قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن نور النبى صلى الله عليه وسلم قد تَمَّ واكتمل واستشرفه آل بيته والصحابة الكرام، ولا يرتبط النور بلون البشرة، فهناك أشخاص أحبُّوا النبى الكريم فى بلدان كثيرة ويختلفون فى لون بشرتهم وكلهم نور؛ فعندما نجلس معهم نشعر بالاطمئنان ونرى ونحس بالنور الذى يشع منهم، وأن محبة آل البيت ثابتة بالقرآن والسنة بل أن حب آل البيت والتقوى مرتبطان ومتكاملان، وهذه الحقيقة فهمها المصريون جيدًا؛ ولذا نراهم يحبون آل البيت حبًّا جمًّا، بل نحن نحبُّ مَن يحبُّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذا فنحن أمَّة المودَّة والرحمة.
وأضاف مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، خلال لقائه فى حلقة اليوم الأحد من برنامج "مكارم الأخلاق فى بيت النبوة" والذى يقدمه الإعلامى حمدى رزق، والمذاع على فضائية صدى البلد، أن المتشددين أخطأوا فى تناول مفهوم التوسل بالأنبياء وآل البيت والصالحين واعتبروه شركًا بالله، وفضلًا عن غُلُوِّهِم فى سوء الظن بالمسلمين فإنهم لم يدركوا أن هناك فارقًا كبيرًا بين "الوسيلة" وبين "الشرك"؛ فالوسيلة نُعَظِّم فيها ما عظَّمه الله، أى أنها تعظيمٌ بالله، والتعظيم بالله تعظيم لله تعالى بل من تمام تقوى لله، أمَّـا "الشرك" فهو تعظيمٌ مع الله أو تعظيمٌ من دون الله.
وأشار الدكتور شوقى علام، إلى أن إلى أن غاية الصيام هى تقوى الله -عزَّ وجلَّ- بكلِّ ما تعنى الكلمة من معانى الخوف من الله ومراقبته ومحاسبة النفس ومجاهدتها، والتزام الأوامر والابتعاد عن كل ما نهى الله -عزَّ وجلَّ- استعدادًا ليوم الرحيل، وكل هذا يدلُّ على التقوى، وكل هذا يوفره الصيام للمسلم حتى يصل إلى درجة المتقين، والتـقوى هى حالة قلبـية ومنزلة إيمانية رفيعة، لا تأتى إلا بالمجاهدة؛ فهى تطبع صاحبها بطابَع الخشية لله فى السر والعلن، كما تحثُّه على مراقبة الله فى كافَّة الأفعال والأقوال، بل حتى فى الخواطر التى قد تخطر على قلب الإنسان.
وأكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، على أن ضرورة التوازن بين الجانب المادى وبين الجانب النفسى فى حياة الصائم، فمن يترك العنان لطغيان الجانب المادى يؤذى نفسه، مستشهدًا بقول الإمام أبى حامد الغزالى فى الرد على من يتهاون بفعل الذنوب وترك فعل الفضائل حيث قال: وإذا تراكمت الذنوب طبع على القلوب، وعند ذلك يعمى القلب عن إدراك الحق وصلاح الدين ويستهين بأمر الآخرة، ويستعظم أمر الدنيا ويصير مقصور الهمِّ عليها؛ فإذا قرع سمعَه أمرُ الآخرة وما فيها من الأخطار دخل من أذن وخرج من أذن ولم يستقرَّ فى القلب ولم يحرِّكه إلى التوبة والتدارك، أولئك يئسوا من الآخرة، وهذا هو معنى اسوداد القلب بالذنوب كما نطق به القرآن والسنَّة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة