تاريخ المقاهى فى مصر.. حكايات المقهى مع الشيشة ومتى عرفها المصريين

الجمعة، 08 أبريل 2022 09:00 م
تاريخ المقاهى فى مصر.. حكايات المقهى مع الشيشة ومتى عرفها المصريين صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المقاهي جزء أصيل من القاهرة التاريخية، تسكن فى قلب المحروسة وقلوب قاطنيها، لها منزلتها الخاصة فى عقول المصريين، نظرًا لتنوع مرتاديها وشهادتها على أحداث سياسية وثقافية مهمة، بخاصة في التاريخ الحديث، ومنذ انتشارها خلال القرن الثامن عشر، حتى توسعت في عهد الأسرة العلوية، وأصبحت جزءًا ومكانًا شبه مألوف لدى المصريون وكأنها بيتهم الثانى.
 
ومن بين أكثر ما يرتبط به الناس فى المقهى هى "الشيشة" أو "النرجيلة" والتى تمنع الآن بسبب الإجراءات الاحترازية جراء فيروس كورونا المستجد، لكن قبل منعها كانت لها شعبية كبيرة على المقاهى المصرية.
 
وتاريخ تناول الشيشة في مصر وذلك وفقا لرؤية الروائى الراحل جمال الغيطاني الذي اعتبرها نوعا من التدخين سوف يندثر في السنوات المقبلة، ويتم وضع الجوزة والنرجيلة في المتاحف ليتعرف عليها الناس، وذلك وفق ما جاء في كتاب له بعنوان "ملامح القاهرة في ألف سنة".
 
يلتقط الغيطاني خيوط حديثه حول النرجيلة والتدخين بداية من معرفة الأمريكان لمادة التبغ، قائلا: "كانت البداية من أمريكا، عندما رأي البحارة الأوروبيون هنود القارة الجديدة يدخنون هذه المادة التي تبعث دوارا خفيفا، التبغ، ومنها انتقل إلى أوروبا ثم إلى الشرق، وظهر الدخان في مصر سنة 1012 هجرية، وأثار ظهوره خلافات حادة بين علماء المسلمين".
 
وقد صدرت قرارات بمنع تدخين الشيشة والنرجيلة لعدة أسباب منها الأسباب الدينية حيث تبنى كثير من المشايخ الرأي القائل بتحريمها، ومن مواقف المنع ينقل الغيطاني عن المؤرخ المتأخر عبدالرحمن الجبرتى " أن الوالى العثمانى أصدر أمرا بمنع التدخين ونزل معه الأغا وتابع بنفسه المنع، حتى أنه كان يعاقب المدخن بإطاعمه الحجر الذى يوضع فيه الدخان بما فيه من النار".
 
ويتابع الغيطانى وصفه لهذا الآلة المستخدمة فى التدخين: 'النرجيلة مشتقه من لفظ النارجيل، الاسم الذى يطلق على ثمرة جوز الهند، يمكن القول إن ترجمته الحرفية تعنى الجوزة وهو الاسم الذى تعرف به النرجيلة الشعبية فى مصر، لأنها كانت مكونة فعلا من ثمرة جوز هند مفرغة وتثقب مرتين ثقب يوضع فوقه الحجر وثقب تنفذ من خلاله أنبوبة خشبية يتم من خلالها استنشاق الدخان الذى يمر خلال الماء الموضوع فى الجوزة نفسها".
 
وصف الرحالة والعالم الدنماركى كريستين نيبور ـ وفق كتاب الغيطاني ـ  الجوزة المصرية التى لم تتغير ملامحها حتى أوائل هذا القرن وعندما ارتفعت أسعار ثمار الجوز فاستبدل به كوز صفيح فارغ أو زجاجى وهذا ابسط الأشكال الشعبية للنرجيلة، ويدهن بواسطته المعسل وهو الدخان الممزوج بالعسل ويعرف فى المقاهى المصرية باسم البورى أو المصرى، يقول كرستين نيبور إن العامة يدخنون الجوزة للتدفئة أيضا، ولكن النرجيلة الأنيقة التى تستبدل فيها الجوزة ببرطمان زجاجى فإن كرستين نيبور يطلق عليها النرجيلة الفارسية.
 
وينتقل الغيطانى إلى حديث الرحالة إدوارد لين الذى وصف وصفا أدق للنرجيلة فى مصر، قائلا: "الشيشة كلمة فارسية تعنى زجاج، وهو الاسم الذى تعرف به النرجيلة الآن فى مصر، وهذا الاسم نتيجة الوعاء الزجاجي الذي يمليء بالماء إلى قدر معين ليمر الدخان من خلاله، ويقول لين إن التدخين يتم من خلال إنبوبة طويلة لينة "تسمى لي". 
 
عرض مؤلف "ملامح القاهرة في ألف سنة" لعدد من المقاهي التي اشتهرت بتقديم الشيشة في مدينة القاهرة في السنوات الماضية، فهناك مقهى عرابي في ميدان الجيش، ومقهى الفيشاوى فى الحسين، ومقهى نوبار الذى يغنى فيه عبده الحامولى، ومقهى الكتبخانة أمام دار الكتب، ومقهى الشيشة في شارع الجمهورية.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة