يتزامن حلول أعياد شم النسيم هذا العام مع صيام شهر رمضان المبارك، حيث يعتبر عيد شم النسيم أحد أقدم الأعياد المصرية، وبدأ الاحتفال به عام 2700 قبل الميلاد، وقدومه يعلن عن بداية فصل الربيع ويحتفل به يوم الإثنين التالى ليوم الأحد الموافق عيد القيامة لدى الإخوة المسيحيين.
وكشف عدد من أساتذة المركز القومى للبحوث عن روشتة طبية لضمان الاحتفال بشم النسيم خاصة وأنه يحل هذا العام اخر ايام شهر رمضان، مما يصعب على المصريين الإحتفال وتناول الأسماك المملحة كالفسيخ والسردين والرنجة والملوحة خوفا من العطش الشديد فى الصيام.
واستعرضت الدكتورة، مها إبراهيم عبد المعطى أستاذ التغذية بالمركز القومى للبحوث فوائد وأضرار الأسماك المملحة، حيث قالت تعتبر الرنجة والفسيخ من الأسماك التى تحتوى على الدهون المشبعة، ومصدر أساسى للبروتين، كما تحتوى على نسبة عالية من فيتامين "ب"، والأملاح المعدنية كالزنك والحديد واليود، وكل هذه العناصر هامة لصحة الجسم، كما أن زيت السمك يحتوى على أوميجا 3 الذى يحمى الجسم من الجلطات الدموية، ويساعد على تنشيط الذاكرة.
واضافت الدكتورة مها إبراهيم فى نشرة طبية صادرة عن المركز القومى للبحوث، أن رغم فوائد تناول الأسماك المملحة فن الأمر يحمل الكثير من الأضرار وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من أملاح الصوديوم، مما يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم وإحتباس المياه بالجسم لذا فهى غير مناسبة لمرضى ضغط الدم المرتفع والقلب والكلى والنقرس وكذلك الحوامل، كما أن طرق التحضير الغير مناسبة تساعد على نمو أنواع من البكتيريا والتى قد تؤدى إلى حدوث أعراض متوسطة كالنزلة المعوية البسيطة مثل المغص والإسهال أو قد تتسبب فى حدوث التسمم الغذائى وخاصة بعد تناول وجبة الفسيخ، كما أنه يضعف الجهاز المناعى للإنسان.
وقدمت أستاذ التغذية أهم النصائح قبل تناول هذه الأطعمة وخاصة فى الشهر الفضيل ومنها استشارة الطبيب المعالج إذا كنت تعانى من أى مرض للتأكد من عدم وجود خطورة على الصحة، و يجب شراء الأسماك من المحال المعروفة والتى تخضع للرقابة وعدم شرائها من الباعة الجائلين أو تصنيعها بالمنزل.
كما نصحت بضرورة وضع الفسيخ أو الرنجة فى الفريزر لمدة 48 ساعة قبل تناولها لأن التجميد يعمل على قتل الميكروبات، و تناول القليل منه خلال وجبة الإفطار وليس فى السحور، و تناول السلطة الخضراء وبخاصة الخيار والخس والفلفل الرومى، و البصل وإضافة الليمون سواء بوضعه على السلطة أو الرنجة والفسيخ ذاتها، و الاكثار من شرب الماء بعد هذه الوجبة، وتناول الفواكه الغنية بالبوتاسيم مثل الموز والكنتالوب والبرتقال وذلك لعمل توازن مع كمية الصوديوم التى تدخل الجسم، ويمنع شرب المياه الغازية بجانب الرنجة والفسيخ أو بعدهم لأنها تؤدى إلى إنتفاخ المعدة وترفع درجة الحموضة بها.
وشددت على ضرورة تناول بعض المشروبات العشبية مثل الشاى الأخضر والنعناع والبقدونس المغلى لما لهم من خصائص مطهرة، ولإحتوائهم على مدرات البول مما يساعد الجسم على التخلص من الأملاح والسموم.
ومن جانبه استعرض الدكتور محمد رمضان الجوهري أخصائى سموم وملوثات الغذاء بالمركز القومى للبحوث وعضو الجمعية البحثية لدراسة أمراض الكبد والجهاز الهضمى وذلك ضمن حملة المركز صوم رمضان صحة وعبادة وروشتة من غير عيادة والتى تم إطلاقها تحت إشراف الدكتورة منال رمضان رئيس قسم كيمياء مكتسبات المهم والرائحة، الفسيخ وتأثيره على الصحة.
وأكد الدكتور محمد الجوهرى، أن سمك البورى يحتوى بشكل عام على قيمة غذائية عالية، ويعتبر مصدرًا غنيًا للبروتين، لأن كل 100 جرام من الفصح تحتوى على 250 سعرة حرارية و 55 جرامًا من البروتين. يحتوى على مضادات أكسدة مهمة جدًا لجسم الإنسان والتى بدورها تقى الجسم من الأمراض.
وتابع استاذ المركز القومى للبحوث أن الفسيخ أو السمك البورى المملح، العديد من الفوائد على صحة الانسان لاحتوائها على كميات كبيرة من الكالسيوم والفوسفور ولذلك فهى مفيدة للعظام والاسنان وأيضا تقى من هشاشة العظام، كما انها تحتوى على الحديد الذى يفيد فى الوقاية من الأنيميا وأمراض فقر الدم، وتحتوى على نسبة جيدة من البروتين الذى يساعد فى بناء العضلات، لذلك فهى تعتبر مصدرا من مصادر الطاقة ولكننظرا لطريقة تحضير الفسيخ التى عليها الكثير من علامات الاستفهام، فهناك خطر كبيرة قد يؤثر على صحة الانسان عندما يتناول الفسيخ المصنع بطريقة غير سليمة، ومن هذه الاضرار ارتفاع مستوى ضغط الدم بسبب كمية الأملاح العالية التى تساعد فى تخزينه لمدة طويلة، انسداد الشرايين وامراض الكبد والكلى عندما تكون طريقة الحفظ والتخزين غير سليمة، هاضطرابات الجهاز الهضمى والانتفاخ والحموضة والتى يمكن أن تتطور إلى نزلة معوية حادة، والتسمم الشديد والغثيان ومشاكل بالجهاز العصبى والتنفسى وأخيرا يمكن أن يؤدى إلى الوفاة.
وأكد أنه يمكن تجنب هذه الأضرار لو تم شراء الفسيخ من مصدر موثوق به أو تصنيعه منزليا لتجنب حدوث تلف او فساد الفسيخ وفى نفس الوقت ينصح بعد الافراط فى تناوله وخصوصا فى شهر رمضان حتى يتجنب الانسان الشعور بالعطش الذى تسببه نسبة الأملاح العالية فى الفسيخ.
ولفت إلى أنه فى حالة الإعداد المنزلى يجفف السمك باستخدام مناديل المطبخ، ويملح ويغلف بطبقات من أكياس النايلون جيدًا (عدة أكياس)، ويترك فى مكان دافئ حتى ينضج تمامًا مع التقليب يوميًا لمدة أسبوعين على الأقل، ثم ينظف السمك جيدًا من الملح الزائد والقشور والشوك والأحشاء، وبذلك يصبح جاهزًا للأكل مع إضافة الليمون والبصل الأخضر.
وقدم له دد من النصائح والتى تتمثل فى شراء الفسيخ بصفحة خاصة والاسماك بصفة عامة من أماكن موثوق بها محاولة تصنيع الفسيخ فى المنزل لضمان عدم فساده إزالة الرأس والذيل والأحشاء وتنظيفه جيدا، ويجب نقعه فى الماء والخل وعصير الليمون قبل تناوله بفترة كافية لتخفيف الملح. تناول كميات صغيرة منه وعدم الإفراط فى تناوله تناول كميات كبيرة من الخضروات معه مثل البصل والبقدونس والخس.
ونصح باستبدال الفسيخ بالرنجة المدخنة حيث أن طريقة التدخين تقلل من نمو البكتيريا وأيضا ينصح بشويها على النار قبل الاستخدام لان تعرضها للنار يقتل البكتيريا فتكون اكثر امانا ولا تسبب التسمم.
واختتم بالتأكيد على أن الوقاية خير من العلاج، لذلك يجب التقليل من استهلاك الفسيخ أو عدم تناوله إطلاقًا، ويمكن استبداله بأنواع أخرى من الأسماك المملحة أقل ضررًا وأكثر فائدةً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة