ورد فى التاريخ، قصص العديد من النساء اللاتى تم ذكرهن دون الإشارة إلى أسمائهن فى القرآن الكريم، وهن من نساء العالمين المخلدات، ومن بين سيدات العالمين المخلدات في التاريخ الإسلامي ومنهم السيدة أم أيمن، حاضنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
اسمها بركة بنت ثعلبة الحبشية، وهى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته، وهى زوجة الصحابى زيد بن حارثة وأم أسامة بن زيد، ورثها النبي محمد عن أمه، ثم أعتقها، فبقيت ملازمة له طيلة حياته.
ولدت أم أيمن في الحبشة، فهي حبشية، غنمتها قريش مع من جاؤوا يريدون هدم البيت، فأصبحت مولاة لعبد الله بن عبد المطلب والد النبي محمد، وعاشت في مكة، لا يُعرف الكثير عن سنة مولدها وحياتها قبل النبى ﷺ لكونها جارية، ولما توفي عبد الله وبعدما وضعت زوجته آمنة بنت وهب مولودها محمد، أخذته أم أيمن واحتضنته حتى بلغ أشده، ولما تزوج النبي زوجته خديجة بنت خويلد أعتقها، فكان النبي محمد يقول عنها: «أم أيمن، أمي بعد أمي».
وهي صحابية مباركة، وقد عرفت أم أيمن النبى صلى الله عليه وسلم طفلاً صغيراً، ونبياً مرسلا، وعاشت مراحل النبوة كلها، وعاصرت الأحداث الإسلامية، وكانت من المهاجرات الأول.
وبحسب ما ذكره كتاب "نساء حول الرسول: القدوة الحسنة والأسوة الطيبة للدكتور محمد إبراهيم سليم، فان أم أيمن بمجرد وفاة أم الرسول أصبحت أما للطفل، رعته صبيا وشابا حتى إذا بلغ سن الرجال واتخذ له أسرة، نظر لها فأعتقها، ورد لها حقها الكامل فى الحياة الكريمة.
وقد عبر الرسول عن مشاعره تجاه أم أيمن بكلمة ملؤها البر والحنان والوفاء "إنها بقية أهل بيتى"، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان حريصا على أن تحيا وتنعم بالحياة يقول لأصحابه "من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن"، وهنا أسرع مولاه زيد فاتخذها له زوجا.
وشهدها المسلمون يوم "أحد" تشهد الحرب وتطوف بالماء وتسقى الجرحى، وشهدت أيضا يوم "خيبر" تواسى المسلمين وتمنحهم من عطفها ورعايتها ورحمتها.
وكان يقبل عليها النبى (ص)، فى السلم يمازحها ولكنه لم يكن يقول إلا حقا، وعندما تصعد نفسه الكريمة إلى بارئها تبكي على الوحى الذى سينقطع بموته، وتعيش لتشهد موت عمر، ورحلت مربية آخر الأنام فى مستهل خلافة الخليفة الراشد عثمان بن عفان لتلقى ربها راضية مرضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة