يمر اليوم 16 عاما على رحيل الفنان الكبير محمود مرسى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 24 إبريل من عام 2004، بعد رحلة مع الفن والحياة كان خلالها أحد عمالقة الفن الكبار الذين علموا أجيالاً من النجوم وتركوا بصمات عاشت وستعيش للأبد.
محمود مرسى الفنان صاحب الهيبة والحضور ذو القدرات الهائلة والقوة التى تؤهله لتجسيد الأدوار شديدة التناقض ، فهو أقدر من جسد شخصية الطاغية بكل ما تحملها من معانى السلطة الغاشمة والظلم والديكتاتورية فتراها مجسداً فى شخصية عتريس بفيلم "شىء من الخوف"، وشخصية العمدة صقر الحلوانى فى مسلسل "عصفور النار"، وفى ذات الوقت يمكنه أن يجعلك ترى كل معانى الخير والحكمة والمبادئ حين تراه مجسدا شخصية أبو العلا البشرى فى مسلسله الشهير، والأستاذ أنيس فى مسلسل "سفر الأحلام"، والأستاذ كامل سليم فى مسلسل "العائلة".
فالفنان العملاق كان يمتلك قدرة هائلة على التمثيل بنظرات عينيه وتعبيرات وجهه ونبرة صوته، لا يمتلكها غيره.
ولد الفنان الكبير محمود مرسى فى 7 يونيو من عام 1923 بالإسكندرية، ووالده هو مرسى بك محمود نقيب المحامين بالإسكندرية، ودرس الابن محمود مرسى الذى كان يهوى الفن منذ صغره فى القسم الداخلى التابع للمدرسة الثانوية اﻹيطالية، ثم التحق بقسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة اﻹسكندرية، وبعدها سافر إلى فرنسا لدراسة اﻹخراج السينمائى وقضى هناك خمس سنوات.
انتقل محمود مرسى إلى بريطانيا وعمل فى هيئة اﻹذاعة البريطانية "بى بى سى" حتى وقع العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956، فاستقال من عمله حتى لا يذيع أخبارا كاذبة عن بلده، ولم يتردد فى أن ذلك قد يضر بأحلامه ومستقبله.
وعاد محمود مرسى إلى مصر ليعمل فى اﻹذاعة المصرية ثم فى التلفزيون المصرى، وبدأ مشواره الفنى مخرجاً، وظل بعد عودته خمس سنوات يعمل مدرسا للتمثيل والإخراج بمعهد الفنون المسرحية.
بدأ الفنان الكبير مشواره مع التمثيل منذ عام 1962 من خلال فيلم (أنا الهارب) مع المخرج نيازى مصطفى، واستمر فى العمل خلال فترة ستينات وسبعينات القرن العشرين، ومن أشهر أفلامه (الخائنة، السمان والخريف، أغنية على الممر، طائر الليل الحزين، أبناء الصمت)، ومنذ أواخر سبعينات القرن العشرين اتجه للدراما التلفزيونية أكثر، فقدم مسلسلات (الرجل والحصان، زينب والعرش، عصفور النار، رحلة السيد أبو العلا البشري، بين القصرين، لما التعلب فات، وغيرها)، وحقق مسلسله العائلة الذى أذيع فى بداية التسعينات نجاحاً كبيرا حيث واجه الإرهاب فى عز سطوته، ورغم خطورة الدور والتهديدات لم يتردد رجل المبادئ فى محاربة الإرهاب بالفن مهما كلفه الأمر.
وكان محمود مرسى مقلا فى الأعمال السينمائية حتى إنه لم يقدم سوى 25 فيلما لأنه كان يحرص على اختيار أعماله بدقة، واشتهر بأنه خجول جدا ومثقف وقارئ جيد و له أصدقاء قليلون، وكان مقلاً فى الظهور الإعلامى والصحفى.
وتزوج الفنان الكبير مرة واحدة فى حياته من سيدة المسرح الفنانة الكبيرة سميحة ايوب وأنجب منها ابنه الوحيد علاء ، ثم انفصلا فى هدوء، ولم يتزوج بعدها.
وقبل وفاته كتب محمود مرسى نعيه بنفسه ذاكرا فيه أسماء أقرب الناس إليه و أصدقاء العمر، ورحل فى 24 إبريل عام 2004 أثناء تصوير مسلسل "وهج الصيف" إثر أزمة قلبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة