ورد فى التاريخ، قصص العديد من النساء اللاتى تم ذكرهن دون الإشارة إلى أسمائهن فى القرآن الكريم، وهن من نساء العالمين المخلدات، ومن بين سيدات العالمين المخلدات فى التاريخ الإسلامي سيدة الأمهات السيدة آمنة بنت وهب، أم النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
اسمها آمنة بنت وهب الزهرية القرشية، هى أم النبى مُحمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، ومات عنها زوجها عبد الله بن عبد المطلب والرسول ما يزال جنيناً فى بطنها، توفيت والرسول مُحمَّد ابن ست سنوات، حيث توفيت نحو سنة 47 ق.هـ الموافق 577م ودفنت في الأبواء وهي موضع بين مكة والمدينة المنورة.
نشأت فى أسرة عريقة النسب، مشهود لها بالشرف والأدب، ورباها عمها وهيب بن عبد مناف، وكانت تعرف "بزهرة قريش" فهي بنت بني زهرة، وقيل إنها عندما خطبت لـعبد الله بن عبد المطلب كانت حينها أفضل فتاة فى قريش نسبًا وموضعًا.
ذهب عبد المطلب بابنه عبد الله حتى أتى وهب بن عبد مناف، وهو يومئذ سيد بني زهرة سنًا وشرفُا، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب وهى يومئذ سيدة نساء قومها، ولما تزوجها عبد الله أقام عندها ثلاثة أيام، وكانت تلك العادة عندهم، وحملت آمنة بالنبى محمد.
خرج عبد الله من مكة متوجهًا إلى غزة فى الشام في قافلة بهدف التجارة بأموال قريش، وفى طريق عودتهم وأثناء مرورهم بالمدينة المنورة مرض عبد الله، فقرر البقاء عند أخواله من بني النجّار على أمل اللحوق بالقافلة إلى مكة عندما يشفى من مرضه، فمكث عندهم شهرًا، وتوفى بعدها عن عمر 25 سنة، ودفن فى دار تسمّى "دار النابغة".
كانت آمنة تحدث أنها حين حملت به أُتِيَت فقيل لها "إنّك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقعَ على الأرض فقولي "أعيذه بالواحد من شر كل حاسد"، ثم سميه "محمدًا"، وبعد أن بقي محمد في بطن أمه تسعة أشهر كاملّاً، وُلد في مكة في شعب أبي طالب، في الدار التي صارت تُعرف بدار "ابن يوسف"، وتولّت ولادته "الشِّفاء" أم عبد الرحمن بن عوف.
توفيت وهي بنت عشرين سنة، قد وافتها المنية قافلة من زيارتها لأقاربها بيثرب (المدينة المنورة حاليا) فلما بلغ الرسول محمد ست سنين خرجت به إلى أخواله بني عدي بن النجار بيثرب تزورهم به، ومعه أم أيمن تحضنه، وهم على بعيرين، فنزلت به في دار النابغة عند قبر أبيه عبد الله بن عبد المطلب، فأقامت به عندهم شهرا، ثم رجعت به أمه إلى مكة فلما كانوا بالأبواء توفيت آمنة بنت وهب، وقبرها هناك، ورجعت به أم أيمن على البعيرين إلى مكة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة