أعلن الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى فى تصريح صحفى أنه لا يزال يعول على المفاوضات مع روسيا، وقال زيلينسكى فى مقابلة نشرت مساء الجمعة على الموقع الإلكترونى لصحيفة بيلد: "اليوم، ليس أمام أوكرانيا خيار آخر سوى الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
وكانت المفاوضات الروسية الأوكرانية انطلقت بعد أربعة أيام من بدء العملية الروسية الخاصة فى أوكرانيا وأفضت إلى اقتراحات سرعان ما تراجعت عنها كييف فى وقت لاحق.
وبهذا الصدد قال لافروف وزير الخارجية الروسى: "تقدم الجانب الأوكرانى أمس إلى مجموعة التفاوض بمسودة اتفاق خاصة به يبدو فيها التراجع عن أهم البنود التى تم تثبيتها خلال اجتماع اسطنبول فى 29 مارس ضمن وثيقة وقع عليها رئيس الوفد الأوكرانى (دافيد) أراخاميا".
وأوضح رئيس الدبلوماسية الروسية أن الوثيقة الأوكرانية الجديدة لا تتضمن تأكيدا على أن الضمانات الأمنية التى ستتلقاها كييف من مجموعة من الدول لن تشمل شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبل، مضيفا أن المسودة الجديدة بدلا عن هذا التأكيد تضم "عبارات مبهمة عن أى رقابة فعالة، وذلك فى حدود 23 فبراير الماضي" (أى قبل بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا).
ولفت لافروف إلى أن المسودة الأوكرانية الجديدة تقضى بطرح مسألتى القرم ودونباس على أجندة اللقاء الشخصى بين الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين والأوكرانى فلاديمير زيلينسكي، مذكّرا بأن زيلينسكى سبق أن أعلن مرارا أنه لا يمكن عقد اجتماع القمة هذا إلا بعد وقف الأعمال القتالية.
وتابع الوزير فى هذا السياق يقول: "سيطلب الجانب الأوكرانى فى المرحلة القادمة، على الأرجح، سحب القوات وسيمضى قدما فى طرح المزيد من الشروط المسبقة. هذا المخطط واضح وهو غير مقبول".
كما أشار لافروف إلى أن الوثيقة التى تم تنسيقها فى كييف تنص على أنه لا يمكن لأوكرانيا كدولة خارج تكتلات عسكرية إجراء أى تدريبات عسكرية بمشاركة قوات أجنبية إلا بموافقة جميع الدول الضامنة ومنها روسيا.
وأكد وزير الخارجية الروسى أن المسودة الجديدة بدلا عن هذا التعهد تضم عبارة أخرى يجرى الحديث فيها عن إمكانية إجراء كييف التدريبات بموافقة معظم الدول الضامنة دون ذكر اسم روسيا إطلاقا.
وشدد لافروف على أن القوات الروسية "بعد ظهور بوادر الواقعية فى الموقف الأوكراني" خلال اجتماع اسطنبول اتخذت خطوات لخفض التصعيد فى محورى كييف وتشيرنيغوف "كإشارة حسن نية ترمى للتشجيع على السير نحو إبرام تفاهمات".
وحمل الوزير كييف فى المقابل المسؤولية عن "تدبير استفزاز فى مدينة بوتشا" (فى إشارة إلى اتهام القوات الروسية بقتل عشرات المدنيين هناك)، لافتا إلى أن الغرب "سرعان ما استغلها لفرض حزمة جديدة من العقوبات" على روسيا.
كما لفت لافروف إلى وقائع تعرض عسكريين روس أسرى لـ"فظائع وحشية على أيدى النازيين الجدد الأوكرانيين"، مشددا على أن هذه التطورات تظهر عجز كييف عن التوصل إلى اتفاقات وتسلط الضوء على "نواياها الحقيقية ونهجها الرامى إلى المماطلة وحتى تقويض المفاوضات من خلال التراجع عن التفاهمات المبرمة".
وفسر عميد الدبلوماسية الروسية هذا الأمر بـ"خضوع نظام كييف لسيطرة واشنطن وحلفائها الذين يدفعون الرئيس زيلينسكى إلى مواصلة القتال".
وتابع لافروف فى هذا السياق قائلا: "بغض النظر عن جميع الاستفزازات، سيواصل الوفد الروسى العملية التفاوضية بتمرير مسودة اتفاق خاصة بنا تتضمن بشكل واضح ومفصل جميع مواقفنا ومطالبنا الرئيسية".