شاعرة إماراتية تنشغل بقضايا عروبتها وإنسانيتها واتخذت من الشعر مسلكًا للتعبير عما يشغل المجتمعات العربية، هى الشاعرة والكاتبة والإعلامية شيخة المطيرى، أول شاعرة عربية تصل لوصافة أمير الشعراء فتحصل على المركز الثانى، وكانت بدايتها الأدبية مع كتابة أناشيد الأطفال، لتصدر بعد ذلك دواوينها منها "مرسى الوداد، وللحنين بقية، وأظن أنا" وغيرها من الأعمال الأدبية، وحصدها العديد من الجوائز، وخلال مشاركتها فى مهرجان الشارقة القرائى للطفل بدورته الـ 13، التقينا مع الشاعرة والكاتبة شيخة المطيرى.. فإلى نص الحوار ..
ذكرت من قبل أن الشاعر يكتشف أكثر من حياة فى التاريخ.. ماذا تقصدين؟
الشعر عالم مختلف وكثير من الناس حاولوا أن يجدوا تعريفا للشعر لكنهم لم يستطيعوا أن يجدوا له تعريفًا مانعا، بدليل أن الشاعر الكبير نزار قبانى كتب كتابًا كاملا يحاول فيه البحث عن تعريف الشعر، ولكن فى النهاية لم يصل إلى غرضه، وربما يكون هذا هو جمال الأشياء التى لا نحب أن نجد تعريفًا واضحًا لها، فبمجرد أن تجد التعريف تفقد الإحساس الحقيقى بينك وبين ما تحب، وهكذا هو الشعر أيضًا، فهو كائن له الحق فى اختيار وقت الزيارة الذى يناسبه، والكثير من الناس يسألون عن طقوس الكتابة، ولكن العكس هنا فى الشعر، فالشعر هو من يختار الطقوس التى تناسبه، وبالنسبة لى الشعر يحمل التاريخ، فالأحداث التاريخية لا نعرفها إلا من خلال الشعر، كما أنه يحمل الجغرافيا، فالكثير من الخرائط التى ارتحل إليها الشعراء لم تعرف إلا من خلال القصائد، وهناك قصائد وثقت عددا كبيرا من المدن التى اندثرت الآن، فلم يعد لها أثر إلا من خلال قصيدة أو مجموعة من القصائد، فلذلك الشعر يحمل أشياء كثيرة ويستطيع أن يقول ما لا يقوله السياسى أو المؤرخ أو الجغرافى أو عالم النفس، ولكن نعود إلى النقطة الأولى وهى العلاقة الحقيقية بين الشاعر والقصيدة، فعليه ألا يشعر أنه يكتب لأنه يقرأ أمام منصة أو يقرأ للجمهور أو يشارك فى مناسبة أو يدفع له مقابل لما يكتبه، وهذا باختصار علاقتى بالقصيدة وما تحمله من معطيات معرفية كثيرة.الشاعر قد يصل للعالمية من نافذة جائزة ما فهل هناك نوافذ أخرى يستطيع أن يشق طريقه للعالمية من وجهة نظرك؟
الجائزة هى فرص ربما تأتى وربما لا تأتى، فهناك شعراء أفضل بكثير ممن يحصلون على جائزة، وأنا خضت هذه التجربة فقد شاركت فى مسابقة أمير الشعراء وكنت أول شاعرة عربية تصل للمركز الثانى، والسؤال هنا هل هناك شاعرات أفضل منى؟ هذا طبيعى، وأنا اقرأ لشاعرات كثيرات وهن أفضل منى بمراحل كثيرة، ولكن لم تأتهن الفرصة للخروج على هذه المنصة، ولكن هذه الأشياء لحظية ووقتية فتظل عالقة فى عقول الناس عاما أو عامين أو حتى عشر سنوات ثم يذهب هذا البريق، وما يبقى هو الإنسانية الموجودة فى القصيدة، فأنا مثلا قرأت ذات مرة قصيدة فى إيطاليا باللغة العربية وعندما ترجمت خلال الجلسة التى كانت مشاركة بين شاعرات الإمارات وإيطاليا، وجدت الإيطاليات يبكين لتأثرهن بالقصيدة، لأنها تحمل جانبا إنسانيا، فأغلب قصائدى تدور حول قضايا الوطن العربى والأطفال، فما الذى نحتاجه بشكل حقيقى فى حياتنا، فأعتقد أن القضايا التى يكتبها الشاعر هى التى تصفه وهذه هى المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية فهى الترجمة، لأن الترجمة تحمل جزءا من تلك المعانى أو المشاعر، وهنا فى إمارة الشارقة قامت هيئة الشارقة للكتاب بمبادرة متميزة وترجمت اكثر من 70 كتابًا من العربية للغات مختلفة وتم وضع تلك الكتب فى المكتبات الوطنية فى أى دولة تزورها الشارقة، فأنت وصلت جزءا من إبداعك، ولكن دعنا نقول من الذى سيقرأ وكيف سيتفاعل مع هذا النص ربما الحكم الآن فى العالم الافتراضى جعل التفاعل أكثر، فمن السهل أن نبحث ونصل للشاعر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.هل تفضلين أن يكون الشاعر معلوما بالنسبة للقارئ؟
أنا أحب دائما أن تبقى الأمور غير معروفة وأن يتأثر هذا القارئ ربما وهو لم يخبرنى أو يعرفنى ولكن يكفينى أنه بينه وبين نفسه ربما تألم أو شعر أننى كتبت شيئًا يشبهه، وقد حدث لى موقف مشابه فى الوطن العربى عندما وصل ديوانى الأول إلى مدينة القدس وتمت مناقشته هناك من خلال مجموعة تقرأ الدواوين الشعرية بكل حيادية، وعندما قرأت الخبر أسعدنى لأنهم تحدثوا عما كتبت دون أن يعرفونني، وبكل حيادية قالوا ما يعجبهم وما لا يعجبهم فى الديوان، ولكن فى نهاية الأمر أسعدنى ذلك للغاية.فى ظل التكنولوجيا الحديثة التى نعيشها الآن هل السوشيال ميديا أفادت الشعراء؟
إلى حد كبير نعم، لأن بعض الشعراء لم يجد منصة، فهناك من يخشى أن يقول إننى شاعر وأريد أن أشارك فى فعالية ما، فهو يجد أن الطريق الأنسب هو أن يضع شعره ويصل للآخرين من خلال منصات التواصل الاجتماعى، وهذه كانت طريقة لوصول بعض الشعراء ولمعرفتنا بهم، ولكن لا يجب أن نقيس موهبتهم من خلال عدد المتابعين له، فهناك من يكتب ويملك الموهبة ولكنه يخجل أن يواجه الجمهور أو يتعامل مع الإعلام.هناك الكثير من دور النشر تبتعد عن نشر الشعر فهل السوشيال ميديا حلت تلك الأزمة؟
نعم هناك عدد كبير من دور النشر تقلق من طباعة الشعر، ولكن هناك دور نشر تبحث عن الشعر، وبالنسبة لى الأمر جميل، فى ظل الفوضى التى نراها فى كتابة الرواية والقصة القصيرة، لأنه المحدودية تحيط الشعر بحالة جيدة ويبقى الشعر محافظ على هيبته، ولهذا أرى أن السوشيال ميديا منفذ جيد لنشر الشعر.