أكدت دراسة صادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الدعوة المفتوحة للحوار الوطنى التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي تطرح العديد من التساؤلات والدلالات المرتبطة بفلسفة الحوار ومكوناته وأهدافه ورؤيته وما سيسفر عنه من نتائج ومخرجات.
وأشارت الدراسة، التى أعدها د. أيمن سيد عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن دعوة الحوار الوطنى تطرح العديد من الآمال والآفاق المرتهنة بالقدرة على أن يمثل الحوار بداية وانطلاقة للوقوف على حجم التغيرات والمستجدات التي شهدها المجتمع المصرى منذ 2011، وما فرضته تلك المتغيرات من تعميق لتداعيات قضايا قديمة وممتدة، وما يعكسه الواقع الراهن من تحديات تمس النسيج والبنيان الاجتماعى.
وأعتبرت الدراسة أنه يمكن أن تمثل أجندة الحوار بمحاورها المتعددة مدخلاً لبناء الرؤى المشتركة حول مقومات ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية المبنية على أسس المواطنة والقانون والمؤسسات، كمنهاج عمل وطنى لمواجهة العديد من المظاهر المجتمعية السلبية وما يكتنفها من مظاهر خلل تعكسه العديد من التفاعلات الاجتماعية، مثل: قضايا التطرف (الدينى واللادينى) والعنف، والاستقطاب السياسى، والسيولةالاجتماعية، وتنامى مؤشرات الانغلاق والتجزر المجتمعى على المستوى الاجتماعى والاقتصادى والسياسى والثقافى والفكرى، واتساع الفجوة الجيلية لاسيما بين أجيال المراهقين والنشء والشباب على مستوى الأفكار والهوية والانتماء والنظرة الى المجتمع والدولة. بمعنى أدق إن تراجع درجات التجانس والتماسك المجتمعى مع التحديات الاقتصادية والاستقطاب السياسى يتطلب بناء منظومة متكاملة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية الفعالة والمستندة الى رؤية وقناعات مجتمعية داعمة للإصلاح والبناء.