الانتخابات الفرنسية 2022.. الاستطلاعات ترجح تكرار سيناريو "ماكرون ـ لوبان" فى جولة إعادة.. المرشحة اليمينية تتخلى عن تأييد بوتين وتراهن على الاقتصاد.. والرئيس الفرنسى يحذر: انتخابها يخلق بطالة ويطرد المستثمرين

السبت، 09 أبريل 2022 09:00 ص
الانتخابات الفرنسية 2022.. الاستطلاعات ترجح تكرار سيناريو "ماكرون ـ لوبان" فى جولة إعادة.. المرشحة اليمينية تتخلى عن تأييد بوتين وتراهن على الاقتصاد.. والرئيس الفرنسى يحذر: انتخابها يخلق بطالة ويطرد المستثمرين ماكرون ولوبان
كتبت : نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

24 ساعة تفصل الفرنسيين والقارة الأوروبية عن انطلاق أولي مراحل الانتخابات الفرنسية 2022 ، والمقررة 10 إبريل الجاري ، وسط تقدم لافت للرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في استطلاعات الرأي ، رغم تضاؤل الفروق بينه وبين أقرب منافسيه مارين لوبان في الأيام القليلة الماضية.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية الفرنسية ، الرئيس الطامح للفوز بولاية ثانية إيمانويل ماكرون و11مرشح آخر، أبرزهم زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان ، والتي خاضت في الانتخابات السابقة جولة إعادة أمام ماكرون.

وفى تقرير نشرته مجلة "بولتيكو" ، لا يزال الرئيس إيمانويل ماكرون خياراً مفضلاً لغالبية الناخبين الفرنسيين ، قبل 24 ساعة من انطلاق المرحلة الأولي ، مشيراً إلى أن ماكرون كسب المزيد من الشعبية لدوره البارز في محاولات احتواء الحرب الروسية ـ الأوكرانية ، وزياراته واتصالاته مع أطرف تلك الأزمة بما فيهم الرئيس الروسي فلادمير بوتين.

وسلط التقرير الضوء علي المواقف الرمادية لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان ، والتي تأتي في المرتبة الثانية من استطلاعات الرأي ، موضحاً أن لوبان طالما أعربت عن اعجابها بالرئيس الروسي فلادمير بوتين في الماضي، إلا أنها سعت إلى إدانة الحرب الدائرة منذ 24 فبراير الماضي.

 

ماكرون يحصد نقاط الاختبار الأوكراني ويرد علي المنتقدين

وبرغم دوره في الأزمة الأوكرانية ، واجه ماكرون انتقادات من رئيس وزراء بولندا ماتيوز مورافيكي، حيث وصفه الأخير بـ"مفاوض المجرمين" بسبب اتصالاته بالرئيس الروسي فلادمير بوتين، وهو ما رد عليه ماكرون في حوار مع قناة تلفزيونية فرنسية "TF1"، قائلاً: "هذه الكلمات لا أساس لها من الصحة وفضيحة ، لكنها ‏لا تفاجئني إنهم يتدخلون في الحملة الرئاسية.. رئيس الوزراء البولندي ينتمي إلى حزب يميني متطرف وهو ‏يدعم مارين لوبان".‏

وبحسب التقرير، كان مورافيكي يشير إلى مكالمات ماكرون المنتظمة مع بوتين كجزء من جهد دبلوماسي ‏مستمر ، وإن كان غير ناجح ، لوقف الحرب.‏

وفي اليوم نفسه، دافع ماكرون مرة أخرى عن قراره إبقاء الخط مع موسكو مفتوحًا ، وحاول إعادة توجيه ‏الانتقادات نحو لوبان، وقال ، وهو يلمح بشدة إلى العلاقات السابقة للوبان مع موسكو: "أنا أقف تمامًا ‏إلى جانب خياري للتحدث إلى روسيا ، لتجنب الحرب.. ولم أكن أبدًا شريكًا [لبوتين] ، على عكس ‏الآخرين".‏

وفي جولة انتخابيه منتصف الأسبوع الماضي ، شن ماكرون هجوماً حاداً علي منافسته مارين لوبان، قائلاً : "أنا لست الشخص الذي كان راضياً عن بوتين ولست الشخص الذي تموله ‏روسيا"‏، في إشارة منه إلى تلقي لوبان تمويلات روسية في حملتها الانتخابية الماضية.

وبحسب تقرير نشرته "بولتيكو"، تعود علاقة لوبان مع موسكو إلى وقت طويل، حيث كان حزب التجمع الوطني الذي ‏تنتمي إليه لوبان لايزال يسدد قرضًا قيمته 9 ملايين يورو من بنك روسي في عام 2014 ، وغالبًا ما انحاز ‏إلى موسكو.‏

وفي الشهر الماضي ، ورد أن فريق حملة لوبان اضطر إلى التخلص من أكثر من مليون منشور للحملة لأنها ‏تضمنت صورة لها وهي تصافح بوتين في عام 2017.‏

ومع ذلك ، فإن هذه الأمور لم تزعج محاولة لوبان الرئاسية بشكل مفرط ، وقد صعدت بقوة في ‏استطلاعات الرأي منذ الحرب الأوكرانية، وفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها بوليتيكو ، من المرجح أن ‏تفوز لوبان بنسبة 22 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى ، بعد أن ضاقت الفجوة مع المرشح الأول ‏ماكرون بنسبة 27 في المائة. ‏

وبحسب الاستطلاعات، يرجح أن تخوض لوبان جولة إعادة أمام ماكرون في 24 إبريل الجاري، وهو توقع يستند إلى تراجع لوبان عن تأييد موسكو ، وإدانتها للحرب الأوكرانية بشكل واضح ، واعترافها على شاشات التلفزيون بأن الصراع قد "غير رأيها" بشأن الرئيس الروسي ، ومنذ ‏ذلك الحين تدين الحرب باستمرار.‏

 

لوبان تتخلي عن ميراث الماضي

وسعت لوبان مراراً إلى التفوق على ماكرون في تعليقاتها علي الأزمة الأوكرانية، حيث دعت يوم الأربعاء إلى طرد ‏السفيرة الروسية لدي باريس ، عندما قررت فرنسا طرد عشرات الدبلوماسيين الروس بسبب تقارير عن فظائع ضد ‏المدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية. ‏

كما تلقى منافسها اليميني المتطرف إريك زمور الكثير من الانتقادات وسط تدقيق إعلامي أكثر صرامة، فهو ‏ايضا من "معجبي بوتين" ، وقد تعثر في الأيام الأولى من الحرب ، ودعا إلى الترحيب باللاجئين الأوكرانيين ‏في بولندا بدلاً من فرنسا.‏

اعترف حليف بارز لزمور مؤخرًا بأن "المحاكمة الإعلامية لأصدقاء بوتين السابقين أضرت بنا أكثر مما ‏أضرّت بلوبان". وأضاف: "ناخبونا يتابعون السياسة عن كثب ، في حين أن الكثير من ناخبي لوبان قد ‏أغلقوا السياسة السائدة ، فهم لا يتابعون [الأخبار الدولية]."‏

وبدلاً من ذلك ، حافظت لوبان على تركيز حملتها على ارتفاع تكاليف المعيشة للفرنسيين العاديين ، ‏مدفوعةً بالتضخم وتأثير العقوبات ضد روسيا على الاقتصاد الأوروبي، بعد ان أصبح الموضوع يهيمن ‏على النقاش العام في الفترة التي سبقت الانتخابات.‏

 

"جيوب الفرنسين" ملف شائك

ومع اقتراب الحرب الأوكرانية من إتمام شهرها الثاني ، كانت الآثار الاقتصادية حاضرة بقوة في الانتخابات ، ووعود المرشحين ، حيث قالت لوبان إن أولوياتها هي الدفاع عن "القوة الشرائية للعائلات الفرنسية".

وأضافت لوبان في حوار لراديو آر تي إل الفرنسي: مع قطع واردات الغاز والبنزين [من روسيا] سيكون هناك مأساة للعائلات ‏الفرنسية.. يؤسفني قول ذلك، وأولويتي هي الدفاع عن القوة الشرائية للعائلات الفرنسية".‏

في المقابل، قال ماكرون إن سعي باريس لفرض المزيد من العقوبات ضد روسيا سيكون متزامناً مع إجراءات هامة للتوفير السلع ومصادر بديلة للطاقة ، مع مواجهة موجة التضخم العالمية.

وفى حوار مع صحيفة لو باريسيان اليومية ، حذر ماكرون من التداعيات التي يشكلها فوز لوبان علي الاقتصاد الفرنسي، قائلاً : "لو تم انتخاب لوبان، فإن برنامجها الاجتماعى سيبعد المستثمرين الدوليين، وأن برنامجها سيخلق بطالة هائلة.. الأساس الذى تعتمد عليه لم يتغير"، واصفا برنامجها بأنها عنصرى يهدف إلى تقسيم المجتمع ووحشى للغاية.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة