توجد على المريخ مناطق شاسعة من الصقيع لا يمكن رؤيتها إلا في نطاق الأشعة تحت الحمراء من الطيف، وليس في الضوء المرئي، لأسباب لم يتمكن العلماء من تفسيرها حاليا وفقا لما نقله موقع RT.
ولكن، باستخدام بيانات من المركبة المدارية Mars Odyssey التابعة لناسا، توصل العلماء في مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع للوكالة في باسادينا، كاليفورنيا، وجامعة شمال أريزونا في فلاجستاف، أريزونا، إلى نظرية تشرح هذا الصقيع "غير المرئي" على المريخ السطحية. ويقترح العلماء أن الصقيع قد يكون مموها بالغبار، وهي فكرة يمكن أن تفسر أيضا الظاهرة الغامضة المماثلة لانهيارات الغبار على المريخ.
وبمعنى أكثر وضوحا، فإن الدراسة الحديثة تظهر أن الصقيع الأبيض-الأزرق الشبحي الذي يغطي سطح المريخ "متسخ" ومختلط بحبيبات الغبار، ما يجعل الكثير منه مخفيا عن العين المجردة.
ويتطور الصقيع على المريخ بين عشية وضحاها ويتكون من ثاني أكسيد الكربون، وهو جليد جاف بشكل أساسي، لذلك عندما تشرق الشمس، يتبخر الصقيع بدلا من ذوبانه، وتلتقط كاميرا الضوء المرئي الحساسة للحرارة على مركبة Mars Odyssey، والتي تدور حول الكوكب الأحمر منذ عام 2001، مناطق من الصقيع الأزرق والأبيض بانتظام.
وتعد مركبة Mars Odyssey مهمة المريخ الأطول عمرا لوكالة ناسا، وتحمل نظام التصوير الحراري للانبعاثات (THEMIS)، وهو عبارة عن كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء أو حساسة لدرجة الحرارة توفر رؤية فريدة من نوعها لسطح المريخ.
وعندما نظر العلماء إلى صور لسطح المريخ تم التقاطها بمركبة ناسا في الضوء المرئي، من النوع الذي تراه العين البشرية، رأوا صقيعا شبحيا باللون الأزرق والأبيض يضيء بسبب شروق الشمس.
ومع ذلك، عندما نظروا باستخدام الكاميرا الحساسة للحرارة للمركبة المدارية، ظهر الصقيع على نطاق أوسع، وفي المناطق التي لم يكن أي منها مرئيا في موجات الضوء المرئية.
وقال لوكاس لانج، المتدرب في مختبر الدفع النفاث في المشروع، في بيان: "نظريتنا الأولى كانت أن الجليد يمكن دفنه هناك. الجليد الجاف وفير بالقرب من قطبي المريخ، لكننا كنا ننظر بالقرب من خط الاستواء للكوكب، حيث يكون الجو دافئا بشكل عام بحيث لا يتشكل صقيع جليدي جاف".
لذلك لجأ العلماء إلى نظرية بديلة - فهم يشتبهون في أن ما تلتقطه كاميرا الأشعة تحت الحمراء هو "صقيع قذر" ملوث بالغبار.
ويتم إخفاء هذا الصقيع المتسخ بالضوء المرئي، لكن الكاميرا الحساسة للحرارة لا تزال قادرة على التقاط درجة حرارته الباردة.
وستفسر نظرية الصقيع هذه أيضا لغزا مريخيا آخر، وهو ظاهرة انهيارات الغبار، وأوضح العلماء وجود خطوط طويلة داكنة تمتد على طول 3300 قدم أسفل منحدرات المريخ، نتجت عن الانهيارات الجليدية التي تعيد تشكيل سفوح الجبال عبر الكوكب ببطء على مدى ملايين السنين، والتي أزالت الطبقة العليا من الثرى لتكشف عن مادة ملونة أغمق تحتها.
وحدد الباحثون الذين درسوا الصقيع "غير المرئي" أن "خطوط المنحدرات" هذه كما تُعرف، تظهر في المناطق التي بها صقيع صباحي.
لذا اقترح العلماء أن الانهيارات الجليدية قد تحدث مع تبخر الصقيع، ما يؤدي إلى إرخاء حبيبات الغبار على المنحدرات.
وشرح كريس إدواردز، عالم الكواكب في جامعة شمال أريزونا، والمؤلف المشارك للورقة البحثية، في البيان: "في كل مرة نرسل فيها مهمة إلى المريخ، نكتشف عمليات جديدة غريبة. ليس لدينا أي شيء يشبه خط منحدر على الأرض، عليك أن تفكر فيما هو أبعد من تجاربك على الأرض لفهم كوكب المريخ".