يميل الكثير من الفنانين لتجسد كل ما هو مبهر ويسر النظر، ولكن هناك بعض منهم أرادوا تجسد كل ما هو موجع وحزين تعبيرا عن حالتهم النفسية أو تجسيد لأوضاع سيئة مرة بها المجتمع مثل الصرخة، لذا سوف نستعرض فى نقاط أبرز أشكال الصرخة فى الفن التشكيلى وعلى أجساد المومياوات.
لوحة الصرخة
تعد لوحة الصرخة، من أهم اللوحات الفنية على مدار التاريخ، فهى اسم الشائع الذى يطلق على أحد أكثر الأعمال الفنية شهرة للفنان التعبيرى النرويجى إدفارت مونك رسمها فى عام 1893، وقد رسم "مونك" اللوحة بعد تجربة نفسية مر بها وكتبها فى مذكراته فقال:
الصرخة فى لوحات الفن التشكيلي
"كنت أسير فى الطريق مع صديقين لى ثم غربت الشمس، فشعرت بمسحة من الكآبة، وفجأة أصبحت السماء حمراء بلون الدم، فتوقفت وانحنيت على سياج بجانب الطريق وقد غلبنى إرهاق لا يوصف، ثم نظرت إلى السحب الملتهبة المعلقة مثل دم وسيف فوق جرف البحر الأزرق المائل إلى السواد فى المدينة، استمر صديقاى فى سيرهما، لكننى توقفت هناك ارتعش من الخوف، ثم سمعت صرخة تتردد فى الطبيعة بلا نهاية".
صرخة ابن الملك رمسيس الثالث الأمير بنتاؤر
صرخة ابن رمسيس الثالث
عن طريق تحليل الحمض النووى لابن الملك رمسيس الثالث الأمير "بنتاؤر" الذى ظهرت وهو يصرخ تعبيرا عن الفزع والهلاك ووجد الباحثون أن هناك قصة وراء هذه الصرخة، وجاءت عندما دبر مع أمه مكيدة لقتل والده الملك رمسيس الثالث وعرفت ساعتها باسم "مؤامرة الحريم"، وعقابا له تم تعذيبه، ووجدت علامات شنق حول رقبته تتطابق مع النص الموجود ببردية مؤامرة الحريم التى تسجل قصة المؤامرة على قتل الملك رمسيس الثالث.
صرخة الأميرة مريت آمون ابنة الملك سقنن
صرخة الأميرة مريت أمون
اتضح من تاريخ وفاه الأميرة مريت آمون ابنة الملك سقنن – رع وأخت الملك أحمس، أن هذه السيدة كانت تعانى من تجلط الدم وتصلب فى الشرايين فى جسدها، مما أدى إلى موتها الفجائى بنوبة قلبية، وتسبب الموت فى ميل الرأس إلى الجانب الأيمن وارتخاء عضلات الفك، مما أدى إلى فتح الفم، قد نال جسدها عناية بالغة من المحنطين على عكس ابن رمسيس الثالث، حيث قام المحنطين الذين أزالوا الأحشاء ووضعوا مواد باهظة الثمن مثل الراتنج والحنوط المعطرة فى تجويف الجسم واستخدموا الكتان الطاهر فى لف المومياء.