الإعلامى محمد مرعى نائب رئيس الإذاعة الأسبق ورئيس صوت العرب السابق فى حوار مع "اليوم السابع": أصعب موقف عندما غطيت زيارة جمال عبد الناصر لليمن وكنت بمفردى.. و"تيليستار" مثل نقطة تحول في مسيرتى الإذاعية

الجمعة، 08 أبريل 2022 11:00 م
الإعلامى محمد مرعى نائب رئيس الإذاعة الأسبق ورئيس صوت العرب السابق فى حوار مع "اليوم السابع": أصعب موقف عندما غطيت زيارة جمال عبد الناصر لليمن وكنت بمفردى.. و"تيليستار" مثل نقطة تحول في مسيرتى الإذاعية الإعلامى محمد مرعى نائب رئيس الإذاعة الأسبق
حوار / أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

هو واحد من أبرز علامات إذاعة صوت العرب، عاصر أحداث تاريخية هامة ليس فقط في تاريخ الإذاعة بل في تاريخ مصر، يتميز بأنه مذيع شامل حيث قدم برامج لا تنسى في تاريخ ماسبيرو، وأخرج أيضا العديد من البرامج والمسلسلات الدرامية، واتسمت برامجه بالاهتمام بالخيال العلمى، وكان أول من يتولى منصب رئيس شبكة صوت العرب بجانب نائب رئيس الإذاعة، إنه الإعلامى الكبير محمد مرعى.

 

خلال حوارنا مع الإذاعى الكبير محمد مرعى، تحدثنا عن كيف كانت بدايته في الإذاعة، وأبرز من دعمه في بداية مشواره الإعلامى؟، وأصعب المواقف التي عاشها خلال عمله الإذاعى، ودوره في إنشاء إذاعة القرآن الكريم في الإمارات، بجانب تميزه في المسلسلات الدرامية وأبرز مواقفه مع الفنانين، الكثير من القضايا والموضوعات الأخرى في الحوار التالى..

 

كيف أثرت عليك ثورة 23 يوليو 1952؟

تأثر جيل الخمسينيات والستينيات بثورة 1952 وتحمس لمبادئ الثورة واستمر هذا الجيل إعلاميا في مناصرة حركات التحرر العربى شرقا وغربا.

الإعلامى الكبير محمد مرعى
الإعلامى الكبير محمد مرعى

 

قمت بدور المذيع لنشر الأخبار في مدينتك المحلة الكبرى من خلال ميكروفون وعربة حنطور بعد استهداف العدوان الثلاثى محطة إرسال الإذاعة.. احك لنا عن هذا الموقف؟

عندما كنت طالبا في الجامعة وبالتحديد بالسنة الثانى بالجامعة في عام 1956 وخلال العدوان الثلاثى على مصر، حيث توقفت الدراسة بالجامعات خلال فترة العدوان، ووقتها ضرب العدوان الثلاثى، محطات إرسال الإذاعة وتعطلت الإذاعة لفترة من الزمن فعدت إلى بلدى بالمحلة الكبرى وتواصلت هيئة تحرير مع الشباب العائد من الجامعات وقالوا لنا "نريد نشر أخبار نضال شعب  بورسعيد ضد الاستعمار البريطاني للشعب المصرى"، وبالفعل بدأنا إذاعة بدائية عبارة عن عربة حنطور واختارونى أنا وصديقا لى لتقديم تلك الإذاعة.

 

وكيف كنتم تقدمون نشرات إذاعية على الحنطور؟

كانت تأتي لنا أخبار الحرب وانتصارات شعب بورسعيد وكنا نكتبها ونجوب بالعربة الحنطور التي كانت مزود بسماعة "هورن" ونجوب شوارع المحلة الكبرى وحاراتها بهذه الإذاعة المتنقلة، وفى نفس الوقت كانت تعد إذاعة تنموية وهى مبتكرة للغاية لفكرة الإذاعات الإقليمية التي تم إنشائها فيما بعد، وفى تلك الإذاعة البدائية بالمحلة الكبرى كنا نبلغ الناس بالأماكن المتوافر فيها السلع التموينية فكانت إذاعة خدمات وليست إذاعة اخبار فقط ولم يخطر ببالى حينها أننى سأكون مذيعا في الإذاعة المصرية.

 

كيف جاءت بدايتك في الإذاعة المصرية؟

تخرجت في البداية عام 1959 من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس، وعملت لمدة عام في التدريس بوزارة التربية والتعليم حتى بداية الستينيات، وفى عام 1960 ظهر إعلان بإحدى الصحف حول طلب الإذاعة لدفعة جديدة من المذيعين ومقدمى البرامج وكان من ينشر الإعلان ديوان عام الموظفين ووضعوا شروط أن يكون المتقدم خريج شهادة عليا في أي تخصص من التخصصات .

 

هل لم يشترط أن يكون من خريجى أقسام الإعلام؟

لم يكن في ذلك الوقت كليات إعلام على الإطلاق في أي جامعة من الجامعات المصرية، واستمر الأمر فترة طويلة حتى تلقيت خطابا من الإذاعة حول موعد الاختبار التحريرى.

شهادة تقدير للإعلامى محمد مرعى
شهادة تقدير للإعلامى محمد مرعى

 

كيف كانت طبيعة الاختبار التحريرى بالإذاعة حينها؟

الامتحان كان عبارة عن ترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية والعكس وكتابة موضوع في السياسة العامة والسياسة الدولية وحينها ذهبت للاختبار في الموعد وكان هناك عدد كبير متقدم للاختبار وعلمت أن حوالى 1000 خريج من الجامعات المصرية في ذلك الوقت تقدموا للاختبار.

 

وماذا حدث بعد ذلك؟

بعد فترة تلقيت خطاب من الإذاعة أيضا أخبرونى أننى نجحت في الاختبار التحريرى وأننى مطلوب أن أحضر لمقر الإذاعة من أجل اختبار الصوت والمعلومات العامة والاختبارات الشفوية والمقابلات وتم تحديد الموعد وذلك بعد فترة طويلة.

 

من كان يرأس لجنة اختبارات الإذاعة حينها؟

اللجنة كان يرأسها رئيس الإذاعة الأسبق عبد الحميد الحديدى ومعه طه نصر رئيس الهندسة الإذاعية والدكتور مهدى علام عميد كلية الأداب جامعة عين شمس، وهذه اللجنة الثلاثية اجتمعت مع المتقدمين 3 مرات للتصفية من أجل الاستقرار على عدد 20 هم المطلوبون للتعيين وكان الاختبار في الصوت والمعلومات العامة والأداء أمام ميكروفون ، وبعد عدة اختبارات استغرقت فترة طويلة استقروا على الـ 20 متقدما، وفى نهاية عام 1960 كنا قد انتهينا من الاختبارات وتم تعيننا بالإذاعة، وكنا 7 مذيعين هواء ونشرات اخبار والباقين 13 مقدمى برامج، ودفعتى الـ 7 مذيعين كانوا الزملاء الراحلون صالح مهران وحسن شمس وصلاح حجازى ومكرم البلاسى وفؤاد فهمى ومتعه الله بالصحة عبد الوهاب قتاية وأنا.

 

كيف تم تدريبك بعد نجاحكم في اختبارات الإذاعة؟

التدريب كان في إذاعة القاهرة وهى إذاعة البرنامج العام حينها واستمر التدريب سنة أخرى ، وتدربنا صامتين تحت أيدى رواد الإذاعة أحمد فراج ونبيل بدر وعايدة شكرى والسيد غضبان وسعاد حسن وصبرى سلامة وفاروق شوشة كانا في الدفعة التي سبقتنا، وكان جدول عمل المذيعين يضم المذيع الرائد المسئول عن استوديو الهواء الذى كان بالطابق الخامس بمبنى الشريفين العريق مقر الإذاعة المصرية القديمة، وكان المذيع الرائد هو من يسير العمل بالاستوديو من قراءة نشرات الأخبار إلى تقديم الأغانى والفقرات المختلفة وكانت الجدول أيضا يضم المتدرب الذى كان واحدا منا نحن الـ 7.

 

هل كانت لكم مهمة بعينها خلال مرافقة رواد الإذاعة بجانب متابعة أدائهم؟

كان يسند لنا كتابة تقرير المذيعين وهو عبارة عن تقرير نكتب فيه كل ما يحدث على الهواء بالدقيقة والثوانى، كما أننا تدربنا عمليا وكان المسئول عن تدريبنا العملى ما اعتبره أعظم مذيع عربى ومصرى من حيث الصوت والأداء وهو الإذاعى الراحل الكبير جلال معوض فقد كان يمتلك حنجرة ذهبية .

 

وماذا حدث بعد انتهاء فترة تدريبك في الإذاعة؟

جلال معوض سمح لنا أن نقدم فقرات قصيرة للغاية سواء موجز أنباء قصيرة أو أغنية وبدأ صوتنا يظهر لدفعتنا الـ 7 التي تم اختيارها للتقديم على الهواء.

 

كيف جاء انضمامك لصوت العرب؟

رائد صوت العرب الأستاذ أحمد سعيد هو من اختارنا لصوت العرب عندما كان يتابع دفعتنا ويستمع لنا خلال تقديمنا بعض الفقرات البسيطة، فوجئنا برسالة منه ل 4 من الـمذيعين ال 7  يطلب مقابلتنا في مكتبه أنا وعبد الوهاب قتاية ومكرم البلاسى وفؤاد فهمى.

 

كيف كان انطباعك عن الإعلامى أحمد سعيد؟

كان أحمد سعيد شخصية مشهورة ونجم الإعلام النضالى حينها في مصر والعالم العربى، ولقد التقينا به في مكتبه وكنا سعداء بهذا الاختيار.

 

هل تتذكر نصيحة للإعلامى أحمد سعيد وجهها لكم؟

نعم أتذكر نصيحة من أحمد سعيد شرح لنا رسالة صوت العرب وكيف أن هذه الوسيلة الإعلامية مشروع ثورة 23 يوليو الإعلامى وهو فكرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر شخصيا الذى أراد أن يكون لمصر في عهدها الجديد بعد ثورة 1952 أن يكون لها إذاعة تعكس أفكار الثورة ومبادئها، وأكد لنا أحمد سعيد أن هدف صوت العرب ليست ترفيهيا ولكن هدف نضالى ولكن بجانب البرامج السياسية النضالية التي تساعد الشعوب العربية في كفاحها ضد الاستعمار ، فإن صوت العرب يهتم أيضا بالجانب الترفيهى، فمن أشهر برامج صوت العرب حينها تاكسى السهرة مثل برنامج أضواء المدينة الذى كان يذاع في البرنامج العام وكان هناك ما يطلبه العرب.

 

الإذاعى محمد مرعى
الإذاعى محمد مرعى

 

كنت صاحب فكرة مهرجان السمسمية.. كيف جاء هذا الأمر؟

جاءت فكرة مهرجان السمسمية عندما اختارنى رئيس الإذاعة حينها أمين بسيونى لرئاسة إذاعة القناة وكان مقرها الإسماعيلية، وقبلها كنت أعمل في إذاعة صوت العرب منذ عام 1962 حتى عام 1988 وخلال رئاستى لإذاعة القناة، فكرت في إقامة مهرجان السمسمية ليكون مهرجانا سنويا تشارك فيه فرق السمسمية من الـ 3 محافظات بالقناة ومنح جوائز للفرق الفائزة وكنا ننظم احتفالا كبيرا وكان يحضره المثقفون وكبار الفنانين والشخصيات التي كانت تنتمى لمدن القناة مثل عبد الرحمن الأبنودى وسكينة فؤاد وعدد كبير من أستاذة الجامعة المتخصصين في الفنون الشعبية.

 

ما هي أبرز البرامج التي قدمتها وكانت قريبة إلى قلبك؟

بعد تقديمى لنشرات الأخبار والفقرات المختلفة على الهواء، بدأ يستهوينى تقديم البرامج فقدمت برنامجا اعتبره من أهم البرامج التي قدمتها في حياتى، حيث مثل نقطة تحول في حياتى الإعلامية وهو برنامج "تيليستار" والذى قدمته في السبعينيات من القرن الماضى.

 

لماذا يعد هذا البرنامج نقطة تحول في مسيرتك الإذاعية؟

البرنامج كانت فكرته تعتمد على الخيال المرتبط بالواقع ولم يكن هناك هناك أقمار صناعية إعلامية تذاع فيها القنوات الفضائية فجاء إلى ذهنى وأنا في صوت العرب فكرة برنامج تقوم على أن هناك مركبة فضائية تنطلق من صوت العرب وتطوف حول العالم وتنقل للقاعدة الأرضية أهم النشاطات الثقافية والاجتماعية والفنية وكان نقل درامى وليس سردى وكنت أحضر في البرنامج ممثلين وأترجم الخيال لواقع وكنت أخرج البرنامج وعمل معى مجموعة كبير من ممثلين مصر وكان لى مساعدة وهى الفنانة سميرة عبد العزيز وكانت حينها في بداية مسيرتها الفنية، واخترت مندوبا للبرنامج وهو محمود التونى، ودخلت من خلال هذا البرنامج عالم الدراما وأصبحت مخرجا للدراما الإذاعية.

 

كيف جاء إخراج للمسلسل الإذاعى نبع العمر الجميل؟

مسلسل "نبع العمر الجميل" حصلت من خلاله على الجائزة الذهبية كأحسن مخرج في أول دورة لمهرجان الإذاعة والتليفزيون وكان معظم المسلسلات الدرامية التي أخرجتها يغلب عليها جانب الخيال ، وهذا المسلسل قام ببطولته سمير غانم وإسعاد يونس وخالد النبوى والذى كان في بداية مسيرته الفنية وفكرته كانت طريفة للغاية وكان يكتبه فاروق صالح أحد أبرز مؤلفى الدراما الإذاعية، وحصل على جائزة أيضا وفى مجال إخراج الدراما الإذاعية وكما هو الحال مع برامجى الإذاعية الأخرى كنت مهتما بالمقدمات "التيترات" بحيث تكون جذابة وكنت حريصا جديا على صناعة التيترات بصورة جيدة وكانت الموسيقى المستخدمة فيها مؤلفة خصيصا بما يتفق مع طبيعة العمل ولقد اخترت لمسلسل نبع العمر الجميل الملحن الكبير حلمى بكر لعمل تيتر المسلسل وكذلك الموسيقى التصويرية وقد غنى في هذا التيتر سمير غانم وإسعاد يونس.

 

الإذاعى محمد مرعى خلال تكريمه
الإذاعى محمد مرعى خلال تكريمه

 

من كان أقرب الممثلين لك خلال إخراجك للمسلسلات؟

من أقرب الممثلين محمود التونى فقد كان صديقا وأقرب الناس لى حتى وفاته، ومعظم الممثلين كانوا يعملون معى في برنامج "تيليستار" كانت هناك قاعدة في الإذاعة ألا يستعين المخرج بنفس الممثلين الحلقة التالية من البرنامج وإنما تتم الاستعانة بهم بعد عدد من الحلقات، وبالتالي معظم الممثلين في  مصر عملوا معى منهم عبد الرحمن أبو زهرة وعبد المنعم إبراهيم من خلال فيلم عودة ابن بطولة وهذه الحلقات كتبها الكاتب الصحفى والناقد والأديب خيرى شلبى .

 

أنتم عائلة فنية إعلامية بامتياز.. احك لنا عنها؟

معظم أفراد أسرتى على صلة بالفن والإعلام فشقيقى الفنان الراحل أحمد مرعى الذى يلينى فى الترتيب هو بطل فيلم المومياء إخراج المخرج الراحل الكبير شادى عبد السلام، وعدد من المسلسلات الإذاعية كما أنه قام ببطولة عدد كبير من المسرحيات والأفلام السينمائية والمسلسلات الإذاعية وشقيقى الأخر الذى يليه هو فنان الديكور الشهير الراحل صلاح مرعى وأخى الأصغر عبد المنعم مهندس ديكور، وابنتى خلود مخرجة تليفزيونية وابنى خالد مرعى مخرج سينمائى وله العديد من الأفلام مثل أسف على الإزعاج وعسل أسود وتيمور وشفيقة وعدد من المسلسلات التليفزيونية .

 

كيف ساهمت في إنشاء إذاعة القرآن الكريم بدولة الإمارات؟

عملت فى أبو ظبى فى أوائل الثمانينيات القرن الماضى وكلفتنى وزارة الإعلام الإماراتية بإنشاء إذاعة القرآن الكريم وقمت بذلك بالفعل وأشرفت عليها لفترة من الوقت بعدها عملت فى سلطنة عمان مستشارا لوزير الإعلام للشؤون الإذاعية.

تكريم الإعلامى الكبير محمد مرعى
تكريم الإعلامى الكبير محمد مرعى

 

من أبرز من دعمك خلال مشوارك الإعلامى؟

الإذاعى الحق هو الذى يعتمد على نفسه ولا يعتمد على أي أحد أخر، وأيام دفعة الستينيات علم الإعلام لم يكن متاحا لدى المذيعين الذين يعملون وكان علينا أن نعلم أنفسنا بأنفسنا.

 

هل استفدت من الرواد القدامى في الإذاعة؟

بالطبع.. ففي الإذاعة كان هناك المذيع السنيور والمذيع الجونيور والمذيع السنيور هو المذيع الأكبر ولو بيوم واحد من حيث تاريخ الالتحاق بالإذاعة والجونيور هو الصغير وكنا نستفيد جدا من كل الدفعات التي سبقتنا بلا استثناء من خلال معايشتنا معهم .

 

من كان مثلك الأعلى في المجال الإعلامى خلال بداية عملك بالإذاعة؟

كان أمامى عدة نماذج مثل أحمد فراج والذى اكتشف الشيخ محمد متولى الشعراوى وأول من قدمه للجمهور المصرى وكذلك نبيل بدر كان مذيعا عظيما من الرواد الكبار بالإذاعة، وكانت هناك الأستاذة الكبيرة أميمة عبد العزيز فكنت اعتبرها نموذجا إذاعيا، كنت استفيد من كل هؤلاء الرواد الكبار.

 

من كان مثلك الإذاعي في صوت العرب؟

كان هناك سعد زعلول نصار وأمين بسيونى في صوت العرب فهم من الشخصيات التي تأثرت بها للغاية ، وكذلك رشاد أدهم وأستاذنا الكبير الذى اختارنا لصوت العرب الإذاعى الأشهر أحمد سعيد .

 

ما هي أصعب المواقف التي تعرضت لها خلال عملك بالإذاعة؟

الإعلامى الجيد لابد أن يتصف بالجرأة والاقتحام المدروس وإذا واجهته معضلة عليه أن يبحث عن علاج لها بسرعة وبجرأة، وهناك مواقف صعبة كثيرة لعل أهمها واعتز به كثيرا أيام ثورة اليمن التى قامت في عام 1962 كان صوت العرب يرسل بعثات إذاعية تضم كل بعثة اثنين أو ثلاثة من أبنائه ليعملوا فى إذاعة صنعاء كى يعاونوا المذيعين الشباب اليمنيين ولينقلوا خبراتهم إليهم كنوع من الدعم وأرسلنى الأستاذ أحمد سعيد ضمن بعثات صوت العرب إلى اليمن أكثر من مرة وفى إحدى المرات تصادف أن تمت الزيارة التاريخية الوحيدة التي قام بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لليمن وحدث ذلك خلال وجودى بمفردى حيث أن بقية أفراد البعثة كانوا قد غادروا اليمن إلى القاهرة في إجازة وكان ذلك عام 1964 وبالتحديد في شهر أبريل.

 

وكيف تصرفت في هذا الموقف؟

اتصل بى قائد القوات المصرية باليمن ليخبرنى أن غدا هناك شخصية كبيرة للغاية ستحضر لليمن وأنه يجب على أن أحضر في المطار 6 صباحا ولم أعرف من سيأتى للزيارة حينها، وبالفعل أجريت تجربة عملية بنجاح وبالاستعانة بأجهزة إرسال واستقبال بسيطة لم تكن متوافرة بالإذاعة اليمنية في ذلك الحين، استعنت بها من قواتنا المسلحة باليمن، وفى اليوم التالى بدأت الزيارة التاريخية لجمال عبد الناصر وتمكنا من نقل تفاصيل الزيارة على الهواء، وكان هذا موقفا من أصعب المواقف في حياتى الإذاعية لأننى لم أكن أعرف من سأقدمه ولم اتخيل أن الشخصية الكبيرة هي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ونجحت في تغطية الزيارة بشكل كبير.

 

ما هي أبرز المناصب التي تقلدها خلال عملك بالإذاعة؟

ترأست إذاعة القناة التي تخاطب محافظات القناة، وكذلك رئاسة شبكة صوت العرب، وترأس معها أيضا منصب نائب رئيس قطاع الإذاعة، وكنت أول من يجمع بين رئيس شبكة إذاعية ونائب رئيس الإذاعة وكان لى مكتبين في الإذاعة، وفى التسعينيات وخلال رئاستى لشبكة صوت العرب انتخبت من مديرى الإذاعات فى الدول العربية رئيسا للجنة الدائمة للإذاعة عند إنشائها فى اتحاد الإذاعات العربية فى تونس وأعيد انتخابى لدورة ثانية، وكذلك كنت عضوا فى وفد مصر الرسمى فى مؤتمرات وزراء الإعلام العرب والدول الإسلامية ودول عم الانحياز.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة