضى على إطلاق اسم الدكتور كمال الجنزورى على محور توشكى، وفاء لدوره فى مشروع توشكى، وإنصافا لدوره. 
 
مشروع توشكى تمت استعادته مثل غيره الكثير من المشروعات والشركات، التى تعرض لنسيان أو إهمال، وتمت استعادة دور الدولة وبدأ المشروع كبيرا وحديثا، 500 ألف فدان، وأكبر مشروع لزراعة النخيل من سلالات فاخرة، مع زراعات مرتبطة وإنتاج عالى الجودة. وبالأمس بدأ موسم الحصاد، وكان شاهدا على نجاح الإرادة فى صياغة المستقبل ومواجهة التحديات.
 

 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة