تخوض النجمة نيللى كريم سباق دراما رمضان هذا العام بواحد من أبرز المسلسلات الاجتماعية، والذى يتناول قضية شائكة تشغل المجتمع المصرى بأكمله، وهو قانون الأحوال الشخصية، حيث سلطت الضوء من خلال «فاتن أمل حربى»، على هذا القانون.. «اليوم السابع» التقى بالنجمة نيللى كريم، لتكشف كواليس تقديمها لهذا العمل، وعودتها للدراما الاجتماعية بعدما قدمت الكوميديا على مدار العامين الماضيين، وإلى نص الحوار:
بعد عرض أكثر من ثلثى حلقات «فاتن أمل حربى» حدثينا عن ردود الأفعال خاصة بعد الجدل الواسع حول المسلسل؟
فى الحقيقة أنا فى غاية السعادة بالنسبة لردود الأفعال، وهذا دليل على أن الناس كلها بتتفرج، وبتيجى لى تعليقات من الجمهور عن الحالة التى يعيشها الناس بسبب المسلسل، بالإضافة إلى أن الناس انقسمت ما بين مؤيد ومعارض لأحداث العمل والقضية التى يتناولها فى طياته، وهذا إن دل على شىء فيدل على أن العمل أصبح حديث الجمهور فى أنحاء الوطن العربى.
وكيف استقبلت الآراء المعارضة للمسلسل وما يقدمه من قضايا؟
وجهة نظرى، أن هناك أشخاصا يهاجمون المسلسل من غير «ما يشوفوا ولا حلقة» ، «بالبلدى كده بينقلوا عن طريق السمع، أى كلام وخلاص»، والحقيقة أن هؤلاء الأشخاص مصابون بالجهل البين، ولا يعلمون أن تلك الأشياء أو التعليقات لا تغير من الواقع شيئا، إنما نصيحتى هى أن يشاهدون العمل ويفكرون بعقلانية وينشرون الرحمة بينهم فى المقام الأول، ثم يحاسبون صناع العمل على قضية قد تغير مصير أطفال وسيدات ليس لهن إلا الله، وبالفعل توجد لجان إلكترونية تهاجم فكرة المسلسل دون أن تعرف الحقيقة، أو أى شىء عن قضية المسلسل أو ما هو القانون الذى نناقشه من الأساس، وهذا يرجع إلا أن بعض الأشخاص يستخدمون التعليقات للإيذاء فقط، وليس فى صلب القضية، وللعلم شاهدوا التعليقات على صفحات السوشيال ميديا تجدوها متطابقة مع كل كلمة أقولها عن تلك الفكرة، بس الحقيقة حتى وإن اعتبرنا أن المسلسل لا يعجبهم لماذا يشاهدون المسلسل وجميع تفاصيله؟!
وهل ترين أن التعليقات أكثرها من الرجال أكثر من الجانب النسائى؟
بالفعل أغلب التعليقات الصعبة تأتى من الرجال، وواضح أن هؤلاء النوعية هى تشبه نوعية سيف الدندراوى التى يؤديها شريف سلامة، خاصة أن التعليقات الحقيقة والتى تحمل نوعية من الجد والاحترام على مشكلة المسلسل تأتى من السيدات، فهن سعيدات للغاية من مناقشة موضوع كهذا فى ظل التغييرات التى تحدثها الدولة فى السنوات الماضية، والحقيقة أن ما يحدث فى قضية المسلسل هو الذى يحدث فى الواقع، وهناك نماذج أكثر من تونة بكثير، وكل 10 سيدات ستجدون سيدة لديها قصة بنفس الشكل، هو واقع ونعيشه منذ زمن بعيد.
هل تشعرين أن تعاونك مع إبراهيم عيسى فى حدوتة فاتن أمل حربى تسبب لك فى مشاكل أو أدخلك فى معارك، بسبب آرائه؟
على العكس، إبراهيم عيسى من الكتاب الأقوياء، ومفكر، ولديه فكر ونظرة صائبة، خاصة أنه يوضح المفاهيم المغلوطة ويقف فى وجه الظلم، وللعلم هناك فئة من الرجال وكثيرة فى مجتمعنا تفعل أكثر مما يفعله شريف سلامة فى الحقيقة، ولكن الست مننا تحابى على بيتها وعائلتها من أجل ألا تتفكك الأسرة، أما إبراهيم عيسى، معركته هى معركتى هى إعادة النظر فى قانون الأحوال الشخصية، وتمكين المرأة فى أخذ حقوقها كاملة، وبالمناسبة الهجوم ليس على المسلسل، بينما الهجوم على إبراهيم عيسى فقط، وأرجو من المنتقدين أن يعطونا سببا واحدا عن الشعور بالغضب من فكرة المسلسل، وأنا أقولها صريحة، إن الهجوم ينم عن عدم ثقافة أو جهل.
خلال أحداث المسلسل اضطرت فاتن أمل حربى لإقامة 14 دعوى قضائية، ومنها قضيتان ضد قانون الأحوال الشخصية.. برأيك لماذا لجأت لذلك؟
هناك حوار قالته فاتن أمل حربى فى الحلقات الماضية، تقول فيه «أنا مش فاهمة هما متضايقين منى ليه؟ أنا القانون مش عاجبنى، قانون الأحوال الشخصية مش عاجبنى، وهذا يعود إلى الظلم الذى تعرضت له «تونة» فى الأحداث، ولذلك اضطرت لإقامة دعوة قضائية ضد قانون ا اعتبرته ظلمها وأهدر حقها، وقانونيا لا أعرف جيدا هل ذلك سيكون له صدى فى تحويل القضية أم ماذا سيحدث؟ سنرى الاحداث فى الحلقات المتبقية.
بالمناسبة هل تمت مراجعة نقاط القانون الأسرى من المسؤولين؟
بالفعل فالسيدة نهاد أبوالقمصان، رئيسة المركز القومى للمرأة مشكورة، راجعت كل كلمة قانونية فى المسلسل، ودرست كل الأبعاد للقضية، وهو ما جعلنا مطمئنين فى كل شىء، بالإضافة إلى أن الدكتور سعد الدين الهلالى، راجع الشق الدينى والمعنوى لكل تفصيله فى المسلسل.
بعد بيان منسوب لمؤسسة الأزهر ضد المسلسل، كيف رأيت هذا البيان؟
الحقيقة أنا ممثلة فقط، وأقدم الجانب الدرامى فى المسلسل، أما الأمور الأخرى ليست لدى علاقة بها، خاصة أن هناك مختصين تابعوا وراجعوا كل كلمة فى قضية المسلسل، وللعلم هذا البيان ليس صادرا من شيخ الأزهر الكريم مباشرة ولم يصدر عن مؤسسة الأزهر أى بيانات خاصة بالمسلسل، وحتى الآن لم يصدر شيخ الأزهر كلمة واحدة فى تلك القضية، وأنا لا أنظر إلا فى قضية المرأة التى تدفع التمن فى كل شىء، فهى التى تربى وتعلم وتطعم وتشرب وترعى وتفعل كل شىء لأولادها، فهل هذا يكون جزاءها فى النهاية؟!
شخصية فاتن أمل حربى جاءت على مستوى المرأة محدودة الدخل، ماذا عن باقى الطبقات الاجتماعية؟
للعلم، شخصية فاتن جسدت معاناة المرأة على جميع المستويات، وبالمناسبة أول شىء يحدث بين الأزواج، هو طلب الرجل أن تبريه زوجته من كل شىء، وهذا يعنى ظلما كبيرا للمرأة بشكل عام، سواء على المستوى محدودى الدخل أو المستويات الأخرى، وللعلم هناك نماذج لسيدات ميسورات الحال يعانين من نفس أزمة فاتن أمل حربى، وفى كل عائلة سنجد سيدتين أو على الأقل واحدة تعانى من إهدار حقوقها بعد الانفصال.
هل كنت تتوقعين كل ردود الفعل هذه، والجدل الذى أحدثه بفكرة قضية الأحوال الشخصية؟
الحقيقة لا لم أكن أتوقع نجاح المسلسل على كل الأصعدة، وللعلم لم أتوقع نجاح أعمالى مثل «ذات، وسجن النساء، وبـ100 وش، وتحت السيطرة» وغيرها، وللعلم أسم المسلسل هو اختيار الكاتب الكبير إبراهيم عيسى، وله دلالات عنده، فاسم فاتن يعود للسيدة فاتن حمامة، أما أمل فهو يعود للكاتب والشاعر الراحل أمل دنقل، أما حربى فهو يعود لشخصية امرأة القوية.
شاهدنا أن فاتن أمل حربى رغم صعوبة معيشتها ودخلها البسيط، إلا أنها تحرص على رعاية بناتها فى النادى؟
على فكرة كل الستات كدة، بتأكل وبتشرب وبتذاكر لولادها، ومش بس كده، هى بتودى النادى، وهى اللى بتربى، وبتعلم المبادئ، هى اللى بتزرع حبهم لدينهم وبلدهم، وهى بتعيش فترة بابا وماما للولاد، مفيش ست فى مصر ما بتعملش اللى فاتن بتعمله، وعلشان كده مايكونش ده جزاءها فى الآخر، تحية لكل ست مصرية قادرة تواجه الدنيا علشان عيالها، إنتوا أقويا وماحدش يقدر عليكم.
هل تتوقعين بعد نهاية الأحداث أن تحصل كل «فاتن أمل حربى» على حقها؟
أشعر أن الجميع سيساند فكرة المسلسل، وللحقيقة نحن فى عام 2022، يجب أن ننظر للأمور من زاوية أخرى، ونواجه ما نخشاه فى كل الأمور التى قد تعيق تطور المجتمع، والحقيقة إذا لم يساند الناس لتغيير القانون، سأجد المساندة أن هناك مشكلة كبيرة ويجب إعادة النظر فيها، وللعلم هذا مكسب كبير، فأن نضع أيدينا على المشكلة بشكل صحيح، ونعمل على حلها من أجل مستقبل عائلى أفضل وأولاد أسوياء يعيشون من أجل إعلاء اسم بلدهم مصر.
ما الرسالة التى توجهينها من خلال المسلسل؟ ولمن؟
رسالتى إلى سيادة رئيس الجمهورية، هى: «المسلسل اتعمل بسبب التغييرات الإيجابية اللى حضرتك بتعملها فى المجتمع على جميع الأصعدة، ومنها انتصار وتمكين المرأة فى كل المؤسسات، المشاريع، الدعم للقوة الناعمة، الدعم المستمر للمرأة فى كل الوزرات وغيرها من الأمور التى خلقت مصرا جديدة نفخر بها، ولذلك أرجو من سيادتكم إعادة النظر فى قانون الأحوال الشخصية من أجل بنات وسيدات مصر.
فى النهاية، هل ستقدم نيللى كريم جزءا جديدا من «فاتن أمل حربى»؟
الحقيقة انا لا أحب فكرة الأجزاء، ولذلك فى اعتقادى الشخصى سيكون مسلسلى العام المقبل، كوميديا أو تاريخيا حسبما اختار من السيناريوهات، ولكن هذه رغبتى وسأسعى إلى الكوميديا العام المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة