ولد إبراهيم ناجى فى حى شبرا عام 1898م، وساعد والده الذى كان مثقفًا على حب الشعر والأدب، ليصبح بعد ذلك من أبرز شعراء مصر، فكان ناجى متفوقًا دراسيا حيث ألتحق بمدرسة الطب فى عام 1922، وبعد تخرجه عين طبيبًا فى وزارة المواصلات، ثم ينتقل بعد ذلك إلى وزارة الصحة، ثم مراقبًا للقسم الطبى فى وزارة الأوقاف.
لم تمنعالجروح التى كان يراها إبراهيم ناجى داخل غرف العمليات من كتابة الشعر، حيث بدأ مسيرته الشعرية فى عام 1926م، مع ترجمة بعض أشعار "الفريد دي موسييه وتوماس مور" ونشرها في السياسة الأسبوعية، كما ترجم بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان: أزهار الشر.
وعبر مسيرته الإبداعية الطويلة لم يكتفى الشاعر الكبير إبراهيم ناجى بترجمة الشعر وحده بل أثرى المكتبة العربية بمجموعة أخرى من ترجمات الرواية والدراسات الأدبية، فنجده ترجم عن الإنجليزية رواية "الجريمة والعقاب"لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية "الموت في إجازة"، كما أنه قام بنشر دراسة عن شكسبير، إلى جانب كتابته للكثير من الكتب الأدبية مثل:"مدينة الأحلام، وعالم الأسرة".
مال إبراهيم ناجى إلى الشعر الرومانسى والحب والوحدانية،فقدم عبر مسيرته مجموعة من الدواوين الشعرية منها: "وراء الغمام" الذى صدر فى عام 1934م، و"ليالي القاهرة" عام 1944م، و"في معبد الليل" فى 1948م، و"الطائر الجريح" فى عام 1953م، ثم بعد أصدر المجلس الأعلى للثقافة بعد وفاته أعمالة الشعرية الكاملة فى عام 1966م.
وعبر مسيرة طويلة من الإبداع قدم إبراهيم ناجى العديد من المؤلفات الأدبية وبخاصة فى الفن القصصى منها:"مدينة الأحلام،وأدركنييادكتور"، وقد أحصى له أحد الباحثين خمسين قصة نشرت فى المدة الواقعة بين عامى 1933، 1953م، وبحسب الباحث الشاعر عزت محمود على الدين فى رسالته "ظاهرة الاغتراب فى شعر إبراهيم ناجى وعبد الله الفيصل"، كان لناجى مؤلفات أخرى فى مجالات متعددة كعلم النفس، وعلم الاجتماع، وفن التراجم والسير، والخواطر العامة، والترجمات عن الإنجليزية والفرنسية والروسية.
عن رحلته الطويلة فى عالم الشعر والقصص والروايات والترجمة صدرت عن الشاعر الكبير إبراهيم ناجي بعد رحيله فى 1953م، عدة دراسات منها: «مع ناجي ومعها» للدكتور الأديب غازي القصيبي وناجي حياته وشعره للشاعر صالح جودت، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد، وشعر ناجي الموقف والأداة للدكتور طه وادي، وناجي حياته وأجمل أشعاره لوديع فلسطين، وإبراهيم ناجي للدكتور علي الفقي كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية.