الكنافة بريحة وطعم زمان.. "عم فتحي" أشهر كنفانى يصنع البهجة فى مدينة المنصورة.. امتهن صناعة الكنافة البلدى منذ 40 عاما.. وورث المهنة لابنه ليحافظ على إرث والده وأجداده.. ويؤكد: "البلدى يوكل ومفيش أحسن منه"

الثلاثاء، 05 أبريل 2022 08:00 م
الكنافة بريحة وطعم زمان.. "عم فتحي" أشهر كنفانى يصنع البهجة فى مدينة المنصورة.. امتهن صناعة الكنافة البلدى منذ 40 عاما.. وورث المهنة لابنه ليحافظ على إرث والده وأجداده.. ويؤكد: "البلدى يوكل ومفيش أحسن منه" اشهر كنفانى فى المنصورة
الدقهلية – مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بابتسامة مبهجة ترتسم على وجنتيه، وأيادى مبدعة ماهرة تعمل بنشاط وهمة، يجذبك رجل "من ريحة الزمن الجميل"، يقف بشموخ وعزة أمام فرن بلدى مبنى من الطوب اللبن، يطوع بأنامله الساحرة "الكوز" فى حركة دائرية مبهرة لتنسدل من فتحاته خيوط عجينة الكنافة بشكلها الجميل، التى سرعان ما تنادى زبائنها بمجرد أن تلمس صينية الفرن الدافئة بنسيمها الذى يعبق برائحة الشهر الكريم.

منذ أكثر من أربعين عاما، اعتاد صانع البهجة عم فتحى محمد أحد أقدم صناع القطايف والكنافة البلدى فى مدينة المنصورة، أن يحافظ على طقوس وروحانيات الشهر الكريم، بوقوفه فى شادر صغير منصوب بحب وخير وبركة أمام منزله فى ميدان سندوب، مرحبا بأحبابه وزبائنه الذين ينتظرون طلته البهية بلهفة عاما تلو الآخر؛ ليحتفلوا معه بقدوم شهر رمضان الكريم. 

"فتحت عينيا على الدنيا لقيت والدى وأجدادى بيصنعوا الكنافة اليدوى على الفرن البلدى بتاع زمان، كنت بقف معاهم فى طفولتى وراقب دقتهم وحبهم لشغلهم، كان ابويا بيوقفنى على قوالب طوب كبيرة عشان أطول صينية الفرن واصنع معاهم الكنافة، لحد ما شربت الصنعة وحبتها واتعلمتها وكملت شغل فيها مع ابنى أحمد، فالكنافة البلدى عادة متتقطعش وموسم كل سنة".. هكذا بدأ فتحى محمد صاحب الـ50 عاما حديثه لـ"اليوم السابع"، فقال إنه عمل فى صناعة الكنافة والقطايف منذ أكثر من أربعين عاما، حيث عكف على مراقبة والده وأجداده وهم يعدون الكنافة يدويا باستخدام الأفران البلدى التقليدية المصنوعة من قوالب الطوب والطمي، التى تشعل باستخدام القش والحطب، منذ أن كان فى العاشرة من عمره، حتى دفعه حبه وعشقه للمهنة لتعلم أصولها واحترافها، مضيفا أنه ورث مهنته لابنه "أحمد" ليحافظ على إرث والده وأجداده، وفرن والده الذى يعود عمره لأكثر من ستين عاما.

وتابع أنه اعتاد منذ سنوات طويلة على تجهيز الخيمة الرمضانية أمام منزله بميدان سندوب، وبناء الفرن البلدى المصنوع من الطوب اللبن قبل عدة أيام من قدوم الشهر الكريم، وتجهيز عجينة القطايف والكنافة، مثلما كان يفعل جده ووالده قبل وفاتهما، مشيرا إلى أن شراء الحلويات الرمضانية عادة أصيلة وتراث عريق لا تكتمل فرحة الناس بقدوم الشهر الكريم إلا بشرائها وتحضيرها، مؤكدا على أنه نجح فى الحفاظ على اسم وتاريخ أسرته فى صناعة الكنافة البلدى وأصبح له زبائنه الذين ينتظرونه عاما تلو الآخر لشراء القطايف والكنافة البلدى منه، بعد أن ذاع صيته بمراعاته لضميره وإتقانه لعمله وتفوقه ومهارته العالية فى إعداد الكنافة البلدى فى كافة ربوع مدينة المنصورة.

