فى كل شارع وحارة، داخل قرية طبل بمحافظة دمياط، ترى النساء يفترشن أمام منازلهن، وفى الشوارع والطرقات داخل القرية ليقوموا بتقشير الجمبرى، فهى المهنة الأساسية لهن لتساعدهن على زيادة دخل الأسرة، "اليوم السابع" رصد النساء والفتيات داخل القرية أثناء العمل.
وفى الساعات الأولى من صباح كل يوم تستيقظ نساء وفتيات القرية للعمل، حيث أنه فى كل منزل تستيقظ الأم وتبدأ فى استدعاء جميع الفتيات والسيدات داخل كل منزل.
"قرية طبل" وتقشير الجمبرى
وفى تمام الخامسة صباح كل يوم تدخل عربات محملة بالجمبرى، حيث تقوم بتوزيع حصة كل منزل من المنازل ويضعون الكمية المحددة أمام كل منزل ويقوم الموزع بطرق الباب أو الجرس فترد سيدة المنزل "تمام"، ثم تتحرك مسرعة نحو الباب لتأخذ حصة منزلها اليومية من كمية الجمبرى المحددة لهم فى اليوم وتستدعى باقى السيدات والفتيات ويضعون الجرادل والصوانى والمقاعد المحددة لكل سيده منهم ويبدأون فى عملهم كل سيدة منهم تأخذ كمية من الجمبرى للبدء فى تقشيره.
وقالت أم محمد: "أنا فى المهنة منذ 30 عاما، أستيقظ كل يوم 5 صباحا وأيقظ كل سيدات المنزل وهم 4 ونبدأ فى التقشير، وكنت أحضر أنا الأول وأوزع على المنازل، ولكن حالتى الصحية لا تسمح الآن، وأصبحت أعمل مثل أى سيدة".
وفى منزل آخر، التقينا بالحاجة بثينة صاحبة الـ 70 عاما، والتى تعمل فى نفس المهنة مبتسمة فى كل صباح رغم كبر سنها ومعها زوجة ابنها وفتاتين من أحفادها جميعهم يعملن فى التقشير، وتقول إنها تعمل للمساعدة فى توفير دخل يومى يساعد على ظروف المعيشة.
تنشيف القشر وبيعه مرة أخرة
تقوم الحاجة بثينة، بتجميع قشر الجمبرى فى مكان واسع وتفريده فى الشمس والهواء لتنشيفه وتجميعه داخل شكائر لبيعه مرة أخرى وتقوم ببيعه للتجار بـ 3 جنيهات للكيلو الواحد، والكيلو يتم تقشيره بسعر من 3 لـ 5 جنيهات حسب حجمه وكل سيدة تقشر من 3 لـ 4 كيلو يوميا وأنشف القشر وأبيعه مرة أخرى والدنيا بتمشى والحمد لله راضيين.
الشوارع والأزقة وافتراش الحريم بالجمبرى
وفى كل شارع صغير أو كبير، تسير لترى جميع النساء يفترشن أمام منازلهن، وفى الشوارع والطرقات داخل القرية ليقوموا بتقشير الجمبرى، متحدثين بأنها كانت مهنة تساعد على دخل الأسرة، لكنها أصبحت المهنة الرئيسية لهن بعد ركود عمل الرجال فى مجال النجارة وتجارة الأساس.
سيدات قرية طبل ضربن مثل لكل سيدات مصر والعالم أن العمل والكفاح من أجل لقمة العيش هو من أعظم ما يمكن أن تقدمه المرأة لمساعدة زوجها وأسرتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة