تسابق دول العالم الزمن للتحول بشكل كبير نحو الاقتصاد الأخضر في كل المجالات خاصة الملوثة للبيئة، والتي تساهم في نسب عالية من الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة .
وفى سبيل ذلك تبذل الأمم المتحدة جهودا كبيرة لدعم الدول، ودعم الشركات العالمية للتوسع في استخدام الخامات الطبيعية في منتجاتها ومنها استخدام البوليستر الريسيكل بدلا من "الفيرجن المصنع من البترول" في صناعة الملابس .
و5 زجاجات بلاستيك، يمكنها تصنيع تي شيرت، وبدأت بعض الشركات العالمية التصنيع في هذا المجال ويتم كتابة هذا الشعار .
هذا التوجه العالمى يتطلب ضرورة التوسع في تصنيع البوليستر الريسيكل في مصر، تزامنا مع تطوير مصانع الغزل والنسيج بتكلفة 21 مليار جنيه ، ولا سيما أن مصر بها كميات مخلفات كافية لتغطية احتياجات السوق المحلى والتصدير الخارجي؛ ما يوفر سنويا نحو مليار دولار بخلاف مليار دولا أخرى يمكن إضافتها كصادرات .
يقول المهندس أشرف بدوى الخبير الاقتصادى، إن مصر لديها أكثر من 11 مصنعا للبوليستر الريسيكل، وهو البديل للبوليستر الفيرجن وتنتج يوميا ما يعادل 300 طن بوليستر ويتم تصديره بالكامل للسوق التركي، لافتا إلى أن العديد من دول العالم اتجهت حاليا نحو استخدام البوليستر الريسيكل والمصنع من زجاجات البلاستك، وتسمي ماده PET حيث أن 5 زجاجات مياه غازيه تكفي لإنتاج T-shirt.من المقاس الكبير، كبديل للبوليستر الفيرجن لأسباب كثيره جدا، منها نسبه التلوث الكربوني أقل 35%، وتلوث التربة .
أشرف بدوى: إعادة تصنيع زجاجات البلاستيك يوفر العملة ويحمى البيئة
وقال أشرف بدوى لـ" اليوم السابع" إن هناك كميات من مخلفات البلاستيك غير المستغلة في مصر، ومن المهم الاستفادة منها أولا لحماية البيئة، وثانيا لتدعيم مشروعات الاقتصاد الأخضر، وثالثا لحماية الأراضي الزراعية والأنهار والمحيطات من مخلفات البلاستيك .
وأوضح أن استيراد البوليستر يكلف 44 جنيها، وتصنيعه محليا يكلف 28 جنيها، وبالتالي من المهم تصنيعه محليا وادخاله ضمن منظومة تطوير شركات ومصانع الغزل والنسيج الجديدة، كاشفا أن الإنتاج العالمي للشعيرات أو fibres ، ارتفع من 58 مليون طن سنه 2000 إلي 109مليون طن مترى، ومتوقع ارتفاعه الي 154 مليون طن متري حتي سنه 2030 ، حيث كانت نسبه البوليستر الريسكل، أو مايسمى اختصارا rPET المستخرج من الزجاجات البلاستك من 2017 إلي 2019 كانت 13.7%،وصلت سنه 2020 إلي 14.5% .
وقال إن تصدير البوليستر الريسكل للسوق التركي بنسبه تتعدي 70% ، ونحن نستورده غزول وأقمشه من السوق التركي والصيني وجميع دول شرق آسيا ، فلماذا لا نستغل هذا الكنز الذهبي كما قالت فرنسا ودول أوربا بأن مصر تعوم فوق منجم من الذهب ، اسمه المخلفات البلاستيكية أو الـPET.
دور الأمم المتحدة في تدعيم صناعة البوليستر الريسكيل
دوليا هناك توصيات واقتراحات من الأمم المتحدة بالوصول إلي إنتاج بوليستر ريسكل rPET بنسبه 45% من إنتاج البوليستر ، وسيصل إلي 90% في 2030 .
وطالبت الأمم المتحدة بالأسرع في إنتاج البوليستر الريسكل حفاظا علي البيئة، وتقليل الانبعاث الكربونية، والمحافظة علي الأراضي الزراعية ، وعلي البيئة الطبيعية والمحيطات، حيث يتم إلقاء بما يعادل 8 ملايين طن مخلفات، بالإضافة إلي وجود 158 مليون طن مخلفات بالمحيطات، كما التهمت الطيور والزواحف البحرية 60% من تلك الملوثات .
وأسند برنامج الأمم المتحدة لـ 100شركه من بيوت الازياء المشهوره، عمل وعرض ملابس من البوليستر الريسكل، وتحمل هذا الشعار .
وحسب تقرير إداره المشروعات الصناعية سنه 2006 فإن كميه المخلفات الصلبة 16مليون طن سنويا منهم نفايات بلاستك سنويا تقدر 970 ألف طن سنويا بنسبة 6% من إجمالي البلاستك، حيث يتم فقط إعادة تدوير 30% فقط، والباقي يتم دفنه في الأراضي الزراعية وغيره وتلويث البيئة، ولو استغلت مصانع الغزل تلك الكمية محليا وتصديرها غزول وغيره يتوفر مليارات للدولة ، بدلا من تصديره للسوق الأوربي وتركيا.
الفرق بين البوليستر الفيرجن والريسيكل
وتتضمن خطوات تصنيع البوليستر الريسيكل، أولا وجود خطوط غسيل وفرز ومعالجة للزجاجات البلاستك ثم تكسيرها الي أجزاء صغيره تسمي شيبسي او chips وعددهم 700 كساره وتنتج حوالي 262 الف طن سنويا والكسارات منتشرة بربوع مصر منها 5% تعتبر رسميه والباقي غير رسميه ، كما تعتبر زجاجه المياه المعدنية مثاليه لإنتاج بوليستر مستواه عالي الجودة وهو منتشر بربوع مصر والقري السياحية والشواطئ.
وأشار لأهمية تبنى مشروع تطوير مصانع الغزل والنسيج بقطاع الاعمال العام ، هذا التوجه وإنتاج البوليستر الريسيكل وتحديث ماينات الصناعة ، وفتح مصانع لخطوط تكسير وتنظيف تلك الزجاجات وتكسيرها بالمدن الساحلية وخلق فرص عمل وهي لا تحتاج الي رؤس أموال ضخمه وصرف المليارات من خزانه الدولة علي مشاريع ومجمعات استمرت لسنوات ولم تعمل حتي الآن
أحمد حسن : المكاسب المالية لتصنيع البوليستر الريسيكل كبيرة في مصر
احمد حسن
من جانبه يشير المهندس أحمد حسن أحد الخبراء في مجال البوليستر الريسيكل، إلى أن أكثر القطاعات نجاحا في مصر، قطاع انتاج البوليستر المصنع من قشور زجاجات المياه البلاستيكية PETبمصر ، وذلك بسبب مكاسبه المادية الفائقة ، وتوافر المواد الخام اللازمة لهذه الصناعة وتوافر الخبرات العالية بهذا المجال.
وأشار إلى أن معدل استهلاك مصانع الغزل بتركيا من منتج البوليستر المصري يتعدي 85% من إنتاج مصر من منتج الفيبربوليستر المخصص لهذه الصناعة ، ويتم انتاج افضل انواع الغزول التركية منه وبالتالي يتم انتاج النسيج التركي فائق الجودة ومن ثم تصديره لنا ولغيرنا مرة أخري.
وأضاف أن المنطق المتبع لتحقيق ذلك في تركيا ، وهو أنه نظرا لندرة الفيبربوليستر الفيرجن اصبح التوجه للفيبربوليستر الريسيكل مطلبا ملحا، فما كان من أصحاب المصانع هناك إلا أن قاموا بتعديلات بخط الانتاج، ما أعطي السماح باستخدام الفيبربوليستر الريسيكل ، وانتاج غزول مكافئه لما كان يتم انتاجه بالفيبربوليستر الفرجن وتفوقت في ذلك.
أوضح أحمد حسن انه عندما قام بزيارة احدي مصانع الغزل بمدينة غازى عنتاب وجد انهم ينتجون غزل ٣٠/١ فائق الجودة فتعجبت من ذلك وبالتالي وقرر التحدي لأثبات ان المنتج المصري يمكنه ان يقود في مجال الغزل والنسيج لتعود مصر لمكانتها المسلوبة.
وأوضح : " قمت بتعديل مواصفة المنتج لجعل مواصفته اقرب الي مواصفة الفيبربوليستر الفيرجن وقمت بتصنيع شعيرات ذات دنير ١.١٧ وقمت باختبار تشغيل له في شركة ستيا للغزل والنسيج وشركة دمياط للغزل والنسيج وكانت المفاجأة بانتاج غزل ٣٠/١ حلقي عالي الجوده وقمت باختبار المنتج في مصانع القطاع الخاص وتم انتاج غزل ٢٤/١ فائق الجودة".
ويشير أحمد حسن :" لم تكتمل سعادتي حين علمت أن المواصفة المطلوبة بواسطة المعنيين لابد أن تكون فيبر بوليستر فيرجن علما بأن المنتح من الفيبربوليستر الريسيكل اثبت كفاءته في تصنيع الغزل وفي الصباغه وكان معامل الانكماش اقل من الفرجن ومواصفةRKM عالية جدا، والسؤال هو لماذا نترك غيرنا ينعم بخيراتنا والحل امامنا؟".
أضاف أن المواد الخام كلها متوفرة بمصر ، بل ويفيض منها مالا يقل عن 60% لا يستخدم ويتم دفنه او حرقه وتحتاج فقط للتقنين وقلت ذلك في حديث تليفزيوني عام ٢٠١٩ اثناء عملي كمدير لإحدي مصانع الفيبربوليستر الريسيكل بمصر.