يملك الأهلى عبر تاريخه العديد من النجوم الذين دافعوا عن قميصه، وكانت لهم مسيرة حافلة مع قطب القاهرة ونادى القرن الأفريقى، ورغم ابتعادهم عن الملاعب إلا أن مسيرتهم المضيئة داخل جدران قلعة الجزيرة لا تزال محفورة فى سجل الإنجازات والشرف بقميص الأهلى.
ونستعرض على مدار شهر رمضان مسيرة نجم كروي من اللاعبين أصحاب المسيرة المضيئة مع الأهلي ومن ساهموا في تحقيق نجاحات كبيرة مع الفريق الأحمر على المستوى المحلي والقاري وصنعوا تاريخا مشرفا في فترة تواجدهم مع الأهلي.
نجم اليوم هو مصطفى كامل منصور حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر الأسبق الذي دافع عن مرمى القلعة الحمراء في فترة العشرينيات والثلاثينيات وقاد المادر الأحمر لتحقيق العديد من البطولات.
وُلد مصطفى كامل منصور عام 1914 بالإسكندرية لعائلة تنتمي لمحافظة الشرقية وعندما أتم الـ 12 من عمره انتقل لحي العباسية في القاهرة، وعقب انتقال أسرته لحي الزمالك انتقل لمدرسة السعيدية بعدما كان في مدرسة فؤاد الأول، إذ كان يلعب الجمباز ولم يكن يحب كرة القدم كثيرا.
أثناء تدربه في صالة الجمباز، اكتشفوا في فريق كرة القدم عدم وجود حارس مرمى، فطلبوا منه المشاركة لسد العجز فرفض، إلا أن مدرس الألعاب هدد بحرمانه من ممارسة الجمباز إن لم يلعب، فاشترك بالمباراة، ومن ثم اُختير حارسا للفريق الأول.
انضم مصطفى كامل منصور إلى النادى الأهلى وعمره 16 عاما، حيث كان جميل عثمان ومختار التتش وعلي توفيق يتدربون على التسديدات وهو حارس للمرمى، وبعد عام واحد (1930) تم تصعيده ليلعب لفريق الأهلي في الدوري (دوري المناطق) الذي كان يضم حينها فرق، الأهلي، المختلط (الزمالك)، السكة الحديد والترسانة والبوليس.
نجح مصطفى في التأهل مع منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 1934 ومن ثم أولمبياد برلين 1936، ويروى الحارس المونديالي بعض كواليس مباراة مصر والمجر في كأس العالم 1934 قائلا: "انهزمنا 4-2 أمام المجر بسبب الحكم الطلياني بيرلاسينا الذي أدار المباراة وكان ظالما، لدرجة أن الصحف الإيطالية هاجمته بشدة في اليوم التالي، وما زاد من الظلم أن الشوط الأول انتهى بالتعادل 2-2 بفضل ثنائية عبد الرحمن فوزى، ثم فى الشوط الثانى استلم مختار التتش الكرة في منتصف ملعب الخصم وراوغ كل من قابله وأودع الكرة في الشباك، إلا أن الحكم احتسب الهدف تسللا على محمد لطيف رغم أن التتش لم يمرر لأي لاعب آخر".
بعد انتهاء دورة برلين سافر مصطفى كامل منصور للعب فى أسكتلندا بناء على تعليمات جيمس ماكراي مدرب منتخب مصر آنذاك لدراسة التربية البدنية، وهناك لعب لصفوف كوينز بارك الأسكتلندي لمدة 3 سنوات، وأصبح أول حارس لا يحمل الجنسية البريطانية يلعب في الدوري الأسكتلندي.
عاد مصطفى كامل منصور إلى الأهلي عام 1939 وظل يلعب للمنتخب والأهلي حتى الاعتزال عام 1945، وقبل الاعتزال عمل سكرتيرا لفريق الكرة بالنادي الأهلي ولم يستمر طويلا خوفا من الدخول في خلافات مع صديقه مختار التتش الذي كان يتولى منصب مراقب عام الأنشطة حينها.
اتجه مصطفى كامل منصور للتحكيم وترقى من الدرجة الثانية إلى الأولى وأصبح حكما دوليا عام 1951، وعُرف عنه العدالة، لدرجة عندما أخطئ في أحدي المباريات كتب في تقريره "أخطأت في احتساب هدف"، وسرد مصطفى بنفسه قصة تلك المباراة قائلا: "كانت مباراة بين الترسانة والسويس على ملعب الأخير، الكرة قادمة من خلفي في اتجاه مرمى السويس، ومصطفى رياض لاعب الترسانة يجري تجاه المرمى ليلحق بالكرة، ومعه أبو غبان لاعب السويس، وسقط مصطفى رياض داخل منطقة الجزاء، وفجأة وجدت الكرة داخل الشباك، واتخذت قراري سريعا باحتساب الهدف، وفؤجئت باعتراض لاعبي السويس، وأشار حامل الراية الحاج عزمي بأنها هدف، وانتهت المباراة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة