تتأهب أوساط السياسة الأمريكية لاحتمال تكرار سابقة لم تحدث سوى مرة واحدة فى تاريخ الولايات المتحدة، بتكرار سباق 2020 الرئاسي فى حال انتهى الأمر إلى مواجهة جو بايدن ودونالد ترامب مجددا فى انتخابات 2024.
قالت صحيفة ذا هيل الأمريكية إن احتمالات المواجهة الجديدة بين الرئيسيين الأمريكيين الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب فى سباق البيت الأبيض لعام 2024 أصبحت محل تركيز فى الدوائر السياسية الجمهورية والديمقراطية، مشيرة إلى أن أنصار كلا الرئيسيين يرغبان فى تلك المواجهة بشدة.
ونقلت الصحيفة عن كورى لواندوسكى، حليف ترامب الذى عمل مديرا لحملته الانتخابية فى مراحله الأولى فى سباق 2016، قوله إنه لو أجرت الانتخابات الآن، فإن ترامب سيفوز بفارق ست نقاط.
وردا على سؤال حول المرشحين الديمقراطيين الآخرين الذين قد يرغب بترشحهم فى حال لو قرر بايدن عدم السعي لفترة انتخابية أخرى، أصر على أن جو بايدن هو اختياره الأول كخصم لترامب.
وعلى الجانب الآخر من المعادلة، نقلت ذا هيل عن الديمقراطى ديك هاربوتليان، الذى عمل فى اللجنة المالية لحملة بايدن 2020 إنه يدعو أن يكون دونالد ترامب هو المرشح، وقال إنه يمثل أسوأ جوانب الحزب الجمهورى.
وكان ترامب وبايدن قد قام بزيارة ولايات رئيسية يوم الجمعة الماضى، ليقدما لمحة على الشكل المحتمل لما يكمن ان تكون عليه الحملة الانتخابية لعام 2024.
فقام بايدن بالتريج لأجندته فى مجال التصنيع فى اوهايو، وهى من الولايات التي مالت بشدة صوب الجمهوريين فى السنوات الأخيرة. بينما شارك ترامب فى فعالية فى ولاية بنسلفانيا لدهم الإعلامى الشهير د. محمد أوز، فى ترشحه لمجلس الشيوخ.
وظهر ترامب مع دكتور أوز ومعهما جيه دى فانس، الذى فاز فى السباق الجمهورى بولاية أوهايو للترشح لمجلس الشيوخ، والذى أيده ترامب أيضا.
وتقول ذا هيل إن الكثير من الأمريكيين سيشمئزون من فكرة مواجهة جديدة بين ترامب وبايدن فى 2024، وسيتذكرون التوترات العامة التي أثارها ترامب فى حملة 2020، والمناظرات الرئاسية الفوضوية والاحتجاجات التي اثارتها مزاعم ترامب بحدوث تزوير فى الانتخابات والتي وصلت إلى ذروتها بأحداث اقتحام الكونجرس فى 6 يناير 2021.
وكانت مجلة بولتيكو قد قالت فى تقرير لها الأسبوع الماضى إنه على الرغم من عدم اتخاذ قرار رسمي بشأن ترشح بايدن من عدمه فى الانتخابات المقبلة، إلا أن الرئيس قال مرارا إنه يخطط للسعى لفترة رئاسية أخرى، واتخذ مساعدو البيت الأبيض ومستشارو بايدن خطوات أولية لإطلاق مساعيه، ويعتقدون أن لديه سجل قوى وسيتغلب على المخاوف المتعلقة بعمره، حيث سيكون قد اقترب من 82 عاما فى يوم الانتخاب عام 2024، وسيتغلب أيضا على أرقامه السلبية فى استطلاعات الرأي.
وقد أعرب بعض الديمقراطيين سرا عن أملهم أن يتخذ بايدن القرار النهائى قريبا بعد الانتخابات النصفية، ليمنح حزبه وقتا للاستعداد لما يمكن أن يكون سباق تمهيدى واسع فى حال اختياره عدم الترشح.
لكن عادة ما يتخذ الرؤساء الأمريكيون قراراتهم بإعادة الترشح بعد الانتخابات النصفية، ويعود ذلك جزئيا إلى قيود تمويل الحمة الانتخابية المرتبطة بالأمر. وكان بايدن قد أجرى محادثات مرارا مع حلفائه بأنه بحاجة للترشح مجددا لمنع ترامب من العودة على المكتب البيضاوى، ويراه يمثل تهديدا وجوديا للديمقراطية الامريكية، كما أن يعتقد أنه الوحيد القادر على عزيمته، ويخطط لاستهداف أقوى لترامب مع اقتراب الانتخابات النصفية.
أما ترامب من جانبه، وكما قالت بولتيكو، ليس فى عجلة ليتحرك أول. فقد ألمح بقوة إلى أنه يرغب فى الترشح مجددا، وتحمس لعقد الفعاليات لكن المستشارين لا يتوقعون أن يتخذ قرار قبل اقتراب الانتخابات النصفية.
وفى حال خوض ترامب وبايدن المنافسة مجددا، فإن هذه ستكون المرة الثانية فى التاريخ الأمريكي التي تتكرر فيها المواجهة بين مرشحين فى سباق البيت الأبيض. وكانت الأولى عندما استطاع بنجامين هاريسون أن يتغلب على الرئيس جروفر كلفلاند فى محاولته لإعادة انتخابه عام 1888، وبعد أربع سنوات هزم كلفلاند هاريسون، ليصبح الرئيس الوحيد الذى تولى المنصب فى فترتين غير متعاقبتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة