قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم: "لقد أخذنا على عاتقنا كعلماء دين نشر الصورة الحقيقية عن الإسلام التى نأمل أن تمنح العالم فهمًا أفضل عن الإسلام، هذا الفهم بدوره يساعدنا جميعًا أن نحيا معًا فى سلام واستقرار وتعاون متبادل، وهذا اللقاء الكريم يأتى فى هذا الإطار".
وأضاف أن العالم أجمع أصبح مُعرَّضًا لخطر الإرهاب، ونحن جميعًا فى سفينة واحدة، وعلينا أن نتعاون معًا، ونبذل الجهد المشترك من أجل مواجهة هذا الخطر الذي يهدد الجميع، ولن ننجح فى تحقيق أى تقدُّم ملموس فى هذا الملف الخطير إلا إذا تحمَّل كل طرف مسئوليته بجدية.
جاء ذلك خلال لقائه مع اللورد طارق أحمد، وزير الدولة لشئون جنوب آسيا وشمال أفريقيا والأمم المتحدة بالخارجية البريطانية.
وأوضح المفتى أن الفتوى تعد إحدى الأدوات المهمة من أجل استقرار المجتمعات؛ لكن الجماعات المتطرفة تستخدمها كأداة لهدم المجتمعات ونشر الفوضى، وتستغل بعض النصوص الدينية التي تفسرها بمنطق مشوه وغير علمي من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية وتبرير أعمالهم الإجرامية.
وأشار إلى أن دار الإفتاء استشعرت خطر فتاوى الإرهاب وقامت بحُزمة من الإجراءات لمواجهة الآلية الدعائية للتنظيمات الإرهابية، ومن ضمنها داعش؛ وذلك من خلال إنشاء مرصد لمتابعة الفتاوى التكفيرية والمتشددة، والرد على هذه الفتاوى وتفنيدها من خلال منهج علمي رصين، وإقامة مركز تدريبي متخصص حول سبل تناول الفتاوى المتشددة ومعالجتها.
وأضاف أن دار الإفتاء استغلت أيضًا الطفرة الإلكترونية الهائلة ووسائل التواصل الحديثة للوصول إلى أكبر قطاع ممكن من الناس من مختلف الدول وبمختلف اللغات، حيث أطلقت العديد من الصفحات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي للرد على المتطرفين، والتي تزيد عن عشر صفحات يتابعها ما يقرب من 4 ملايين مستخدم، فضلًا عن الموقع الإلكتروني للدار الذي ينشر الفتاوى والمقالات والأبحاث ومقاطع الفيديو بعشر لغات، وإطلاق صفحة إلكترونية بعنوان "داعش تحت المجهر" باللغتين العربية والإنجليزية لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسوقها التنظيمات الإرهابية، وإطلاق مجلة إلكترونية "بصيرة" باللغتين العربية والإنجليزية لنشر الإسلام الوسطي المعتدل، وترجمة أكثر من 1000 فتوى باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، تتعلق نسبة كبيرة من هذه الفتاوى بتفنيد مزاعم التيارات المتطرفة وما تسوقه من مفاهيم وتصدره من فتاوى مغلوطة، وكذلك إصدار موسوعة لمعالجة قضايا التطرف والتكفير باللغات الأجنبية.
وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية قامت بتدريب عدد من أئمة بريطانيا على مهارات الإفتاء من خلال الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، مؤكدًا أن الدار على استعداد كامل لتدريب المزيد من الأئمة البريطانيين.
كما تحدث عن التجربة المصرية الفريدة في العيش المشترك وأن الشعب المصري ضرب مثالًا رائعًا في الوئام والترابط، وتجلَّى ذلك في الكثير من المواقف والأحداث التي مرَّت بها مصر.
وقال: إنَّ مصر تقدِّر اهتمام العالم أجمع بالحراك الدائر فيها، وينبغى هنا التأكيد على أهمية إدراك الواقع المصرى بكل مشتملاته وسياقاته الصحيحة وأخذ المعلومات عن مصر وما يحدث من حراك من المصادر المعتمدة.
من جانبه أشاد اللورد طارق أحمد بما تقوم به دار الإفتاء المصرية وفضيلة المفتى من نشر صحيح الدين وتوضيح صورة الإسلام الحق في مواجهة جماعات التطرف والإرهاب التي شوَّهت صورة الإسلام وتسببت في موجات الإسلاموفوبيا.
وأكَّد أن المسلمين فى العالم أجمع يقدِّرون دَور علماء مصر ودار الإفتاء المصرية، مثمِّنًا الطفرة الكبيرة التي حققتها الدار في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة للتواصل مع المسلمين في العالم أجمع.