- أحمد زكى ومحمود عبدالعزيز قدما شخصية فاقد البصر من منظور مختلف طبقا لخلفية الشخصية الثقافية
دخلت النجمة يسرا بمسلسلها «أحلام سعيدة» دائرة المنافسة بكل أريحية وبدون فذلكة، بمسلسل ينتمى للكوميديا ولكنه يقدم دراما «رايقة» وهادئة، ويناقش العديد من القضايا النسوية دون «زعيق» أو تهليل، حيث يتناول الكثير مما تعانى منه النساء فى بلادنا العربية، ما بين توريث المرأة والخوف من شبح العنوسة ونظرة المجتمع، مرورا بالبحث عن الإنجاب وغيره من القضايا التى لمسها المسلسل دون الحاجة لرفع شعار الحرب على الرجل.
«اليوم السابع» حاورت النجمة يسرا، وتحدثت معها عن المسلسل والكثير من الأمور، خاصة أن العمل يأتى بعد 10 سنوات من تقديمها مسلسل «شربات لوز» فى إطاره الكوميدى.
فى البداية لماذا قررت المنافسة فى دراما رمضان بمسلسل يصنف كوميدى رغم أنه يناقش العديد من قضايا المرأة المهمة بشكل غير مباشر؟
شعرت أن جرعة الدراما والأكشن كبيرة، ونحن فى أمسّ الحاجة إلى سرد مشاكلنا بـ«روَقان» بدون وجع قلب، وحقيقة أن كنت فى فترة صعبة ولدى ثقل كبير من مشاعر الحزن بسبب ما مر على من أحداث فى الفترة الأخيرة، لذلك كنت حريصة على تقديم عمل كوميدى وعندما جاءنى نص هالة خليل كان فى البداية فيلم سينمائى، ولكننا اتفقنا فى النهاية أن تتحول الفكرة إلى مسلسل مع المخرج عمرو عرفة، لأننا من الممكن أن نسرد المشاكل من خلال بسمة وضحكة وموقف حلو.
لماذا قررت العمل مرة أخرى للمخرج عمرو عرفة بعد مرور سنوات كثيرة على تعاونك معه فى مسلسل «سرايا عابدين»؟
تعاونى مع المخرج عمرو عرفة، هو أجمل حاجة حصلت لى، لأننى لم أشبع من العمل معه فى مسلسل «سرايا عابدين»، ومسلسل «أحلام سعيدة» معمول بشكل مختلف وهو قام بتضفير قصص النساء بالمسلسل بشكل غير عادى من خلال 4 سيدات لديهن مشاكل مختلفة، والمخرج عمرو عرفة لديه الحس الكوميدى، وقادر على أن يظهر كل ممثلة فى المسلسل فى أحسن حالة، وجمال نص هالة خليل هو أنه سهل وممتع فى الوقت ذاته يدور حول 4 نساء مع اختلاف خلفياتهم الثقافية.
تقديم دور سيدة فاقدة للبصر أمر صعب ولم يقدم على شاشة الدراما بشكل كبير من خلال شخصية نسائية، إضافة إلى أن هناك من سبق وقدموا فاقدى البصر مثل محمود عبدالعزيز وأحمد زكى وغيرهما ألم تخشى من المقارنة؟
الفنان أحمد زكى قدم طه حسين، ومحمود عبدالعزيز قدم دور الشيخ حسنى، من أعظم ما يمكن، ولا يصح المقارنة أبدا، كل ممثل يقدم الدور بطريقته ومن خلال الموقف الذى يقدمه وخلفية الشخصية أيضا، فكل شخصية منهما لها خلفية ثقافية وبيئة مختلفة، وأنا لا أخاف من المقارنة بغيرى أن أخشى المقارنة بين شغلى وبعضه، ولا أنكر أن الشخصية صعبة ولم تقدم على الشاشة بشكل كوميدى من قبل رغم أن فاقدى البصر دمهم خفيف وهناك نماذج كثيرة منهم عمار الشريعى وعمرو سليم والكاتب أحمد يونس، ولديهم فكر ويتقنوا التعامل مع الإلكترونيات وفقدان البصر لا يؤثر على شخصيتهم ولا شكلهم.
كيف حضرت نفسك للدور خاصة أنه مطلوب منك التحرك وسط الديكور وتحسس خطواتك دون النظر للأرض؟
استعنت بكثير من الأطباء وعرفت أن الشخص الذى يفقد بصره أو يفقد حاسة من الحواس الخمس، تلقائى يحدث تحسن كبير فى الأربع حواس الأخرى فتجد حاسة السمع، تصبح أقوى وكذلك حاسة السمع واللمس والشم وبالتالى تجد فاقد البصر قادرا على التعامل مع أشيائه وخدمة نفسه لأنه يحفظ كل شىء ومكانه وملمسه، ورغم أن فقدان البصر هو حادث كبير وثقيل على صاحبه ولكن سيكمل حياته بأى شكل واعتمدنا على أن الموقف هو الذى يفجر الضحك بعيدا عن تقديم النكتة.
تتعرضين لحادث فى المسلسل تفقدين على أثره البصر كيف كانت كواليس تصوير الحادث خاصة فى ظل خطورة تصوير تلك المشاهد التى قد يتضرر منها بطل المشهد؟
عندما تعمل مع فريق محترف تشعر بالاطمئنان ولا تشغل بالك كثيرا، لأنك على ثقة بأن الفريق الذى تعمل معه احترافى ويهمه سلامتك ويحافظ عليك، ولكنى عندما شاهدت المشهد على الشاشة «اتخضيت» من مشهد الحادثة.
رغم أن المسلسل من بطولتك إلا أن العمل فرد مساحات متساوية بشكل كبير بينك وبين غادة عادل ومى كساب.. فما تعليقك على ذلك؟
طبعا أنا احتاج لكل النجوم بالمسلسل ليكن من حولى ولأنهن أضفن ثقلا للمسلسل، ودمهن خفيف وظروفهن الدرامية داخل المسلسل حلوة.
المسلسل يناقش نظرة المجتمع والضغط على المرأة من أجل الزواج وصعوبة حياة المرأة العقيمة وأيضا تحكم الأخوة الذكور فى ميراث شقيقاتهن وحرمانهن من ميراثهن.. لماذا فضلت مناقشة كل ذلك رغم أن الإطار العام للمسلسل كوميدى؟
ليس هناك أى مانع من مناقشة مشاكلنا بهدوء فنجد انتصارا تريد تزويج شقيقتها غادة عادل خوفا عليها من العنوسة ونجد مى كساب متزوجة ولكنها تعيسة، وتجد فريدة هانم انتظرت حبيبها ولكنها تزوجت من رجل لا تحبه وأنجبت وانفصلت عن زوجها قضايا كثيرة تناقش بروقان.
جحود الأبناء من المشاكل الذى ظهرت فى المسلسل هل سيتم فرد مساحة أكبر لها خاصة أن الأجيال الجديدة من الأبناء أصبحت أكثر تحررا وابتعادا عن الحياة الأسرية؟
لا أسميه جحودا، ولكن الأجيال الجديدة تريد أن تكون أكثر حرية، جيل يريد استقلالية بعيدا عن الأسرة، وهى سمة العصر حاليا كل شاب يريد أن يستقل ويبعد عن أهله ويختبر ذاته، هل يستطيع أن يفتح بيتا ويكون مسؤولا عنه دون اللجوء إلى الأهل أم لا، وهو ما نراه من خلال شخصية الأبن وصديقته.
البعض ربط بين أدائك وأداء سهير البابلى فى مسلسل بكيزة وزغلول فى المشاهد الأولى هل كان مقصودا أن يكون تحية لروحها بعد وفاتها؟
أنا من قلت أن شخصية ديدى هانم تذكرنى بشخصية سهير البابلى الحقيقية وليست شخصية بكيزة الدرمللى، وهو «أنا أطول أتقارن بسهير البابلي، كمان بكيزة وزغلول من الكلاسيكيات» ونحن نفتقد سهير الكوميديانة وياريت أوفيها حقها.
طبيعة المسلسل هادئة وبعيدة عن التوليفة المتعارف عليها لدراما رمضان والتى تعتمد على التشويق والإثار والغموض لجلب الإعلانات خاصة فى موسم المشاهدة الأكبر فى الوطن العربى ألم تفكرى فى عرض العمل خارج الموسم الرمضانى؟
بالفعل لدى عمل جديد خارج موسم دراما رمضان ومن المقرر أن يعرض قريبا، ولكن أريد أن أقول إن العمل الجيد سواء كانت دراما هادئة أو دراما تحمل الأكشن والإثارة، سيجد مكانه وسيشاهده الجمهور وسيحصل على حظه ونصيبه لدى الجمهور بعيدا عن تصنفيه كان كوميديا أو أكشن أو غيره من التصنيفات.