كثيرا ما وقع نجوم الزمن الجميل ضحية للعديد من المقالب خلال شهر إبريل تحت مسمى كذبة إبريل، وكان بعضهم يتفنن فى إتقان تدبير هذه المقالب لدرجة كبيرة ، بل كان صانع المقلب أحياناً يظل مجهولاً بالنسب للضحية الذى صدق هذا المقلب دون أن يعرف من الذى دبره حتى بعد اكتشاف أنه وقع ضحية لحيلة وكذبة من كذبات ومقالب إبريل.
وكان من بين النجوم الذين وقعوا ضحية لمقالب إبريل الفنانة الكبيرة نجاة والتى تعرضت لمقلب ساخن فى بداية مشوارها وتحديداً عام 1952، وبعد حريق القاهرة التى شهدت الفترة بعده كساداً عانى منه أهل الفن.
ووقتها تلقت نجاة الصغيرة اتصالاً من أحد الاشخاص يطلب منها أن تحيى هى وفرقتها حفل زفافه واتفق عها أن تنتظره هى والفرقة الساعة 12 ظهراً ليمر عليها ويصطحبهم إلى مكان الحفل، وأكد لها المتصل أنها ستحصل على أجرها وأجر الفرقة قبل أن تنتقل من مكانها.
وفى الموعد المحدد استعدت نجاة وفرقتها، ووصل رسول من طرف صاحب الحفل ، وذكر لها أنه جاء ليصطحبها هى وفرقتها إلى منزل العريس، وبالفعل انتقلت نجاة وفرقتها مع الرجل ونسيت أن تحصل منه على الأجر قدماً كما اتفقت مع صاحب الحفل.
وأمام أحد البيوت القديمة وبعد لف ودوران لأكثر من ساعة طلب الرجل من التاكسيات التى تقل نجاة وفرقتها الانتظار مؤكداً أنهم وصلوا لمكان الحفل، وأن عليهم أن ينتظروا حتى يخرج صاحب الحفل لاستقبالهم، ودخل الرجل من الباب ولم يخرج.
وانتظرت نجاة وفرقتها لمدة اقتربت من نصف ساعة ولم يخرج لهم أحد، وحينها شعرت الفنانة الكبيرة بالقلق، فنزلت من السيارة واتجهت نحو الباب الذى دخل منه الرجل، وشعرت بالصدمة حين رأت أن هذا الباب مجرد مدخل لزقاق طويل لا نهاية له ، وأنه لا يوجد أى حفل زفاف فى المنطقة، وهنا أدركت أنها وقعت ضحية مقلب ساخن، وتذكرت أنها لم تحصل على أى مبلغ مما اتفقت عليه مع صاحب الحفل المزعوم ولا حتى عربون، واتجهت نحو السيارات التى تقل أعضاء الفرقة وهى تجر أذيال الخيبة ولا تعرف ماذا تقول لهم، وبصوت منخفض طلبت من التاكسيات أن تتجه عائدة إلى المنزل وسط ذهول أعضاء الفرقة .
وحين وصلت نجاة إلى البيت ظلت تضحك من شدة الغيظ والصدمة وهى تخبر أعضاء الفرقة بأنها وقعت ووقعوا معها ضحايا لمقلب وكذبة إبريل، وهو ما أصاب أعضاء الفرقة بالغيظ والصدمة بعد أن كلفهم هذا المقلب أجرة التاكسيات دون أن يحصلوا على أى مقابل، واستداروا جميعا فى حسرة متجهين إلى بيوتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة