يملك الأهلي عبر تاريخه العديد من النجوم الذين دافعوا عن قميصه وكانت لهم مسيرة حافلة مع قطب القاهرة ونادي القرن الإفريقي، ورغم ابتعادهم عن الملاعب إلا أن مسيرتهم المضيئة داخل جدران قلعة الجزيرة لا تزال محفورة في سجل الإنجازات والشرف بقميص الأهلي.
نستعرض على مدار شهر رمضان مسيرة نجم كروي من اللاعبين أصحاب المسيرة المضيئة مع الأهلي ومن ساهموا في تحقيق نجاحات كبيرة مع الفريق الأحمر على المستوى المحلي والقاري وصنعوا تاريخا مشرفا في فترة تواجدهم مع الأهلي.
قصة اليوم عن النجم الراحل محمد عبد الوهاب، حيث أنه كان يلعب في مركز الظهير الأيسر وبدأ مشواره مع الكرة وعمره 14 عاما بمركز شباب سنورس، وعن طريق مدربيه ذهب إلى اختبارات البراعم بالزمالك واجتازها بنجاح واستمر في التدريب مع فرق الناشئين 4 أشهر، لكن والده رفض التوقيع على استمارات القيد بالزمالك، فانتقل لمركز شباب الألمونيوم ومنه إلى الفريق الأول.
تألق عبد الوهاب في صفوف الألمونيوم دفع حسن شحاته، المدير الفني الأسبق لاختياره من أجل الانضمام إلى منتخب الشباب عام 2003، للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية للشباب رقم 13 في بروكينا فاسو عام 2003، وهي البطولة التي أحرزتها مصر بعد تغلبها في النهائي المثير على كوت ديفوار 4/ 3 سجل أحمد فتحي وعماد متعب وحسني عبد ربه أهداف المباراة، وكان محمد عبد الوهاب قد سجّل هدف فوز مصر على مالي في دور الأربعة.
برز اسم عبد الوهاب بعد تألقه في الجبهة اليسرى، يتميز بتسديداته القوية وكراته العرضية المتقنة، وهو ما كانت الكرة المصرية تفتقده لفترة طويلة، حتى أن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب الشباب دأب على إشراك اللاعب الراحل في مركز لاعب الوسط الأيسر في بداية انضمامه لمنتخب الشباب، وتألق عبد الوهاب في هذا المركز خلال كأس الأمم الأفريقية التي توجت مصر بلقبها.
سجل عبد الوهاب هدفا حاسما في شباك بوركينا فاسو في مباراة الدور قبل النهائي من ركلة حرة مباشرة أصبحت نفس اللعبة «ماركة مسجلة» باسم نجم الأهلي الراحل حرص على التسجيل منها باستمرار، وبعد كأس الأمم الأفريقية شارك مع شباب الفراعنة في كأس العالم بالإمارات، وواصل عبد الوهاب مشاركته بانتظام مع منتخب مصر، وازداد تألقا بعد أن أعاده شحاتة إلى مركز الجناح الأيسر المدافع الذي يجيد فيه كثيرا، وخلال كأس العالم، جذب عبد الوهاب أنظار نادي الظفرة الإماراتي الذي يلعب في الدرجة الثانية، وضمه من الألومنيوم لمدة أربع سنوات.
رغم تعاقده مع الظفرة الإماراتي مع عبد الوهاب لكنه لم يرتد قميص الظفرة أبدا، فالنادي الإماراتي أعاره في الموسم الأول إلى إنبي ومن ثم ضمه الإيطالي ماركو تارديللي للمنتخب الأول استعدادا لبدء تصفيات كأس العالم، ووضع عبد الوهاب بصمته في مشاركته الأولى الدولية بهدف في شباك السودان في مستهل مباريات التصفيات.
تألق عبد الوهاب دفع مسئولي الأهلي لاستعارته لمدة موسمين من الظفرة، ولكن عبد الوهاب لم يشارك في بدايته مع الأهلي طوال الدور الأول لموسمه الأول مع الفريق سوى في شوط واحد أمام أسمنت أسيوط وتم استبداله في ظل تألق الأنجولي جيلبرتو، والمثير أن اللاعب الراحل كان صاحب مكانة أساسية في تشكيلة منتخب مصر رغم عدم مشاركته مع الأهلي.
الموسم الثاني لعبد الوهاب مع الأهلي شهد دخول اللاعب في تشكيلة البرتغالي مانويل جوزيه لوقت أكبر، لكن نقطة التحول الأساسية جاءت خلال مباراة الأهلي والنجم الساحلي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا نوفمبر 2005.
بداية تعارفه مع الأهلي جاءت بعدما شارك عبد الوهاب بديلا لجيلبرتو بعد مرور عشر دقائق فقط من بداية نهائي إفريقيا، واستغل اللاعب الراحل الفرصة وقدم أداء مبهرا تخلله كرة عرضية متقنة أحرز منها أسامة حسني هدفا من بين ثلاثية الأهلي يومها، ونال استحسان مدربه البرتغالي، وحصل عبد الوهاب على فرصة أخرى ذهبية لتثبيت أقدامه مع الفريق الأهلاوى بعد إصابة جيلبرتو البالغة بينما كان اللاعب الراحل يشارك مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية.
وبات عبد الوهاب لاعبا مهما في صفوف الأهلي ومنتخب مصر لاسيما بعد مشاركته الإيجابية في فوز «الفراعنة» بكأس الأمم الأفريقية 2006، ليصبح بعدها أحد أبرز نجوم القلعة الحمراء، وتألق عبد الوهاب في النصف الثاني من موسم 2005/ 2006، وكان سببا في انتصارات عديدة للفريق الأحمر محليا وأفريقيا.
اللحظة الصعبة في حياة عبد الوهاب هي الصدمة التي تلقتها الجماهير المصرية والحمراء بوجه خاص، بعد سماع خبر وفاته المفاجئة، حيث فارق عبد الوهاب الحياة يوم 31 أغسطس عام 2006، إثر أزمة قلبية أصيب بها خلال مران الأهلي، عن عمر ناهز الـ 23 عامًا، ورغم محاولات إسعافه عقب سقوطه على أرض الملعب ولكن المحاولات باءت بالفشل ليرحل عبد الوهاب مسيرة مضيئة لا يزال يتذكرها جمهور الأهلي حتى الآن.
ورغم مشواره القصير في الملاعب إلا أنه نجح خلاله في الحصول على 10 بطولات منها 7 بطولات مع الأهلي وثلاث بطولات مع المنتخبات.