نزل القرآن الكريم على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أكثر من 1400 عام، هدى للناس وبيان من الفرقان، فكان لسماعه فعل السحر، من عذوبة الكلمات ومعانيها التى أسرت قلوب المؤمنين، فكل آية من آيات الذكر الحكيم تحمل تعبيرات جمالية وصورا بلاغية رائعة.
وفى القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التى حملت تصويرا بالغا، وتجسيدا فنيا بليغا، ومفردات لغوية عذبة، تجعلك تستمتع بتلاوة كلمات الله التامات على نبيه، ووحيه الأخير إلى الأمة، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ (سورة القصص الآية:11).
وبحسب تفسير الطبرى: عن مجاهد، قوله: (لأخْتِهِ قُصِّيهِ) قال: اتبعي أثره كيف يصنع به، حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد (قُصِّيهِ) أي قصي أثره.
حدثنا ابن حميد، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق (وَقَالَتْ لأخْتِهِ قُصِّيهِ) قال: اتبعي أثره، حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة (وَقَالَتْ لأخْتِهِ قُصِّيهِ) أي انظري ماذا يفعلون به، حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي (وَقَالَتْ لأخْتِهِ قُصِّيهِ) يعني: قصي أثره.
وجاء في تفسير البغوى: (وقالت لأخته) أي: لمريم أخت موسى: (قصيه) اتبعي أثره حتى تعلمي خبره، (فبصرت به عن جنب) أي: عن بعد، وفي القصة أنها كانت تمشي جانبا وتنظر اختلاسا لترى أنها لا تنظره، (وهم لا يشعرون) أنها أخته وأنها ترق، قال ابن عباس: إن امرأة فرعون كان همها من الدنيا أن تجد له مرضعة، فكلما أتوا بمرضعة لم يأخذ ثديها فذلك قوله - عز وجل -: (وحرمنا عليه المراضع).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة