سجل عميد الأدب العربى طه حسين كثيرا في رواياته مقاطع من الحياة الاجتماعية وخص بالذكر منها ما ذكره في "الأيام" التى تعد سيرة ذاتية لما لاقاه وعاشه، وقد ذكر شهر رمضان في حكاياته التي تخللت سيرته الأولى حين قال: "ولكن رمضان أقبل، وكان الناس يجتمعون في ليالي رمضان عند رجل من أهل المدينة وجيهٍ يعمل في التجارة، وكان سيدنا يقرأ القرآن عند هذا الرجل طوال الشهر، وكان الصبي يرافق سيدنا ويريحه من حين إلى حين بقراءة سورة أو جزءٍ مكانه، فقرأ ذات ليلة وسمعه هذا المفتش، فقال لأبيه: إن ابنك لشديد الحاجة إلى تجويد القرآن. قال الشيخ: سيجوده متى ذهب إلى القاهرة على شيخ من شيوخ الأزهر، قال المفتش: فأنا أستطيع أن أجود له القرآن على قراءة حفصٍ، حتى إذا ذهب إلى الأزهر كان قد ألمَّ بأصول التجويد، وأعده بذلك للأزهر إعداداً صحيحاً".
وفى كتاب مرآة الإسلام الذى لاقى استحسانا كبيرا والذى أفرد فيها أبوابا للقرآن والسيرة قال عن فلسفة الصيام في رمضان: ولكن هذا الصيام الذي بينه الله وبين ما رخص فيه لمن كان مريضا أو على سفر لم يفصل في القرآن كل التفصيل فالناس يألفون أشياء كثيرة في حياتهم كلها مباح لهم ولم يحظر الله على الناس من هذه الأشياء إلا الطعام والشراب والرفث وفصل النبى للمؤمنين سائر ما يجب عليهم أو يحسن بهم أن يجتنبوه وما لا حرج في أن يأتوه وقل مثل ذلك في الحج وكل ما أمر الله به".
ويضيف في صفحة 103 من كتابه: "فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم إذن أول مفسر للقرآن وهو فسر القرآن بالقول والعمل ولأمر جعلت كتب الحديث بين أبوابها بابا نقلت فيه ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو عمل بمناسبة سورة أو آية من القرآن".