اقتصاد أوروبا ينزف بسبب الحرب.. ارتفاع فى الأسعار وهلع بعد اختفاء مواد غذائية.. المخابز الفرنسية: ما يحدث عاصفة كاملة.. صحيفة إسبانية: أوروبا تعانى من ظاهرة "إعادة الانكماش".. ومسئولون: لا بد من الترشيد

السبت، 09 أبريل 2022 01:00 ص
اقتصاد أوروبا ينزف بسبب الحرب.. ارتفاع فى الأسعار وهلع بعد اختفاء مواد غذائية.. المخابز الفرنسية: ما يحدث عاصفة كاملة.. صحيفة إسبانية: أوروبا تعانى من ظاهرة "إعادة الانكماش".. ومسئولون: لا بد من الترشيد ارتفاع اسعار السلع الغذائية فى اوروبا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمكنت الحرب بين روسيا وأوكرانيا من تفاقم الزيادات فى تكاليف الوقود والكهرباء والغاز والمواد الخام الزراعية، وهى أوضاع زادت بالفعل بسبب النقص والتأثير اللوجستى المرتبط بوباء كورونا، مع هذه البانوراما، المضاعفة فى المشاكل، يعيد أبطال الاستهلاك اكتشاف مشكلة كانت قد اختفت منذ عقود.

تنتشر ارتفاعات الأسعار على نطاق واسع: حيث قفز مؤشر أسعار المستهلكين إلى 9.8٪ فى مارس فى إسبانيا، وهو أعلى رقم قياسى منذ عام 1985، و 7.9٪ فى ألمانيا، وهو أعلى مستوى منذ إعادة التوحيد فى عام 1990 أو 4.7٪ فى فرنسا، وهو رقم لم تشهده منذ الثمانينيات.

قال ديدييه بودى، رئيس اتحاد شركات المخابز الفرنسية (FEB)، ووفقًا لصحيفة لو باريسين Le Parisien : "فى اللغة الإنجليزية، نسمى هذه" عاصفة كاملة، وقال "لم أر هذا من قبل: فى وقت قصير فقط علينا أن نشير إلى صعود آخر. "

وقالت صحيفة "الباييس" الإسبانية أن هذه الظاهرة التى تعانى منها أوروبا تسمى بـ "إعادة الانكماش، محذرة من أن هناك مستهلكين يتهافتون على الشراء بكيمات كبيرة وهو ما يؤدى بطبيعى الحال إلى ارتفاع الأسعار ووجود نقص فى الكميات.

بصعوبة كبيرة وبعض الحيرة، يرى منتجو المواد الغذائية كيف تتغير الأسعار باستمرار. يشرح البعض أن أساس حساب تكلفة المنتجات يجب أن يتم على أساس شهري. إلى كل هذا، الجميع ينظمون للمبادئ التوجيهية التضخمية الجديدة. فى فرنسا، كما هو الحال فى ألمانيا، يفكر العديد من المصنّعين فى تكييف بعض وصفاتهم، على سبيل المثال استبدال زيت عباد الشمس بزيت بذور اللفت.

ويرى بعض الخبراء أن هناك الحاجة إلى حفض كمية المنتج، وتحذر تحذر السلطات، مثل المديرية العامة للمنافسة والاستهلاك ومنع الاحتيال فى فرنسا أو وزارة الاستهلاك فى إسبانيا، من الالتزامات فيما يتعلق الشفافية حول المكونات الجديدة، ووجود مسببات الحساسية، أو غيرها، تجبرهم على توصيل التعديلات بوضوح، ولكنه ليس حلاً للمصنعين إما: الوزن الجديد، أو الكمية الأخرى، أو المستحضر الجديد يعنى "عقدًا" جديدًا مع المستهلك. هذا يتطلب غلافًا جديدًا، فى الوقت إلى ارتفع فيه أيضًا سعر الورق، لعمل ملصقات جديدة.

وقالت إميلى ماير، مديرة تحيلات المستهلك فى إسبانيا " مع اندلاع الحرب فى أوكرانيا، كنا نظن أن الزيادة فى الأسعار سوف تصل إلى حوالى 3٪ ثم تتضاءل، ولكن هذا لم يحدث، مع استمرار التوقعات التضخمية حال استمرار الحرب فى أوكرانيا، والتى من المتوقع أن تصل إلى ارقام تاريخية حال استمرار الحرب فى النصف الثانى من العام.

وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إلى وجود ظاهرة أخرى هى "السقوط"، حسبما يطلق عليها فى فرنسا، بمعنى آخر، يبتعد المستهلكون عن العلامات التجارية الرائدة نحو المنتجات ذات الخطوط البيضاء أو المنتجات منخفضة التكلفة

وتعانى فرنسا، من ارتفاع فى أسعار المواد الغذائية فى فرنسا خاصة الرغيف الفرنسى الذى يتم الاعتماد عليه بشكل كامل، وذلك بسبب نقص حبوب القمح التى يتم استيرادها من روسيا وأوكرانيا، وتعد المكرونة والزيت والدقيق والقهوة والسكر والزبدة والبيض أو الدواجن، من أكثر المواد الغذائية التى ازادت اسعارها، ووفقًا للأرقام المؤقتة التى نشرها المعهد الوطنى للإحصاء والدراسات الاقتصادية فقد قفز سعر المكرونة أكثر من 13٪، والزيت والدقيق أكثر من 7٪، وبقية قائمة التسوق، بين 3٪ و 4.5٪.

وأعلنت كريستيان لامبرت، رئيسة FNSEA، خلال مؤتمر الاتحاد الزراعى، ارتفاع هائل فى سعر زيت عباد الشمس بسبب ارتفاع هذه البذور الزيتية، التى تقوم أوكرانيا ببيع نصف كمياتها فى العالم، وكذلك سعر الرغيف الفرنسى المعتمد على القمح القادم من روسيا وأوكرانيا.

فيما أكد نائب رئيس الاتحاد الوطنى لنقابة الزراعيين أرنو روسو، أن أسعار العديد من المواد الغذائية ستستمر فى الارتفاع فى الأسابيع المقبلة، بسبب الحرب بأوكرانيا، وهى الدولة المصدرة لمنتجات مختلفة على نطاق أوروبي.

وفى المانيا، أعلن المكتب الاتحادى للإحصاء ارتفاع معدل التضخم فى مارس الحالى بـ 7.3 % مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ نحو 40 عاما وفقا للخبراء. وارتفعت أسعار المستهلكين فى الشهر الجارى بنسبة 2.5 %مقارنة بفبراير الماضي.

ويعتبر العامل الرئيسى فى ارتفاع التضخم هو ارتفاع أسعار الطاقة والوقود فى أعقاب الغزو الروسى لأوكرانيا الذى بدأ فى الرابع والعشرين من الشهر الماضي.

وكان "حكماء الاقتصاد" فى ألمانيا طالبوا المستهلكين إلى توفير الطاقة. وقالت مونيكا شنيتشر، العضوة بمجلس "حكماء الاقتصاد" الذى يقدم النصح للحكومة الألمانية فيما يتعلق بالشؤون الاقتصادية: "يتعين على المواطنين الآن خفض استهلاكهم"، موضحة أنه يتعين على المواطنين الآن اللجوء إلى الاستخدام المشترك للسيارات والقيادة بسرعة أبطأ واستخدام وسائل النقل العام قدر الإمكان.

وفى إسبانيا، تواجه أزمة فى نقص زيت عباد الشمس وأول من لاحظ آثار هذه الحرب كانت المتاجر الكبرى الإسبانية التى سجلت سلوكا غير نمطى من جانب المستهكلين، وأثر ذلك على بعض المنتجات مثل زيت عباد الشمس.

 وقام العديد من المستهلكين باقتناء كميات كبيرة منه بسبب الخوف من نفاذها كأحد عواقب الحرب فى أوكرانيا، مما أدى إلى أن محلات السوبر ماركت والاسواق حددت 5 لترات فقط لكل فرد، حسبما قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية.

وأعلنت أحد الأسواق شهرة فى إسبانيا عن وضع قيود للمستهكلين، وسمحت بشراء زجاجة واحدة لكل عميل.

وتشترى إسبانيا 22٪ من الذرة التى تستوردها من أوكرانيا (حوالى 2.7 مليون طن) بينما تشترى 233 ألف طن من عباد الشمس (68٪ من الإجمالي).

وأكدت الجمعية الإسبانية للموزعين الذاتيين والأسواق الكبرى، أن بعض شركات المواد الغذائية قامت بتحديد الكميات الممكن شراؤها من زيت عباد الشمس بسبب "السلوك غير المعتاد للمستهلكين خلال الساعات الأخيرة"، وذلك بسبب الخوف من انقطاع الزيت عن الأسواق نتيجة التطورات المتسارعة فى أوكرانيا.

وأكدت وزارة الزراعة الإسبانية أن إسبانيا تستورد حوالى نصف مليون طن من زيت عباد الشمس سنويا من أوكرانيا.

وأشارت صحيفة "الكونفدنثيال" الإسبانية إلى أن حرب اوكرانيا أدت ارتفاع معدلات التضخم والصراع إلى ارتفاع أسعار السلع الزراعية، فى إسبانيا، وارتفع سعر زيت عباد الشمس أكثر من 13٪ حتى الآن هذا العام.

وقال ديفيد جونزاليس مدير احدى الشركات فى إسبانيا " لن نتمكن أن نعيش أكثر من شهر بدون زيت عباد الشمس، فسعر الكيلو كان 1.6 يورو، والان يتم عرضه ب 3.6 يورو، كما أنه يوجد نقص كبير فى الأسواق.

أما فى إيطاليا، فكانت المكرونة هى أكثر العناصر الغذائية تضررا، وحذر منتجو المكرونة فى إيطاليا من أزمة غير مسبوقة فى المكرونة بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، مما يضاف إلى التضخم وسوء المحاصيل، وارتفع سعر المكرونة 50% بسبب الحرب فى أوكرانيا، وفقا لصحيفة "لابانجورديا " الإسبانية.

وقال روبرتو ستوكونى، مدير شركة Trattoria Gioia Mia، "منذ 42 عاما لم أر مثل تلك الأزمة من قبل، فهناك ارتفاع فى أسعار المكرونة بشكل لا يصدق نتيجة للحرب فى أوكرانيا، وهذه هى أسوأ حالة مررت بها على الاطلاق".

وأشارت الصحيفة إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة أدت لارتفاع أسعار المكرونة فى إيطاليا بنسبة 50%، وهو ما أدى إلى انتشار المخاوف على المكرونة الإيطالية التى تعتبر الطبق الرئيسى فى المطاعم الإيطالية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة