تولى الفنان التشكيلى على سعيد، إدارة متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية منذ 9 سنوات، بالتحديد منذ 2014، وقد قام المتحف بدور واضح فى تقديم ثقافة الفن التشكيلى، خاصة فى زمن كورونا، ومن هنا تواصل اليوم السابع مع الفنان حول المتحف ودوره الثقافي.
وعما قدمه على سعيد فى إدارة المتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، قال منذ تولى المنصب خلال عام 2014، كان لديه الكثير من التساؤلات حول تاريخ المتحف، ولماذا يضم المتحف لوحات من الفن الأوروبى والفن المصرى القديم على عكس طبيعة المتاحف؟ حيث إن أغلبية متاحف قطاع الفنون التشكيلية مخصصة سواء كانت متحف الفن الحديث الخاص بفنون المصرية، أو متحف محمود خليل الخاص بالفن الأوروبى.
ومن هنا بدأ البحث مع فريق العمل بالمتحف إضافة إلى عمل مجموعة من المتطوعين لجمع أكبر قدر من المعلومات المتعلقة بتاريخ المتحف وكيف نشأ؟ لكن مع الأسف لم يستطيعوا التوصل إلى معلومات كافية، حتى حدث ذلك وعن طريق الصدفة ففى مخزن المتحف أثناء تنظيفه ووجدوا "كرتونة" بها العديد من الأوراق القديمة وعند قراءتها تبين أنها تضم معلومات عن تاريخ المتحف وعن أغلبية اللوحات وتاريخها ومن قام بإهدائها للمتحف فى ذلك الوقت.
وفيما يتعلق بتاريخ متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية بعد اكتشاف الأوراق، أفاد على سعيد، أولا المتحف كان يسمى متحف فاروق الأول واللوحات الأوربية تم التبرع بها للمتحف فى فترة الثلاثينات والأربعينيات من القرن الماضى، ومن قام بالتبرع لها هو الأمير عمر طوسون وأحمد على باشا وغيرهما.
ووجدنا أيضا ورقة موافقة من قبل الأديب طه حسين، وزير المعارف فى ذلك الوقت، يوافق على إهداء هذه اللوحات إلى المتحف، كما أننا عرفنا قصة الألمانى إدوارد فريد هاين، وهو قاضى ألمانى عاش فى إسكندرية تبرع بـ 17 عملا فنيا و500 جنيه لإنشاء مكتبة البلدية بالإسكندرية، وهى ملحقة بالمتحف، وتم عمل لجان مكونة من مجموعة من المثقفين والفنانين التشكيليين منهم محمود سعيد ومحمد ناجى وشارل زاهر لوضع سيناريو المتحف.
وعن الاستفادة التى تحققت من توفر هذه المعلومات، أفاد على سعيد، كنا قديما عندما نرى لوحة مكتوب عليها لوحة لفنان غير معروف، لكن الآن عرفنا أن هذا الرجل هو إدوارد فريد هاين أول مدير لمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، وهذا بالطبع أعطى ثقلا للعمل الفنى لأن المعلومات أصبحت موثقة مما يفيد الزائر والباحث.
كما أننا استفدنا من المعلومات على مدار سنة ونصف، من خلال إقامة معرض "خبيئة المتحف" وتم اختيار هذا الاسم لعمل جذب للزائر، وقمنا بعرض قصة أول بينالى عالمى افتتحه الرئيس جمال عبد الناصر عام 1955 وكان البينالى يعد من أهم ثالث بينالهات فى العالم بعد فينسيا واللوفر.
وبالنسبة لتطوير مكتبة البلدية فى الإسكندرية، أفاد على سعيد، بأن هناك تعاونا مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فالوزارة أكدت على أنها سوف تقوم بتطوير المكتبة والأجهزة خلال هذا العام 2022، كما أن هناك تعاونا أيضا مع أعضاء من قبل مجلس النواب ووزارة الثقافة لسرعة الحفاظ على هذه النوادر من التلف بفعل الأتربة، فنحن فى انتظار خطوات إيجابية.
وتعقيبا على نجاح المتحف فى تقديم مشروع "متحفك فى بيتك" زمن كورونا ولماذا لم يستكمل المشروع؟ أفاد على سعيد، فى ذلك الوقت كان العمل من المنزل، لذا رغبنا أنا وفريق العمل على تقديم لوحات فنية موثقة بالمعلومات التى تتطلب البحث والمراجعة اللغوية وأيضا الترجمة الدقيقة والاستناد على مكتبات موثقة، وكان هذا العمل يتطلب مجهودا كبيرا، وبعد ما عادت الحياة لطبيعتها أصبح من الصعب العمل على هذا المشرع نظرا لضيق الوقتـ وأن فريق عمل المتحف مكلف بتقديم أعمال معينة بداخل المتحف.
وعن فكرة ترميم بعض لوحات المتحف عن طريق مرممين بولنديين، قال على سعيد، الفكرة جاءت عندما زار سفير بولندا المتحف ورغب فى رؤية أعمال فنية رسامها فنانون بولنديون وحين رآها أرسل باحث بولندى لإمداد اللوحات بمجموعة من المعلومات عن اللوحات، والذى بدوره قام بإرسال عدد من المرممين لترميم اللوحات على أعلى مستوى، وكان ذلك بالتنسيق مع قطاع الفنون التشكيلية، وتم تبادل بين الفنانين المصريين والبولنديين فى هذا المشروع، ومن ابرز المفاجآت التى توصل لها المتحف أثناء وجود المرممين البولنديين أن الفنانين الذين قاموا برسم هذه اللوحات كانوا جنودا من الحرب العالمية الثانية من بولندا، ونحن فى انتظار إقامة معرض لهذه اللوحات التى ترممت والبالغ عددها 9 لوحات، ولكن حرب روسيا وأكرانيا أخرت فكره إقامة المعرض ومن الممكن إقامته خلال عام 2023.
وحول عمله فى الأصل كفنان تشكيلى، ما آخر عمل فنى قدمه؟ أحاب قدمت معرض بعنوان "عشبة الخلود" خلال عام 2022، وهو يدور حول حكايات أسطورية رومانية وآشورية ومزاجها بشكل عصرى، اشتغلت على العمل الفنى لمدة ثلاث سنوات، وسبب تأخرى بالطبع هو عملى مديرا فى المتحف