انشغل الكاتب الكبير الراحل يحيى حقى بمظاهر شهر رمضان بحكم كونه اهتم بالجانب الاجتماعي في أعماله الروائية والقصصية وقد قدم الأديب الكبير يحيى حقي في كتابه "من فيض الكريم" تفاصيل الشعائر الإسلامية والعادات الاجتماعية ومنها تفاصيل ليلة الرؤية كما تسجلها عين يحيى حقي الصبي في بدايات القرن الماضي.
ويكشف يحيى حقى الاحتفاء الشعبى بليلة رؤية الهلال فيقول: "ولم يكن هناك مذياع يجلب للناس أخبار الرؤية فى منازلهم، وهم معزولون عن الآخرين، متقوقعين على أنفسهم، بل كانت جموع الصبية قبل الكبار تتجمع خارج باب المحكمة الشرعية فى سراى رياض باشا، حيث يجلس القاضى ينتظر وفود الرسل الذين خرجوا إلى مختلف المراصد والأماكن، لرصد قطعة صغيرة من النور ليس فى السماء ما هو أرشق منها ولا أجمل، وما أن تثبت الرؤية حتى تدار أكواب العصير على الحاضرين وسط هتاف الصبية: صيام صيام. بذا حكم قاضى الإسلام.
ويصف يحيى حقى ما يحدث فى تلك الليلة فيقول: "ينطلق الموكب وفى مقدمته ضارب الطبلة المغلفة بجلد النمر فوق حصانه وخلفه فريق كبير من المشاة، يعقبهم موكب أرباب المهن الشعبية، كل مهنة يتقدمها شيخها يتبعه صبيانه وقد حملوا فى اعتزاز أجمل أدوات مهنتهم التى يستعملونها فى نوع راق من النشيد الإيماني، الذى يصوغ تضافر الفن والعمل فى موكب يوحى وصف يحيى حقى الحساس له بأننا إزاء لوحة رائعة من التراث الشعبى التلقائى الجميل، وما أن يمر الموكب على مسجد حتى تضاء مئذنته ولا تنتهى مسيرته إلا وتكون مآذن القاهرة الألف قد أضيئت إيذاناً بدخول رمضان.
وفي مقال عنوانه "شقشقة الفجر" ضمن سيرته "كناسة الدكان" يربط بين استقبال الفجر في رمضان وقراءة القرآن الكريم، ويلاحظ كيف أورد القرآن شقشقة الفجر ويقول إن القرآن "أقسم بالفجر والليالي العشر، وربط بينه وبين صدق النية وصفاء الروح، فقرآن الفجر كان مشهودا".
وفى مقال آخر عن رمضان يقول: "أحب رمضان لأنه إلى جانب فضائله الجمة هو الذي سينفرد بانتزاع الأسرة من التشتت ويلم في البيت شملها على مائدة الإفطار".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة