في مشهد روحانى مهيب غاب عن ساحة المسجد الحرام وأروقته لعامين متتاليين بسبب جائحة كورونا ، اصطفت جموع المصلين بالمسجد الحرام في آخر صلاة جمعة في شهر رمضان المبارك في أجواء إيمانية وروحانية شاكرين الله عز وجل على ما أنعم به عليهم من السكينة والأمن والطمأنينة.
وتدفق قاصدو بيت الله الحرام إلى ساحته منذ ساعات الصباح الأولى من الجمعة، حيث امتلأت أروقته وساحاته وأدواره بالمصلين ووفرت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي جميع الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام.
تعقيم وتطهير
وهيأت الرئاسة جميع أنحاء المسجد الحرام بالخدمات من تعقيم وتطهير، حيث تم غسل كامل المسجد الحرام 10 غسلات عبر أكثر من 4000 عامل على مدار الساعة وتطهيره وتعقيمه بأجود المطهرات الصديقة للبيئة، كما وفرت المصاحف بلغات متعددة لقراءة القرآن الكريم ومراوح التهوية والمكيفات بكفاءة عالية.
ووزعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أجهزة الترجمة الفورية لخطبة الجمعة كما وفرت عربات الجولف الكهربائية لكبار السن وذوي الإعاقة لمساعدتهم في أداء نسكهم.
ووفرت الرئاسة خدمات التنقل والخدمات المقدمة على أبواب المسجد الحرام، كما تم فرش البيت العتيق بـ25000 سجادة واستخدام 11 روبوتا ذكياً لتعقيم المسجد الحرام.
في الوقت نفسه، قررت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، إقامة صلاة العيد لهذا العام في المناطق والمحافظات بالجوامع كافة، باستثناء المصليات المكشوفة، وذلك نظرًا للتقلبات الجوية التي تشهدها مناطق ومواقع مختلفة من المملكة هذه الأيام، حيث تم استثناء مصليات العيد المكشوفة من مواقع إقامة صلاة العيد حفاظاً على سلامة وراحة المصلين.
رفع درجة الاستعدادات
وفى سياق الاستعداد لاستقبال عيد الفطر الميار رفعت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى كامل جاهزيتها استعداداً لاستقبال المعتمرين والمصلين ليلة ختم القرآن، وذلك من خلال منظومة عمل متكاملة، جندت الرئاسة من خلالها 400 موظف لاستقبال القاصدين من مصلين ومعتمرين وتوجيههم إلى صحن المطاف، والمصليات المخصصة وتنظيم الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، وتحديد مسارات ذوي الاحتياجات الخاصة.
و عملت الرئاسة على تكثيف عمليات التطهير والتعقيم والتشغيل وعمليات التنقل والعربات داخل المسجد الحرام، وفتح أبواب المسجد الحرام وتوزيع عبوات ماء زمزم المبارك على المصليات وفي صحن المطاف والساحات وعلى الزوار بشكل عام، وغيرها من الخدمات التي تشرف عليها الرئاسة، وكذلك تعزيز جانب التوعية والنصح في توجيه الزائرين.
وخصصت الرئاسة لأعمال التطهير والتعطير عدة فرق توزع في جميع جنبات المسجد الحرام ومرافقه، بحيث يتم غسيل المسجد الحرام 15 غسلة، ويقوم بها أكثر من 4000 عامل وعاملة، وفي كل عملية تطهير تستهلك أكثر من 150 ألف لتر من المطهرات، و 3000 لتر من المعطرات التي جُلبت خصيصاً للمسجد الحرام.
وقامت الرئاسة بفرش 30 ألف سجادة بالمسجد الحرام موزعة على كافة جنبات المسجد الحرام.
وكثفت الرئاسة خدمات السقايا للزوار والمصلين وتوزيع أكثر من 724.222 من عبوات ماء زمزم المبارك يوزعها أكثر من 1100 عامل، حيث بلغ عدد الحافظات 25000، وبلغ عدد الحقائب الخاصة بحمل عبوات ماء زمزم 250 حقيبة، وعدد العربات الذكية 80 عربة سعة 80 لتراً.
خدمات الانتقال
وفيما يتعلق بخدمات التنقل رفعت الرئاسة كامل جاهزيتها لخدمة زوار البيت العتيق بتجهز أكثر من 5000 عربة عادية وقرابة 3000 عربة كهربائية لمحتاجيها من المعتمرين وقاصدي المسجد الحرام، لتسهيل عملية تنقل المعتمرين من خلال دور الميزانين بالدور الأول للطواف والسعي بالعربات، والتي يمكن الوصول إليها من أربعة مداخل للمسجد الحرام وهي: مدخل الشبيكة عبر جسر الشبيكة ومدخل جسر أجياد الداخلي، والسلم الكهربائي لباب أجياد ومدخل المروة (فوق سطح دورات القشاشية)، وكذلك المسعى الدور الأول لعربات السعي فقط ويمكن الوصول إليه عن طريق سلالم الأرقم باب 16 كما يمكن توزيع العربات المجانية عبر ثلاث نقاط خارجية وهي: الساحة الشرقية (باب علي رضي الله عنه)، الساحة الجنوبية بجوار وقف الملك عبدالعزيز رحمه الله، والساحة الغربية بجوار جسر الشبيكة.
وخصصت الرئاسة 600 مراقب على أبواب المسجد الحرام المخصصة لاستقبال القاصدين وتوجيههم إلى الأماكن المخصصة لهم وتنظيم عملية دخول وخروج المصلين وإرشاد المصلين إلى أماكن المصليات ومساندة رجال الأمن في تحويل وتوجيه المصلين عند امتلاء المصليات، حيث يتم فتح أكثر من 150 باباً.
واستعدت الرئاسة بحزمة من الخدمات التوجيهية والإرشادية، التي من شأنها إعانة زوار ومعتمرى بيت الله الحرام من أداء مناسكهم في أجواء روحانية يحفها الخشوع والسكينة.
الترجمة تكثف جهودها
وعلى صعيد الاستعدادات، كثفت الإدارة العامة للترجمة برئاسة المسجد النبوي، جهودها وأعمالها في توفير أفضل الخدمات لقاصدي المسجد النبوي، وذلك حرصاً على إيصال رسالة الحرمين الشريفين للعالم أجمع والقدرة على التواصل باللغات العالمية مع الزوّار والمصلين.
وأوضح مدير الإدارة العامة للترجمة خالد بن صالح الجابري، أن إدارة الترجمة تهتم بترجمة خطب المسجد النبوي وترجمة محتوى جميع إصدارات الوكالة المقروءة والمسموعة والمرئية والورقية والإلكترونية، إضافة إلى ترجمة محتوى وسائل التواصل مع الزائرين في المسجد النبوي، كاللوحات وعروض الشاشات الإلكترونية والتطبيقات الذكية وقنوات التواصل الاجتماعي.
وأضاف، أن الإدارة تعمل على تفعيل ترجمة خطب المسجد النبوي في المصليات النسائية من خلال إدارة الترجمة النسائية التي تقدم خدمات متميزة في القسم النسائي تشمل تقديم عدة مبادرات، من ضمنها صناعة محتوى إثرائي للزائرات مترجم إلى عدة لغات، إضافة إلى خدمات الترجمة في الأقسام النسائية.
وأوضح الجابري؛ أنه تتم ترجمة خطب المسجد النبوي إلى عشر لغات هي (الإنجليزية والفرنسية والأردية والملاوية، والتركية والبنغالية والهوسا والصينية والروسية والفارسية)، وهذه اللغات يتم اختيارها بناءً على دراسة ميدانية للغات الأكثر شيوعاً بين زوّار وقاصدي المسجد النبوي، وأن هذه اللغات يتحدث بها 139 دولة حول العالم، وبث الخطب المترجمة عبر منصة منارة الحرمين والبث الإذاعي على موجات (FM).
وحول الخدمات المقدمة من الإدارة خلال شهر رمضان المبارك، أفاد مدير الإدارة العامة للترجمة، بأن الإدارة قامت بترجمة (665070) كلمة من مختلف اللغات، وترجمة (900) مادة صوتية ومرئية، وتوزيع (1363) سماعة ترجمة للزوّار، و(22) بريداً إلكترونياً جرى ترجمتها من الزوّار خلال شهر رمضان المبارك.
كما وجهت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد فروع الوزارة بعموم مناطق المملكة إلى مراعاة الحالات المناخية والمتغيرات التي تشهدها بعض المناطق من هطول أمطار غزيزه خلال يوم عيد الفطر المبارك بالتأكيد على منسوبي المساجد بإقامة صلاة العيد في الجوامع فقط دون المصليات المكشوفة حفاظاً على صحة وسلامة المصلين.