"الفرن ده عمره أكتر من 60 سنة"، هكذا تابع "فتحي" حديثه، فقال : إنه يبدأ عمله سنويا مع حلول شهر رمضان الكريم، متخذا من ناصية منزله شادرا صغيرا يقف فيه مع ابنه وزوج أخته لإعداد الكنافة يدويا باستخدام الفرن البلدى الذى ورثه عن والده مثلما ورث منهم أصول وتعاليم المهنة، مشيرا إلى أنه يقوم ببناء الفرن قبل عدة أيام من قدوم شهر رمضان مثبتا عليه صينية الصاج الدائرية التى تفوح منها رائحة أجداده ووالده، وتجهيز أسطوانة البوتاجاز الذى يشعل وقوده الفرن، عكس أيام والده الذى كان يعتمد خلالها فى عمله على القش والحطب لإشعال الفرن البلدي، ويظل يصنع من خلال فرنه الكنافة البلدى طوال شهر رمضان الكريم، إلى أن تحل وقفة العيد، فيقوم بهدمه على أمل أن تمر الشهور والأيام ويهل عليه رمضان من جديد، ليواصل عمله فى مهنة يعشقها ويفرح من خلالها جميع أهالى وأبناء مدينة المنصورة.

"مفيش أحلى وأجمل من الكنافة البلدى اللى بتتصنع خلال موسم رمضان، ليها طعم تاني، لكن الكنافة اليدوى موجودة صيف وشتاء".. فأشار "عم فتحي"، إلى أن الكنافة البلدى لها زبائنها الذين ينتظرونها عاما تلو الآخر، والكنافة الآلى لها زبائنها أيضا، ولكل نوع طريقة وأسلوب فى إعداده تميزه فى الشكل والمذاق والسعر، موضحا أن الكنافة البلدى هى أصل وأساس صناعة الكنافة، يتم تحضيرها بخلط الماء والدقيق وإضافة السمن البلدي، وصناعتها يدويا باستخدام الفرن البلدى الذى يحافظ على قوامها، ويضفى عليها المذاق الشهى والرائحة الذكية، بينما الكنافة الآلى يتم تحضيرها آليا باستخدام الماكينات الحديثة، التى تقضى على قوام ومذاق ورائحة الكنافة، وتفقدها قيمتها وجودتها ومذاقها الخاص، مؤكدا على أن بالرغم من انتشار محال الكنافة فى كافة ربوع محافظة الدقهلية، إلا أن الناس لا يزالون يفضلون شراء الكنافة البلدى التى تظل طبق الحلويات الأساسى لدى الصائمين على مائدة الإفطار وعند السحور، حيث تذكرهم بأيام الزمن الجميل وتشعرهم ببهجة الشهر الكريم.

 

أشهر كنفاني في مدينة المنصورة
أشهر كنفاني في مدينة المنصورة

 

الكنفاني فتحي محمد
الكنفاني فتحي محمد

 

رواد صناعة القطايف والكنافة البلدي في المنصورة
رواد صناعة القطايف والكنافة البلدي في المنصورة

 

صانع الكنافة البلدي فتحي محمد
صانع الكنافة البلدي فتحي محمد

 

صناع الكنافة البلدي
صناع الكنافة البلدي

 

صناعة القطايف
صناعة القطايف

 

صناعة الكنافة البلدي بطريقة الزمن الجميل
صناعة الكنافة البلدي بطريقة الزمن الجميل

 

صناعة الكنافة البلدي في مدينة المنصورة
صناعة الكنافة البلدي في مدينة المنصورة

 

صناعة الكنافة البلدي
صناعة الكنافة البلدي

 

صناعة الكنافة يدويا على الفرن البلدي
صناعة الكنافة يدويا على الفرن البلدي

 

عم فتحي محمد أقدم صانع كنافة بلدي في مدينة المنصورة
عم فتحي محمد أقدم صانع كنافة بلدي في مدينة المنصورة

 

عم فتحي وابنه أحمد
عم فتحي وابنه أحمد

 

فتحي محمد أشهر كنفاني في المنصورة
فتحي محمد أشهر كنفاني في المنصورة

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة