كثيرا ما يصادف الإنسان فى حياته مواقف غريبة لا يجد لها تفسيراً وقد يرجع هذا أحيانا إلى قوى خارقة أو عالم السحر وما وراء الطبيعة، وهذا ما حدث ع وحش الشاشة فريد شوقى وكتبه فى مقال نادر تحت عنوان :" أبين زين"
وقال وحش الشاشة أنه لا ينسى ما مر به حين كان فى سن 16 عاما وكان يسكن إلى جوارهم فى حى الحلمية شيخ عرف بأنه مكشوف عنه الحجاب ، وكان هذا الشيخ يشتغل بالفلك ويقرأ الطالع.
وأشار فريد شوقى إلى أن هذا الشيخ كان يحظى باحترام وتقدير ومكانة كبيرة فى الحى وكان الناس يروون عنه قصص وغرائب تصل إلى حد الأساطير.
وأوضح أن هذا الشيخ كان له ابن فى مثل سنه وكان صديقاً له ، ورآه ذات يوم يمسك بكتب والده الشيخ كى يتعلم منها قراءة الطالع ليكون خليفة لأبيه.
وقال وحش الشاشة انه استعار بعض الكتب من صديقه وكانت تتحدث عن فتح المندل، فقرأه بشغف كبير حاولاً تطبيق ما تعلمه من هذا الكتاب.
وتابع وحش الشاشة أنه ذات مرة تعرض حى الحلمية بأكمله لموجة من سرقات الغسيل سواء من أسطح المنازل أو من البلكونات والشرفات، وتقدم الجيران بعشرات الشكاوى للبوليس دون جدوى ، وهنا وجد فريد شوقى الفرصة سانحة كى يطبق ما تعلمه من الكتاب، وذهب إلى منزل جاره وهو آخر ضحايا سرقات الغسيل فى المنطقة، وأكد له أنه سوف يعرف من السارق وطلب منه أن يستدعى ابنه الصغير.
وبالفعل جلس الطفل أمام وحش الشاشة الذى وضع أمامه فنجاناً ملأه بالزيت، وأخذ يقرأ بصوت مسموع الكلام الذى حفظه من الكتاب رغم أنه لم يكن يفهم منه شيئاً، وحدثت المفاجأة، حيث صاح الولد الصغير قائلاً :"بابا أنا شايف اللى سرق الغسيل ..ده الواد فلان" ونطق الطفل اسم اللص.
وقال فريد شوقى أن والد الطفل أسرع إلى قسم البوليس وأبلغ عن اسم الشخص الذى أخبره به ابنه ، وبالفعل تم القبض عليه وكان سيئ السمعة .
وكانت المفاجأة أنه تم العثور على كل الغسيل المسروق من أبناء الحى لدى هذا اللص الذى تبين أنه يترأس عصابة لسرقة الغسيل.
واشتهر وحش الشاشة فى الحى كله بعد هذه الواقعة وبعدما كشف حرامى الغسيل ، وكان أبناء الحى يشيرون إليه كلما مر مؤكدين أنه صاحب كرامات ويستطيع قراءة الطالع وكشف المستور واللصوص، وبدأ الناس يتوافدون عليه ليقرأ لهم الطالع ويكتب لهم الأحجبة ويفك لهم الأعمال، ولكنه رفض أن يلبى كل هذه الطلبات، وبعدها اتجه للفن وترك قراءة الطالع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة