بعيدا عن محاكمة ديب وهيرد .. محاكمات أثارت الجدل عبر التاريخ أبرزها سقراط

الثلاثاء، 17 مايو 2022 05:00 م
بعيدا عن محاكمة ديب وهيرد .. محاكمات أثارت الجدل عبر التاريخ أبرزها سقراط محاكمة سقراط
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت إجراءات التقاضي فى محاكمة التشهير بين جونى ديب، وآمبر هيرد، هذا الأسبوع، الكثير من الجدل خلال الأيام الماضية، بسبب ما أدعاه كل طرف على الآخر، حيث تحدثت آمبر هيرد عن علاقتها المضطربة مع ديب وقدمت تفاصيل عن المشاجرات الجسدية المزعومة فى حين استمعت المحكمة إلى رواية مروعة عن اعتداء جسدي على هيرد خلال مشاجرة وحشية ودموية فى أستراليا عام 2015.
 
وبعيدا عن محاكمة التشهير بين جونى ديب وأمبر هيرد، فأن العديد من المحاكم عبر التاريخ، أثارت الجدل حول أصحابها والغريب أن التهمة كان الفكر والإبداع أو النضال، فالعديد المفكرين تعرضوا لمحاكم التفتيش، لكنهم وجدوا فى المحاكمة والتعرض لشخصه وعقيدته، وسيلة للاختلاف، وكان من أشهر هؤلاء:
 

محاكمة سقراط

تعرض الفيلسوف اليوناني سقراط للاشمئزاز من أولئك الذين سعى إلى تنوريهم، فقد أتهم بإفساد الشباب من خلال تعاليمه ونشرهِ الألحاد، وتمت محاكمته باعتباره تهديداً للديمقراطية الأثينية في 399 قبل الميلاد. وكان يبدي السخرية اثناء سير جلسة المحاكمة ولولاه ربما تغيرت عقوبته ففي نهاية المطاف حكم عليه بالموت انتقاما منه وذلك عبر تجرعه السم.
 

محاكمة ابن رشد

وتعتبر محاكمة ابن رشد التي انعقدت سنة 1195م في عهد الدولة الموحدية أحد أشهر الحوادث التي حوكم فيها العقل والفكر، وإحدى النقاط المظلمة في التاريخ الاسلامي، كيف لا؟ ولم يكن الضحية فيها سوى العلّامة والطبيب والفيلسوف الكبير ابن رشد (الحفيد).
 
وبعد زيارة الخليفة إلى قرطبة سنة بعد ذلك؛ عُرِض الملف عليه، فأصدر أمره بعقد مجلس في جامع قرطبة محاكمة ابن رشد، حيث تمت إهانته والتشهير به، وانتهت محاكمته بحرِّق كتبه ونفيه إلى أليسانة قرب قرطبة، ولم يسلم بعض أصحابه وتلامذته من نفس الأمر.
 

محاكمة الحلاج

لم يسر المنصور بن حسين الحلاج، الفيلسوف والمتصوف المسلم الشهير، على نهج نظرائه من أعلام الصوفية، فقد كانوا هم يبيتون أمرهم على كتم مشاعرهم ووجدهم وأفكارهم وأسرارهم، وكانوا يؤثرون العزلة على الناس، تاركين أمر تدبير الخلق لله، أما هو فقد تملكته نشوة التعبير، فجهر بأفكاره وإحساساته في الأسواق ولعامة الناس، فقد تملكته نزعةٌ إصلاحية، حملته أخيرًا على أن يطرح خرقة الصوفية، وأن يكثر من التنقل في البلاد، يلقى الناس، ويسمع منهم.
 
كان الحلاج ممن يرى التصوف جهادًا متواصلاً للنفس، بالابتعاد بها عن متع الدنيا وتهذيبها بالجوع والسهر، وتحمل عذابات مجاهدة أهل الجور، وبث روح الثورة ضد الظلم والطغيان، فألقي القبض عليه وكانت نفسه قد تاقت للشهادة، دامت محاكمة الحلاج تسع سنوات قضاها في السجن يعظ السجناء، ويحرر بعض كتاباته، وسنة 922، أُخرج الحلاج من محبسه وجلد جلدًا شديدًا، ثم صُلب حيًا حتى فاضت روحه إلى بارئها. وفي اليوم التالي قطع رأسه وأحرق جثمانه، ونثر رماده في نهر دجلة، وقيل أن بعض تلاميذه احتفظوا برأسه.
 

السهروردى

الفيلسوف الإشراقى، كان أوحد أهله زمانه فى العلوم بارعا فى الفلسفة والأصول الفقهية، ظهر فضله للملك الظاهر فقربه وأقبل عليه وتخصص به، فازداد تغيظ المناظرين عليه ورموه بالإلحاد والزندقة، وكتبوا بذلك إلى الملك الناصر صلاح الدين وحذروه من فساد عقيدة ابنه الظاهر بصحبته للشهاب السهروردى وفساد عقائد الناس إذا أبقى عليه، فكتب صلاح الدين إلى ابنه الظاهر يأمره بقتله.
 
وخيَّره السلطان فاختار أن يموت جوعاً؛ لأنه كان له عادة بالرياضة، فمُنِعَ من الطعام حتى توفي في حلب سنة 587هـ، وقيل إنه قتل بالسيف، كما قيل إنه أحرق لكنهم اجتمعوا على أنه حكم عليه بالإعدام في تهمة الزندقة.
 

محاكمة جان دارك

المناضلة الفرنسية جان دارك، نفذ فيها الحكم فى 30 مايو 1431، وكان عمرها تسعة عشر عامًا، حيث ربطت بعمود فى السوق القديم بمدينة روان، وقبل إضرام النار فيها طلبت من كاهنين أن ينصبا صليبًا أمامها، كما قام جندى إنجليزى بصنع صليب صغير وضعته قرب ثوبها، وبعد موتها قام الجنود بإزالة الحطب المتفحم ليكشفوا جسدها، بعدما استطاعت أن تقود أمتها ضد الاحتلال البريطانى، إذ بدأ جهاد دارك بدأ ضد القوات البريطانية مع عام 1429، وقادت قوات عسكرية، وكانت تلبس درعا غريبة حاملة شعارا دينيا كان عبارة عن رمح عليه رموز غريبة.
 

محاكمة جاليليو جاليلى

غاليليو الإيطالي كواحد من أول الذين أثبتوا مركزية الشمس في نظرية “كوبرنيكوس” توالب خصومه عليه وشكوه الى المحكمة لأنه يخالف ما ورد في الإنجيل، وجرت محاكمته في الفاتيكان في العام 1633، بدايةً تم توجيهه بعدم التمسك بالنظرية على أنها حقيقة، وعلى أي حال حكم عليه بالسجن لإرضاء خصومه بيد أنه تم تخفيف الحكم في اليوم التالي من صدور المرسوم الأول وحكم عليه بالإقامة الجبرية مدى الحياة. وظل في منزله بقية أيام عمره الى ان مات حتف أنفه.
 

محاكمة القرد

في العام 1925 أتهم المدرس جون توماس سكوبس مدرس الثانوية بتدريس نظرية التطور لداروين “المشهورة” بأن الإنسان أصله قرداً. وتمت محاكمته في الهواء الطلق أمام الناس ليشاهدوا سير المحاكمة الذي أستمرت 8 أيام. وقضت المحكمة بأنه مذنب بشكل رئيسي لمخالفته قانون الولاية الذي لا يسمح بتدريس أي معتقدات تنكر خلقة الإنسان كما جاءت في الكتاب المقدس. سكوبس أدين فعلاً وغرم مبلغ 100 دولار ( حوالي 1300 دولار في الوقت الحالي)، ولكن الغير متوقع انه كسب براءته عند إستنئاف العقوبة لدى المحكمة العليا على أساس مسألة فنية، بالرغم من تأييد المحكمة نفسها شرعية هذا القانون.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة