فى حياة كل مطرب أو موسيقى أغنية أو لحن كان سببًا فى شهرته وبداية لأول خطواته على طريق المجد، وتبقى هذه الأغنية أو اللحن فى ذاكرة الفنان لا ينساها أبدًا ويظل يتذكر كل تفاصيلها وكواليسها حتى وفاته ومهما بلغت شهرته وكثرت أعماله وروائعه.
وكانت أول أغنية وضعت فريد الأطرش على طريق الشهرة هى أغنية "ياريتنى طير وأطير وياك التى لحنها وغناها فى بداياته بإحدى المحطات الأهلية، وعندما سمعها مدحت عاصم أعجب بها وبصوت فريد بشكل كبير، وعندما افتتحت الإذاعة المصرية وتولى عاصم منصب مدير الإذاعة كان فريد الأطرش من أوائل المطربين والملحنين الذين تعاقدت معهم الإذاعة وبدأ مشوار شهرته ونجوميته.
أما القيثارة ليلى مراد فغنت لأول مرة عام 1930 على مسرح رمسيس بشارع عماد الدين، وحينها غنت بعض أغانى والدها الموسيقار زكى مراد الذى كان مطرباً مشهوراً وقتها، وفى عام 1932 غنت ليلى مراد أول أغنية خاصة بها ضمن فيلم الضحايا الذى أنتجته بهيجة حافظ ، وهى أغنية يوم السفر، ولحنها محمد القصبجى وحصلت ليلى مراد وقتها على أول أجر لها وهو مبلغ 50 جنيهًا، وكانت ليلى تغنيها بعد ذلك فى الحفلات، فحققت شهرة كبيرة، وبعد افتتاح الإذاعة كانت تغنيها كل اسبوعين فى الإذاعة.
أما العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فغنى أول أغانيه الإذاعية عن الورد مع سعاد مكاوى، وذلك عندما قدمه صديقه كمال الطويل إلى الإذاعى الكبير حافظ إبراهيم، وحققت الأغنية نجاحًا كبيرًا، وأصبحت الإذاعة تذيعها كل صباح، إلا أن الأغنية التى حققت شهرة العندليب كانت أغنية "صافينى مرة" التى لحنها الموجى، وغناها حليم لأول مرة فى المسرح القومى بالإسكندرية، والغريب أن هذه الأغنية كان سيغنيها عبدالغنى السيد إلا أنه رشح حليم لغنائها.