مغامرات فلة وريحانة.. عُمر وإتقان العمل.. الحلقة 4

الثلاثاء، 05 أبريل 2022 02:30 م
مغامرات فلة وريحانة.. عُمر وإتقان العمل.. الحلقة 4 فلة وريحانة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
داخل غرفة مراقبة الأحلام جلس فلة وريحان يراقبان على الشاشة عشرات الأطفال الذين يستعدون للغرق في النوم ليقررا من يحتاج زيارتهما خلال هذه الليلة، كان يدققان في ملامح الأطفال على أسرتهم، يبحثان عن أي مظاهر للخوف أو الحزن أو القلق، حين أشار ريحان إلى واحدة من الصور، وقال لـ«فلة»: يبدو أننا بحاجة لزيارة عُمر الليلة يا فلة، انظري لقد تظاهر بالنوم حين دخلت أمه لتفقده وبمجرد أن غادرت واصل بكائه المكتوم. بتعاطف ردت فلة «آه يا صغيري ترى ماذا يزعجك؟ لنقترب منه يا ريحان».
 
قرب ريحان صورة عُمر وأنصتا لصوت غمغمته من بين بكائه «كلما فعلت شيئًا يكون لأبي او أمي ملاحظات عليه.. دائمًا يعاتبونني.. أنت لم تتقن ترتيب الملابس يا عُمر.. لم تنظف الطاولة بإتقان.. لم تكتب الواجب بإتقان.. لماذا يدققون في التفاصيل الصغيرة التي لن تشكل فارقًا أبدًا؟ لماذا يفعلون هذا معي؟». عضت فلة على شفتيها وقالت «اوه.. يبدو أننا فعلاً بحاجة لزيارته الليلة». غرق عُمر في النوم ولم تجف دموعه بعد فتسلل ريحان وفلة إلى أرض أحلامه. أخذت فلة بيديه بينما طار ريحان في الهواء في وضع أفقي وقد تحول سنه إلى لهيب صاروخي وحين اقتربت فلة مع عُمر منه طار على ارتفاع منخفض ليمكنهما الركوب على ظهره. وقالا لعمر بصوتٍ متحمس «هيا يا صغيري سنذهب في رحلة إلى حلم طفل آخر»، انطلق ريحان وفوق ظهره فلة مع عُمر الذي تشبث في ظهرها ببعض القلق. وصلا إلى غرفة طفل آخر كان يتفقد الأموال التي ادخرها في حصالته ويقول بفرحة «أخيرًا سأشتري اللعبة التي ادخر لأجلها لسنة كاملة أنا سعيد جدًا»، دخل والد الطفل لغرفته وسأله «هيا يا ماجد هل أنت مستعد؟» أومأ الطفل إيجابًا وانطلق ليلحق بوالده في حماس.
 
بعد نحو ساعة كان الطفل ووالده جالسين في غرفته وأمامه أجزاء اللعبة التي يتوق كثيرًا لتجربتها، وقد جمعا معظم أجزائها وكان الأب يطالع الكتالوج الخاص بها وتعليمات تركيبها بعناية وبدت على وجهه الحيرة، سأله الطفل في قلق «ماذا حدث؟ لماذا تعطلنا يا أبي» أجاب الأب «لا أعرف يا ماجد يبدو أن هناك خطأ ما ينقصنا الآن قطعة بطول 2 سنتيمترًا ليكتمل تركيب اللعبة وليس لدينا إلا قطعة طولها سنتيمترًا ونصف» توتر الطفل وسأل «ألا يمكن أن نشغلها هكذا؟ إنه مجرد نصف سنتيمتر لن يشكل فارقًا» أجابه الأب بأسف «لن يتم التركيب بهذه الطريقة إنها لعبة دقيقة للغاية»، شعر الطفل بحزن شديد وانكسار وهو يقاوم دموعه ويقول لوالده «ولكن يا ابي.. إنه عيد ميلادي لقد انتظرت سنة كاملة ! كيف لخطأ صغير كهذا أن يفسد كل شيء؟».
 
شعر عُمر بالأسى تجاه الطفل وبدا عليه الفهم، إلا أن فلة وريحان قرر أن يواصلا الرحلة، اصطحباه إلى غرفة طفل آخر يرقد على سريره محاطًا بالضمادات وأمه تبكي وهي تحكي لصديقتها على الهاتف كيف أنه كاد أن يفقد حياته لأن شخصًا بلا ضمير لم ينه عمله بإتقان في المول التجاري ولم يجفف الأرضية بشكل جيد فانزلقت قدما الصغير وتدحرج على السلالم، تعاطف عُمر مع الطفل مرة أخرى، واقترب منه فشعر بالرعب حين اكتشف أنه ينظر إلى نفسه. خبطت فلة ريحان على كتفه وقالت له بغضب «لا يا ريحان لقد تماديت كثيرًا» ثم محت هذا الجزء من الحلم وقالت «هذا يكفي أعتقد أنه فهم الآن».
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة