البوليستر الريسيكل خطوة هامة نحو تدعيم الاقتصاد الأخضر.. خبراء الصناعة يطالبون بتصنيعه محليا لتوفير 2 مليار دولار سنويا.. الملابس الجاهزة تستخدم 26% أقطان فقط.. وتوجه عالمى لتصنيع الملابس من مخلفات البلاستيك

الأربعاء، 27 أبريل 2022 11:00 ص
البوليستر الريسيكل خطوة هامة نحو تدعيم الاقتصاد الأخضر.. خبراء الصناعة يطالبون بتصنيعه محليا لتوفير 2 مليار دولار سنويا.. الملابس الجاهزة تستخدم 26% أقطان فقط.. وتوجه عالمى لتصنيع الملابس من مخلفات البلاستيك غزل ونسيج ارشيف
كتب عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تسابق دول العالم الزمن للتحول بشكل كبير نحو الاقتصاد الأخضر في كل المجالات خاصة الملوثة للبيئة، والتي تساهم في نسب عالية من الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة .

وفى سبيل ذلك تبذل الأمم المتحدة جهودا كبيرة لدعم الدول، ودعم الشركات العالمية للتوسع في استخدام الخامات الطبيعية في منتجاتها ومنها استخدام البوليستر الريسيكل بدلا من "الفيرجن المصنع من البترول" في صناعة الملابس .

و5 زجاجات بلاستيك، يمكنها تصنيع تي شيرت، وبدأت بعض الشركات العالمية التصنيع في هذا المجال ويتم كتابة هذا الشعار .

 هذا التوجه العالمى يتطلب ضرورة التوسع في تصنيع البوليستر الريسيكل في مصر، تزامنا مع تطوير مصانع الغزل والنسيج بتكلفة 21 مليار جنيه ، ولا سيما أن مصر بها كميات مخلفات كافية لتغطية احتياجات السوق المحلى والتصدير الخارجي؛ ما يوفر سنويا نحو  مليار دولار بخلاف مليار دولا أخرى يمكن إضافتها كصادرات  .

ac6b21e9-0f85-4c35-8a86-e996b5916f80

يقول المهندس أشرف بدوى الخبير الاقتصادى، إن مصر لديها أكثر من 11 مصنعا للبوليستر الريسيكل، وهو البديل للبوليستر الفيرجن وتنتج يوميا ما يعادل 300 طن بوليستر ويتم تصديره بالكامل للسوق التركي، لافتا إلى أن العديد من دول العالم اتجهت حاليا نحو استخدام البوليستر الريسيكل والمصنع من زجاجات البلاستك، وتسمي ماده PET  حيث أن 5  زجاجات مياه غازيه تكفي لإنتاج T-shirt.من المقاس الكبير، كبديل للبوليستر الفيرجن لأسباب كثيره جدا، منها نسبه التلوث الكربوني أقل 35%، وتلوث التربة .

 

أشرف بدوى: إعادة تصنيع زجاجات البلاستيك يوفر العملة ويحمى البيئة

اشرف بدوى

 

وقال أشرف بدوى لـ" اليوم السابع" إن هناك كميات من مخلفات البلاستيك غير المستغلة في مصر، ومن المهم الاستفادة منها أولا لحماية البيئة، وثانيا لتدعيم مشروعات الاقتصاد الأخضر، وثالثا لحماية الأراضي الزراعية والأنهار والمحيطات من مخلفات البلاستيك  .

وأوضح أن استيراد البوليستر يكلف 44 جنيها، وتصنيعه محليا يكلف 28 جنيها، وبالتالي من المهم تصنيعه محليا وادخاله ضمن منظومة تطوير شركات ومصانع الغزل والنسيج الجديدة، كاشفا أن الإنتاج العالمي للشعيرات أو fibres  ، ارتفع من 58 مليون طن سنه 2000 إلي 109مليون طن مترى، ومتوقع ارتفاعه الي 154 مليون طن متري حتي سنه 2030 ، حيث كانت نسبه البوليستر الريسكل، أو مايسمى اختصارا  rPET  المستخرج من الزجاجات البلاستك من 2017 إلي 2019  كانت 13.7%،وصلت سنه 2020 إلي 14.5%  .

 

وقال إن تصدير البوليستر الريسكل للسوق التركي بنسبه تتعدي 70% ، ونحن نستورده غزول وأقمشه من السوق التركي والصيني وجميع دول شرق آسيا ، فلماذا لا نستغل هذا الكنز الذهبي كما قالت فرنسا ودول أوربا بأن مصر تعوم فوق منجم من الذهب ، اسمه المخلفات البلاستيكية أو الـPET.

 

دور الأمم المتحدة في تدعيم صناعة البوليستر الريسكيل

c6c9f612-d597-4585-871e-c1b743ccd44d

دوليا هناك توصيات واقتراحات من الأمم المتحدة بالوصول إلي إنتاج  بوليستر ريسكل rPET  بنسبه 45% من إنتاج البوليستر ، وسيصل إلي 90% في 2030 .

وطالبت الأمم المتحدة بالأسرع في إنتاج البوليستر الريسكل حفاظا علي البيئة، وتقليل الانبعاث الكربونية، والمحافظة علي الأراضي الزراعية ، وعلي البيئة الطبيعية والمحيطات، حيث يتم إلقاء بما يعادل 8 ملايين طن مخلفات، بالإضافة إلي وجود 158 مليون طن مخلفات بالمحيطات، كما التهمت الطيور والزواحف البحرية  60% من تلك الملوثات .

  وأسند برنامج الأمم المتحدة لـ 100شركه من بيوت الازياء المشهوره، عمل وعرض ملابس من البوليستر الريسكل، وتحمل هذا الشعار .

وحسب تقرير إداره المشروعات الصناعية سنه 2006 فإن كميه المخلفات الصلبة 16مليون طن سنويا منهم نفايات بلاستك سنويا تقدر  970 ألف طن سنويا بنسبة 6% من إجمالي البلاستك، حيث يتم فقط إعادة تدوير 30% فقط، والباقي يتم دفنه في الأراضي الزراعية وغيره وتلويث  البيئة، ولو استغلت مصانع الغزل تلك الكمية محليا وتصديرها غزول وغيره يتوفر مليارات للدولة ، بدلا من تصديره للسوق الأوربي وتركيا.

   

الفرق بين البوليستر الفيرجن  والريسيكل

fd2145b5-b859-4f06-8c42-55d09e10c34b
الفرق بين البوليستر الفيرجن والريسكل، أن الأول يتم تصنيعه من منتجات بترولية،  أما الريسيكل يتم تصنيعه من زجاجات البلاستك الـ  PET  ، وهو متوفر بكميات خياليه ببلدنا ولا سيما أن جميع دول العالم، وبما فيها الامم المتحدة اوصت بتشغيل البوليستر الريسكل لأنه يقلل الانبعاث الكربوني بنسبه 34% ، وأيضا يقلل نسبه استهلاك الطاقة بنسبه 70% ، تم عمل توصيات منها بأن تكون نسبه البوليستر الريسكل  لا يقل عن 45% حتي سنه 2025 بدلا من 7.5% سنه 2020 .

وتتضمن  خطوات تصنيع البوليستر الريسيكل، أولا وجود خطوط غسيل وفرز ومعالجة للزجاجات البلاستك ثم تكسيرها الي أجزاء صغيره تسمي شيبسي او chips وعددهم 700 كساره وتنتج حوالي 262 الف طن سنويا  والكسارات منتشرة بربوع مصر منها 5% تعتبر رسميه والباقي غير رسميه ، كما   تعتبر زجاجه المياه المعدنية مثاليه لإنتاج بوليستر مستواه عالي الجودة  وهو منتشر بربوع مصر والقري السياحية والشواطئ.

 

وأشار لأهمية تبنى مشروع تطوير مصانع الغزل والنسيج  بقطاع الاعمال العام ، هذا التوجه وإنتاج البوليستر الريسيكل  وتحديث ماينات الصناعة ، وفتح مصانع لخطوط تكسير وتنظيف تلك الزجاجات وتكسيرها بالمدن الساحلية وخلق فرص عمل وهي  لا تحتاج الي رؤس أموال ضخمه وصرف المليارات من خزانه الدولة علي مشاريع ومجمعات استمرت لسنوات ولم تعمل حتي الآن 

 

  

 

أحمد حسن : المكاسب المالية لتصنيع البوليستر الريسيكل كبيرة في مصر

احمد حسن
احمد حسن

 

 من جانبه يشير المهندس أحمد حسن أحد الخبراء في مجال البوليستر الريسيكل، إلى أن أكثر القطاعات نجاحا في مصر، قطاع انتاج البوليستر المصنع من قشور زجاجات المياه البلاستيكية PETبمصر ، وذلك بسبب مكاسبه المادية الفائقة ، وتوافر المواد الخام اللازمة لهذه الصناعة وتوافر الخبرات العالية بهذا المجال.

وأشار إلى أن معدل استهلاك مصانع الغزل بتركيا من منتج البوليستر المصري يتعدي 85% من إنتاج مصر من منتج الفيبربوليستر المخصص لهذه الصناعة ، ويتم انتاج افضل انواع الغزول التركية منه وبالتالي يتم انتاج النسيج التركي فائق الجودة ومن ثم تصديره لنا ولغيرنا مرة أخري.

 وأضاف أن المنطق المتبع لتحقيق ذلك في تركيا ، وهو أنه نظرا لندرة الفيبربوليستر الفيرجن اصبح التوجه للفيبربوليستر الريسيكل مطلبا ملحا، فما كان من أصحاب المصانع هناك إلا أن قاموا بتعديلات بخط الانتاج، ما أعطي السماح باستخدام الفيبربوليستر الريسيكل ، وانتاج غزول مكافئه لما كان يتم انتاجه بالفيبربوليستر الفرجن وتفوقت في ذلك.

أوضح أحمد حسن انه عندما قام بزيارة احدي مصانع الغزل بمدينة غازى عنتاب  وجد انهم ينتجون غزل ٣٠/١ فائق الجودة فتعجبت من ذلك وبالتالي وقرر التحدي لأثبات ان المنتج المصري يمكنه ان يقود في مجال الغزل والنسيج لتعود مصر لمكانتها المسلوبة.

وأوضح : " قمت بتعديل مواصفة المنتج لجعل مواصفته اقرب الي مواصفة الفيبربوليستر الفيرجن وقمت بتصنيع شعيرات ذات دنير ١.١٧ وقمت باختبار تشغيل له في شركة ستيا للغزل والنسيج وشركة دمياط للغزل والنسيج وكانت المفاجأة بانتاج غزل ٣٠/١ حلقي عالي الجوده وقمت باختبار المنتج في مصانع القطاع الخاص وتم انتاج غزل ٢٤/١ فائق الجودة".

b87399c8-2923-4fd9-ad28-8753a206de83

ويشير أحمد حسن :" لم تكتمل سعادتي حين علمت أن المواصفة المطلوبة بواسطة المعنيين لابد أن تكون فيبر بوليستر فيرجن علما بأن المنتح من الفيبربوليستر الريسيكل اثبت كفاءته في تصنيع الغزل وفي الصباغه وكان معامل الانكماش اقل من الفرجن ومواصفةRKM عالية جدا، والسؤال هو لماذا نترك غيرنا ينعم بخيراتنا والحل امامنا؟".

أضاف  أن المواد الخام كلها متوفرة بمصر ، بل ويفيض منها مالا يقل عن 60% لا يستخدم ويتم دفنه او حرقه وتحتاج فقط للتقنين وقلت ذلك في حديث تليفزيوني عام ٢٠١٩ اثناء عملي كمدير لإحدي مصانع الفيبربوليستر الريسيكل بمصر.

 

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة