عاشا تلك السنوات بعضهم بجانب بعض لا فرق بين مسلم ومسيحى يتشاركان الأفراح والأحزان والتهنئة فى الأعياد، لذلك قرر العم عاطف محمد أن يحتفل معهم بطريقته الخاصة التى بدأها العام الماضى وفى نفس التوقيت حينما أهدى مجسم كنيسة لأحد الأديرة فى مدينة نقادة جنوب قنا، والعام الحالى انتهى من إنشاء مجسم من الزجاج ذات ألوان بديعة وينوى إهداءه إلى الأقباط من جيرانه فى المدينة أو أحد الكنائس القريبة منه تعبيرًا عن مدى مشاركته لهم والتآخى والترابط ما بين نسيج الوطن الواحد.
تعلم عاطف محمود منذ ما يزيد عن 20 عاما صناعة المجسمات من بقايا الزجاج بدلًا من إلقائها والتخلص منها بطرق غير آمنة، فهو يبحث عنها ويبدأ فى تشكيل الرسومات والأشكال مثل المساجد والكنائس والفوانيس واللوحات ويمكنه أن يشكل المجسم الذى يطلب منه فى وقت قصير، فوهبته كانت كافية لأن يصبح متميز فى ذلك المجال ومتفرد به فى محافظة قنا، رغم عمله فى الكهرباء الذى يختلف عن صناعة المجسمات ولكنه يساعده فى توصيل الأنوار إلى المجسمات التى تفضى عليها الإشراقة الأخيرة.
وقال عاطف محمد، إن فكرة إنشاء مجسم من الزجاج لكنيسة وإهدائها لجيرانه وأصدقائه من الأقباط جاءت كنوع من التآخى ما بين المسلم والمسيحى، حيث لا فرق بينهما ومثلما يقوم بصناعة المساجد كذلك يصنع الكنائس، فالعام الماضى طلب منه عماد عابدين ومحمد عبدالعاطي، من أبناء مدينة نقادة، صناعة المجسم لتقديمه فى أعياد القيامة هدية للقس كيرلس راعى دير القديس، وذلك تعبيرًا عن مدى الترابط والمحبة ما بين الأقباط والمسلمين وتهنئتهم بعيد القيامة.
وأوضح عاطف محمد، أن صناعة المجسم استغرقت أكثر من أسبوع للانتهاء منه وتقديمه فى الموعد المحدد، حيث صنع من بقايا الزجاج، وكذلك الأخشاب واستخدام الغراء، كما يحتاج إلى دقة ومهارة فى صناعته، والمجسم الحالى استغرق العمل فيه مدة 10 أيام ليكن مختلف عن مجسم العام الماضى الذى قدمه إلى الدير وأيضًا يحاول التطوير وإدخال أشياء جديدة ذات ألوان مختلفة على المجسم.
ولفت محمد، أنه تعلم الصنعة من تلقاء نفسه عن طريق الممارسة والنظر إلى الرسومات والأشكال المقاربة من أعماله، وأحب هواية الأعمال الزجاجية رغم صعوبتها واستطاع إجادتها، ويستغل بواقى الزجاج بعد الحصول عليها من جار له يعمل فى بيع الزجاج بسعر رخيص وبدون نقود فى بعض الأحيان، لافتًا إلى أنه يبدأ فى صناعة الخشب فى البداية ثم تصميم الزجاج ولصقه بالغراء وتحديد الألوان، وتقطيع الزجاج تعلمه من تلقاء نفسه.
وأشار عاطف محمد، إلى أن الأشكال التى يقوم بصناعتها هى الفوانيس والمساجد وكذلك البراويز ولافتات المكاتب وكل التصاميم التى تطلب منه تستطيع تنفيذها من الأخشاب والزجاج والكتابة عليها، واستعداه لشهر رمضان فى كل عام له طابع خاص، حيث ينفذ عدد كبير من الفوانيس بأسعار مناسبة للزبائن، كما أنه يتمنى أن يقيم معرض لعرض منتجاته وبيعها فى أماكن ثابتة بدلًا من المنزل.
كهربائى يصنع مجسم للكنيسة (1)
كهربائى يصنع مجسم للكنيسة (4)
كهربائى يصنع مجسم للكنيسة (5)
كهربائى يصنع مجسم للكنيسة (6)