أنهت قذائف العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية "الحلم" الأكبر في مجال الطيران، فقد دمرت أكبر طائرة شحن في العالم من طراز أنتونوف AN-225 واضعة بذلك سطر النهاية للطائرة التي كانت في الخدمة لاكثر من 30 عاما ويعود تاريخها الى الاتحاد السوفييتي.
وأثار تدمير "الحلم" او "ماريا" باللغة الاوكرانية القلق والحزن في عالم الطيران، حيث كانت متوقفة في مطار بالقرب من العاصمة كييف، عندما تعرضت لهجوم روسي.
تعد طائرة أنتونوف 225 مريا ايقونة في عالم الطيران، فلا يوجد منها سوي نسخة واحدة في العالم وهي قادرة على إستيعاب 50 سيارة داخلها، كما تستطيع حمل مكوك فضائي على ظهرها والطيران به.
كما سجلت "ماريا" الرقم القياسي في أكبر حمولة بضائع شحنتها طائرة، وهي أكبر وأطول وأثقل طائرة شحن ذات تحميل أحادي في العالم.
وأصدرت شركة الدفاع الحكومية الأوكرانية Ukroboronprom، التي تدير طائرات أنتونوف، بياناً قالت فيه إن الطائرة دمرت ولكن سيعاد بناؤها على نفقة روسيا، بتكلفة تقدر بثلاثة مليارات دولار ويستغرق أكثر من خمس سنوات.
الوحيدة من نوعها
يشار إلى أن تلك الطائرة فريدة من نوعها في العالم، إذ يبلغ طولها 84 متراً ويمكنها نقل ما يصل إلى حوالي 250 طناً من البضائع بسرعة تصل إلى 850 كيلومتراً في الساعة.
فيما صنعت الطائرة في البداية كجزء من برامج الطيران السوفيتي، ولاسيما لنقل المكوك الفضائي "بوران"، وقد قامت بأول رحلة لها في عام 1988
وبعد سنوات عدة من عدم استخدامها بسبب نقص الموارد في أعقاب سقوط الاتحاد السوفيتي، أجريت رحلة تجريبية للنسخة الوحيدة الموجودة من الطائرة عام 2001 في جوستوميل على بعد حوالي 20 كيلومترا من كييف.
نقل المساعدات
وشغلتها إثر ذلك شركة الطيران الأوكرانية أنتونوف إيرلاينز لرحلات الشحن على الطلب، وقد كان الطلب عليها مرتفعا لا سيما في بداية تفشي وباء كورونا، حيث استخدمت لنقل الإمدادات الطبية إلى المناطق المتضررة.
صُممت الطائرة بستة محركات ، بمواصفات جعلتها أكبر وأثقل طائرة شحن في العالم ، لنقل البضائع كبيرة الحجم، بهدف تصدير وإستيراد شحنات البضائع بين الدول.
كان لها حضور هام في إيصال المساعدات الإنسانية إلي هايتي عقب الزلزال الكارثي الذي ضربها في يناير 2010، مخلفا مئات الآلاف من القتلى.
كما زادت قيمة الطائرة بشكل كبير بالتحديد في بداية أزمة جائحة فيروس كورونا عندما كانت العديد من الدول تطلب كميات كبيرة وبصورة سريعة من المعدات الطبية وخصوصا أقنعة الوجه وأجهزة التنفس الصناعي.
وبفضل البدن الهائل، والمحركات الستة العملاقة، لدي الطائرة قدرة حمولة قصوى تصل إلى 250.000 كجم.
كان التحليق الأول لها عام 1988 وبلغ إجمالي مساحة مقصورة الشحن فيها (المساحة التي توضع بداخلها الشحنات) 43 مترًا، بأبعاد 6.4 مترًا في 4.4 مترًا.
وحتى يومنا هذا، لا تزال "مريا" أثقل طائرة بنيت على الإطلاق، وتتميز بأكبر جناحين مقارنة بأي طائرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة