صدر مؤخرا للكاتب الروائي أحمد قرني عن الهيئة العامة للكتاب رواية "ساسندرا" لليافعين وهى تحكى عن الفتاة ساسندرا الفتاة الأفريقية التي تساق إلى رحلة نحو العبودية مرغمة ليحملوها على مركب متهالك لكنها تلقي برسالتها للعالم عن عذابات أبناء أفريقيا، هكذا بدأ الفتى علاء فصلا جديدا في حياته حين عثر على رسالة ساسندرا الفتاة الإفريقية السمراء التي حملوها قسرًا من ساحل جزيرة غوري السنغالية عبر البحر لينقلوها إلى بلاد الثلج في رحلة إلى العبودية فغرقت مركبها...كان على الفتى أن يحاول أن يفهم رسالة ساسندرا التي ستظهر له على هيئة حورية البحر التي تخرج له لتحثه على استكمال رحلته وإيصال رسالتها، الفتى صديق الحوريات يخوض تجربته بمهارة حين يفهم رسالة البحر ولغته.
قال العجوز:
ـ لقد اختارك البحرُ لمهمةٍ عظيمة
يجب أن تقرأ رسالته بعناية
وتتكشف الجريمة الإنسانية البشعة التي ارتكبت في حق القارة السمراء أفريقيا والتي يحاول العالم طمسها، من يعوض أفريقيا وسكانها عن عذاباتهم ومعاناتهم.. ويستغرق الفتى فى رحلته التي صنعها لنفسه. في تلك الرحلة المثيرة والمشوقة مزج فيها الكاتب الواقع بالخيال، فيكشف لنا معاناة هؤلاء البسطاء الذين نسيهم التاريخ من سكان أفريقيا ونسي عذاباتهم ولم يدهشه أن يرى أفواج الأفارقة وهم ينقلون من سواحل قارتهم السمراء ليحملوا جبرا على متن سفن الشقاء عبر مياه الأطلسي في رحلة إلى العبودية..العالم نسي هؤلاء ونسية الجريمة التي ارتكبت في حقهم وحق أفريقيا
الرواية تعيد طرح هموم أفريقيا فتجربة الفتاة ساسندرا مازالت باقية وتتكرر تجربة الرحلة المخيفة من أفريقا إلى الغرب عبر عقود إذعان تسمى خجلا عقود عمل بينما هي تجارة رقيق..الرواية صخرة في وجه العالم الذي يزعم اهتمامة بحقوق الانسان ويرفع شعار العدالة بينما يمارس الغرب في الباطن كل أشكار القهر والعبودية ضد أبناء أفريقيا...الفتى الذي خاض تلك الرحلة وعثر على رسالة ساسندرا يتعرض للمساومة من أجل شراء الرسالة لدفن ملامح الجرية ويظل الفتى يقاوم رغباته ويكتشف طاقاته ويندهش حين قالت له ساسندرا يوما ما سأظهر لك على هيئة حورية البحر
وعندما قابل العجوز عثمان بحر صرخ متسائلا:
ـ كانت هناك..رأيتها عند البحر
هل أكذب حواسي؟
ـ إذا كانت موجودةً داخلك فهى موجودة
ـ لقد رأيتها حوريةً رائعةً خرجت لي من البحر، هل تصدقني؟
ـ ولِمَ أكذبك وأنا مثلك ما زال حلمي داخلي حتى الآن منذ أن رأيتها؟
ويخوض الفتى مغامرة مليئة بالإثارة والتشويق والمتاعب رحلة مليئة بالحلم والخيال الممزوج بالواقع ربما لا يصل لكنه حاول وامتلك روح المغامرة
يذكر أن الروائي أحمد قرني قد فاز بالعديد من الجوائز العربية منها جائزة كتارا بالدوحة عن رواية " جبل الخرافات" وجائزة الشيخ خليفة بالإمارات العربية عن رواية " رسائل جدي" وجائزة الشارقة عن رواية " آخر سلالة عائلة البحار" وجائزة مصطفى عزوز بتونس في دورتين عن روايته " لا فائدة " لليافعين ورواية " لعبة الطائر العجوز" كما حصل على منحة جائزة الابداع الفني في أكاديمية مصر في روما وصدر له مؤخرا رواية " جدتي الرقمية " لليافعين بالأردن عن دار شان للنشر والتوزيع ورواية "لا أحد هنا" للكبار عن دار واو للنشر والتوزيع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة