المبرأة من فوق سبع سماوات
كان من عادة النبى الكريم، إذا أراد الخروج فى سفر من الأسفار أن يقرع بين نسائه، من أجل أن تصاحبه فى ذلك السفر، فلما كانت غزوة بنى المصطلق، جاءت القرعة من نصيب السيدة عائشة رضى الله عنها، فاصطحبها معه فى السفر، وسافرت معه فى غزوة بنى المصطلق، وسميت بغزوة المريسيع، وجاءت قصة حادث الإفك، عندما فرغ النبى من غزوته تجهز الجيش للمسير، فأرادت السيدة عائشة قضاء بعض حوائجها، ثم عادت لتجد نفسها قد فقدت عقدا، فلما ذهبت تبحث عنه سار الركب، وعادت السيدة عائشة، وجلست فى مقامها تنتظر عودة من يسأل عنها، فأخذها النعاس فنامت، فإذا بالصحابى صفوان بن المعطل يلحظها، وكان مأمورا بالتأخر عن الجيش لاستطلاع الطرق وإخبار الجيش إذا ما أراد الأعداء مباغتتهم من الخلف، فأتى إلى السيدة عائشة فعرفها، وأناخ لها الجمل فركبت، والتحقا بالركب.
وفاة الرسول على صدر السيدة عائشة
نالت السيدة عائشة رضى الله عنها، شرفا عظيما بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجرتها وفى بيتها وعلى صدرها، فعندما مرض النبى مرضه الأخير، كانت رغبته أن يُمرّض فى بيت عائشة، فأذنت له زوجاته، فظل النبى الكريم فى بيت السيدة عائشة حتى توفى، وفى يوم الوفاة دخل عبدالرحمن بن أبى بكر وبيده السواك، وعائشة مسندة النبى محمد إلى صدرها، فرأته ينظر إلى عبدالرحمن فعرفت أنه يحب السواك، فقالت: آخذه لك، فأشار النبى برأسه «نعم»، فناولته فاشتد عليه، فقالت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته، ودفن النبى صلى الله عليه وسلم فى حجرة السيدة عائشة فى المكان الذى توفى فيه.حياة السيدة عائشة بعد وفاة النبى
بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم واختيار أبى بكر خليفة للمسلمين، لزمت السيدة عائشة حجرتها، ولما أراد أزواج النبى أن يرسلن عثمان إلى أبى بكر يسألنه ميراثهن من النبى محمد، استنكرت السيدة عائشة وقالت لهن: «أليس قد قال رسول الله لا نُورَثُ ما تركنا فهو صدقة»، ولم تطل خلافة أبى بكر، فحضرته الوفاة بعد سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال من خلافته، وقد أشرفت عائشة على مرض أبيها، وقد أوصى أبو بكر السيدة عائشة أن يدفن بجوار النبى محمد، فلما توفى حفر له فى حجرة عائشة، وجُعل رأسه عند كتفى النبى محمد، بعد وفاة أبى بكر، كرّست السيدة عائشة حياتها لنشر الدين الإسلامى، فكانت تروى الحديث وتفتى فى أمور الدين.وفاة السيدة عائشة
بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى بسبعة وأربعين عاما، توفيت السيدة عائشة رضى الله عنها ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة 58 من الهجرة الموافق 678 من الميلاد فى خلافة معاوية وهى ابنة ستة وستين سنة ودفنت بالبقيع، وصلى عليها أبو هريرة رضى الله عنه.