كشفت دراسة بريطانية جديدة نشرت فى مجلة Journal Scientific Reports أن وصفة الكحل كانت أكثر استخداما لدى قدماء المصريين مما كان يعتقد سابقًا، حيث كان الكحل مستحضر تجميل للعين استعملته ملكات ونبلاء مصريات منذ العصر الفرعونى فى مصر ليس فقط لأسباب جمالية، لكن أيضًا لأسباب صحية وعلاجية ودينية.
وقالت الدراسة إن الكحل كان يستخدم على نطاق واسع فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وغرب أفريقيا والقرن الأفريقى ككحل لتحديد أو تغميق الجفون وكمسكرة للرموش، حيث كانت تختلف محتويات الكحل وطرق تحضيره باختلاف التقاليد والبلد.
وقام الباحثون بتحليل محتويات 11 حاوية كحل من متحف بيترى فى لندن تغطى مجموعة واسعة من المواقع والفترات بمصر القديمة.
وتم فحص العينات باستخدام مطياف فورييه لتحويل الأشعة تحت الحمراء متبوعًا بالمجهر الإلكترونى والأشعة السينية المشتتة للطاقة مع قياس انحراف الأشعة السينية وكروماتوجرافيا الغاز وسمح ذلك للفريق بتوصيف المواد المكونة غير العضوية والعضوية وصياغة الوصفات المستخدمة لإنتاج الكحل.
وكشفت البيانات الناتجة أن الكحل عبارة عن مخاليط غير متجانسة مقسمة إلى ثلاث مجموعات رئيسية بناءً على نتائج التحليلات وهى عنصر غير عضوى سائد، وعنصر عضوى وغير عضوى مختلط ، ومتعنصر غير معروف.
ومن منظور غير عضوى حددت التحليلات الكيميائية فى العقود القليلة الماضية غلبة الجالينا والمركبات الأخرى القائمة على الرصاص فى الكحل الأسود، حددت الدراسة الجديدة ثمانية معادن لم يتم العثور عليها من قبل فى الكحل القديم: البيوتايت ، البارالوريونيت ، الليزاردت ، التلك ، الهيماتيت ، النتروكسالات ، ويويليت وجلوشينسكيت ، بالإضافة إلى عينات الرصاص القائمة على السيليكون والمنجنيز والكربون.
وتمثل الدراسة أيضًا أول دراسة منهجية للمكونات العضوية في الكحل، وقد أسفرت عن ست عينات من المحتمل أن تتكون في الغالب من مواد عضوية مثل الزيوت النباتية والدهون المشتقة من الحيوانات وتضمنت المكونات المميزة تصنيفيا راتينج الصنوبر وشمع العسل وتشير كل هذه النتائج إلى وصفات أكثر تنوعًا مما كان يعتقد في البداية وتغير بشكل كبير فهمنا للكحل المصري القديم.