"رمضان فى مصر حاجة تانية" هذه حقيقة فعلا وليست مجرد كلمات رقيقة عن مصر يتغنى بها المطرب الإماراتى حسين الجسمى، فالشهر الفضيل فى المحروسة يحفل بالعديد من الطقوس من خلال الكثير من الطقوس الفريدة التى ميزت الشهر الفضيل عن باقى الأيام، وتشتهر مصر بالكثير من الطقوس المميزة، التي دائماً تعطي للمحروسة طابعًا خاصًا بها خلال الشهر الكريم، ومنها "الخيم الرمضانية".
وفي كتابه "عصر المماليك والسلاطين.. ونتاجه الأدبي والعلمي" طبعة 1965، والصادر قبل 56 عاما مضت، يقول الدكتور محمود رزق سليم، إن محتسب القاهرة كان يُعد كميات من اللحم والغنم والدقيق والسكر وغيرها، لتفريقها على الفقراء والمحتاجين، وكان السلطان يتبرك بقراءة صحيح البخاري فيأمر القراء بقراءته في قصره، ثم يختم في القصر الكبير في القلعة، أو في الجامع الأزهر، وتجهيز "خلع العيد" وهي أثواب يوزعها السلطان على الناس في نهاية شهر رمضان في موكب حافل.
وبحسب البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة، يعتبر الخليفة الفاطمي العزيز بالله أول من عمل مائدة في شهر رمضان قد عرفت مصر ظاهرة المآدب الملكية أو الموائد الرمضانية التى انتشرت فى عهد الملك فاروق وكانت تقام لإطعام الفقراء والمساكين والموظفين وعابرى السبيل وأى فرد من أفراد الشعب، وكان الغرض منها كما يقول بعض المؤرخين يتراوح ما بين بروتوكول سياسي وعمل خيرى.. وقد ظلت الموائد الملكية مستمرة حتى قيام الثورة وسقوط الملكية ليحل محلها موائد الرحمن والموائد الرمضانية البسيطة التى تملأ شوارع وحوارى مصر المحروسة.
تناول العديد من الرحالة والمستشرقين رمضان فى كتاباتهم من فرط تأثرهم بلياليه الساحرة، ومنهم : الرحالة الإيطالي برنار دي بريد بناخ، الرحالة الفرنسي جان باليرن، الرحالة الفرنسي فيلامون، الرحالة التركي أوليا جلبي.. وغيرهم، وقد وصفوا الشوارع وأحوال الناس في نهار الشهر، وحالة الأسواق، وسَرَدوا بعض التقاليد المتّبعة، ووصفوا بعض الأطعمة المميزة للشهر، وكذا شكل الاحتفال بمقدم العيد... إلخ، وأحد أهم هؤلاء المستشرقين البريطانى إدوارد ويليام لين (الذى قام بترجمة «إلف ليلة وليلة» إلى الانجليزية) فمضى فى تسجيل ملاحظاته عنه فى كتاب "عادات المصريين المحدثين وعاداتهم "