تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها خلال العقود الماضية ضد أبناء الشعب الفلسطيني باستهداف المدنيين واغتيال الأطفال والنساء والصحفيين دون أدنى تفرقة، واللافت في كل هذه الوقائع توثيق عدسات الكاميرات لهذه الجرائم التي ارتكبتها تل أبيب بتنفيذ عمليات اغتيال ميدانى بدم بارد.
حادث استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة والتي تم إعدامها برصاصة في الرأس أطلقها قناص إسرائيلي على تخوم جنين أعادت للأذهان مشهد اغتيال الطفل محمد الدرة في عام 2000، حيث وثقت عدسة المصور الفرنسى شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر 12 عامًا، خلف برميل إسمنتي، بعد حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة حيث وثقت عدسات الكاميرات اغتيال القناص الإسرائيلي للطفل الشهيد محمد الدرة.
ووثقت عدسات الكاميرات صباح اليوم الأربعاء جريمة اغتيال قناص إسرائيل للزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة التي كانت ترتدى السترة الصحفية إلا أن جنود الاحتلال تعمدوا اغتيالها بإطلاق رصاص اخترقت رأسها، وذلك بعد أن هرعت لنجدة زميلها المصور على السمودي الذي تم استهدافه بواسطة جنود الاحتلال الإسرائيلي برصاصة في الظهر.
كانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الاسرائيلي قد اقتحمت مدينة جنين، وحاصرت منزلا لاعتقال شاب فلسطيني، ما أدى لاندلاع مواجهات مع عشرات المواطنين.
وأوضحت مصادر محلية فلسطينية أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحى تجاه الشبان والطواقم الصحفية.
وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على الزميلة شيرين أبو عاقلة، رغم أنها كانت ترتدى سترة الصحافة التى تميزها عن غيرها أثناء التغطيات.
وقال الزميل الصحفى الفلسطينى على سمودى إنه كان يتواجد برفقة الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة ومجموعة من الصحفيين فى محيط مدارس وكالة الغوث قرب مخيم جنين قبل استشهادها، وكان الجميع يرتدى الخوذ والزى الخاص بالصحفيين.
وأضاف الصحفي الفلسطينى، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت الصحفيين بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابته برصاصة فى ظهره، واستشهاد زميلته شيرين أبو عاقلة بعد إصابتها برصاصة قناص فى الرأس.
بدوره، أدان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، الأربعاء، بشدة مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي أصيبت برصاص حي صباح اليوم أثناء تغطيتها لعملية قامت بها قوات الأمن الإسرائيلية في جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وعبر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، عن خالص التعازي لأسرتها وأتمنى الشفاء العاجل لزميلها الصحفي الذي أصيب في الحادث، داعيًا إلى إجراء تحقيق فوري وشامل ومحاسبة المسؤولين مؤكدا أنه لا ينبغي أبدا استهداف العاملين في وسائل الإعلام.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الأربعاء، استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة (51 عاما) برصاص جيش الاحتلال، وإصابة الصحفى على السمودى برصاصة فى الظهر ووضعه مستقر، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلى مدينة جنين ومخيمها.
يشار إلى أن شيرين أبو عاقلة من أوائل المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، وطيلة ربع قرن كانت شيرين أبو عاقلة فى قلب الخطر لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا.
ولدت شيرين أبو عاقلة عام 1971 فى مدينة القدس المحتلة، وهى حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية.
ويعود أصل الزميلة الراحلة شيرين أبو عاقلة إلى مدينة بيت لحم ولكنها ولدت وترعرت في القدس، وانهت دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا.
درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة