تتميز محافظة الغربية بوجود العديد من المساجد والأضرحة الأثرية والتاريخية، والتى تعد أحد أهم المناطق الأثرية الإسلامية داخل مصر، ومن ضمن هذه المناطق، مسجد وضريح الشيخة صباح بمدينة طنطا، والذى شهد أعمال تطوير كبيرة خلال الفترة الماضية وتم العثور بداخله على مصحف أثرى يرجع تاريخه الى أكثر من 400 سنة.
وفى هذا الصدد قال إبراهيم على إمام المسجد لـ" اليوم السابع " إنه خلال فترة إغلاق الأضرحة بسبب انتشار فيروس كورونا ، قامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الآثار بتطوير ضريح الشيخة صباح، والذى يعد أحد أهم وأشهر الأضرحة داخل محافظة الغربية، ويقبل عليه الزوار من كافة المحافظات المختلفة، بل من جميع دول العالم .
وأضاف: أنه وبمقر المسجد اجتمعت لجنة من إدارة آثار الغربية بشأن معاينة المصحف الذى تم العثور عليه، وتبين أنه مصحف كامل مكون من 30 مجلدا، كل مجلد يحتوى على جزء واحد فقط من القرآن الكريم، وهذه المجلدات محفوظة داخل صندوق خشبى قديم، وغلاف هذه المجلدات من الورق المقوى بطبقة رقيقة من القماش ذو اللون الأزرق، ويتوسط كل غلاف صره غائره مزخرفه بزخارف نباتيه محوره دون بها كلمة " جزء " ، والزخارف والكتابات باللون الذهبى ، والغلاف ذو إطار مزدوج به زخارف من أشرطة طوليه وعرضية ، وبأركانه الأربعة مساحة صغيرة مربعة تحتوى على شكل دائرة .
وأضاف أن اللجنة أقرت أن كل ورقة من أوراق هذا المصحف تحتوى على عدد 11 سطرا بخط النسخ داخل مساحة مستطيلة، وجاءت أسماء الصور داخل إطار زخرفى مستطيل مزخرف بزخارف نباتية محورة متضمنة عدد الآيات كما تحتوى هوامش بعض الصفحات على علامات الأحزاب وإشارات السجدات، كما أن أسفل هوامش الصفحات اليمنى تحتوى على أول كلمة من بداية الصفحات اليسرى.
وأشارت اللجنة فى خطاب التوثيق إلى أن المصحف مطبوع طباعة حجرية "بمطبعة عامرة" كما جاء بالختم الموجود بالصفحة الأولى من الجزء الأول والجزء الثلاثون، وجاء الختم باللون الأزرق على شكل دائرة ويحتوى على طغراء قرأت باسم السلطان عبدالحميد، وقد أخذت هذه الطبعة عن نسخة الخطاط الشهير بحافظ عثمان الذى أتمها فى أوائل شهر شعبان سنة 1097 هجرية وهو مدون بأخر صفحة بالجزء الثلاثين، ولذا ترى اللجنة المشكلة أن هذا المصحف ومجلداته ذات قيمة أثرية وتاريخية وفنية تستوجب الحفاظ عليه .