تستعد المملكة المتحدة للاحتفال باليوبيل البلاتيني لتولي الملكة اليزابيث الثانية عرش البلاد في الخمسينيات من القرن الماضي، ومن المعتاد ان تنشر العائلة المالكة تفاصيل كل عام عن مقدار ما تتلقاه الملكة وتنفقه.
وفقا لشبكة بي بي سي، تتلقى العائلة المالكة ثروتها من مجموعة متنوعة من المصادر، أبرز تلك المصادر ما يعرف باسم "المنحة السيادية" والتي تُمنح كدفعة واحدة كل عام من قبل الحكومة البريطانية.
ومع ذلك، لدي الملكة أيضًا دخلاً خاصًا بعيدا عن المنحة السيادية، هذا الدخل يأتي معظمه من ملكيتها لدوقية لانكستر.
المنحة السيادية
:
تتلقى الملكة اليزابيث دفعة مالية سنوية من الحكومة في شكل "المنحة السيادية"، والتي تستخدم لتمويل قيام الملكة بالواجبات الرسمية، هذه المنحة السيادية تأتي من تخصيص حوالى 15 في المائة من أرباح شركة كراون العقارية الشهيرة لصالح الملكة.
الشركة تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي والممتلكات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وتشمل قائمة ممتلكاتها هذه شارع ريجنت بلندن، وهو أحد أشهر شوارع لندن وأحد أكثرها ازدحاما بحركة السياح.
كما تمتلك الشركة قاع البحر ونصف الشواطيء حول إنجلترا وويلز، وبفضل ذلك كانت هي الشركة التي منحتها الحكومة عقد توليد الطاقة الكهربائية من الرياح البحرية.
وبرغم أن نسبة 15% من أرباح شركة كروان العقارية تعتبر مبلغا ضخما، إلا أنه ومنذ عام 2017، تقرر زيادة المنحة السيادية التي تخصصها الحكومة للملكة لتصل لنسبة 25 في المائة من أرباح الشركة، وذلك من أجل تمويل تجديد قصر باكنجهام، ومن المقرر أن تظل نسبة الملكة في أرباح الشركة عند هذا المستوى حتى عام 2027
وأشار بي بي سي انه وفقا للأرقام، وصل المبلغ الذي تلقته العائلة المالكة من المنحة السيادية للعام المالي (2020 - 2021) إلي 87.5 مليون جنيه إسترليني.
تكون هذا المبلغ من منحة أساسية قدرها 51.5 مليون جنيه إسترليني لتمويل السفر الرسمي وصيانة الممتلكات وتكاليف المعيشة لأسرة الملكة، في حين كان هناك 35.5 مليون جنيه إسترليني أخرى، هي المخصصة لتجديد قصر باكنجهام.
هناك كذلك ما يسمي "الدخل المكمل للمنحة السيادية" ويأتي هذا الدخل بالتحديد من التذاكر والرسوم التي يدفعها الزوار للقصور الملكية البريطانية، لكن هذا البند قد حدث له انخفاض بنسبة 53% عام 2021 ليتوقف عند 9.4 مليون جنيه إسترليني ، بدلا من 20.2 مليون في العام السابق.
يرجع السبب في ذلك لتأثير تفشي وباء كورونا والاغلاقات التي ترتبت عليه التي قللت من القدرة على فتح القصور الملكية للزوار والسياح.
دوقية لانكستر "المحفظة الخاصة":
دوقية لانكستر هي ملكية خاصة تورث لملوك إنجلترا، بمعني أن من يمتلكها يكون هو الملك أو الملكة، بصفته أو بصفتها دوق لانكستر.
وتتكون دوقية لانكستر من 18481 هكتارًا من الأراضي في إنجلترا وويلز، وتشمل عقارات تجارية وزراعية وسكنية ومناطق تعدين، ويقع معظمها في لانكشاير ويوركشاير وتشيشير وستافوردشاير ولينكولنشاير.
بخلاف ذلك لدي دوقية لانكستر محفظة من الاستثمارات في عدد من الشركات، وفي منطقة سافوي الشهيرة وسط لندن وتدر عليها أموالا كذلك من المباني التي بنيت هناك وأقيم فيها بشكل أساسي متاجر ومكاتب.
تمتلك الدوقية أيضًا سلسة من القلاع، وتعد دوقية لانكستر والمعروفة باسم "المحفظة الخاصة"، هي مصدر الجزء الأكبر من أرباح الملكة الخاصة.
وأظهرت أحدث حسابات نشرت في يوليو 2020، أن الدخل السنوي للملكة من "المحفظة الخاصة" زاد بمقدار 1.5 مليون جنيه إسترليني، ليصل إلى أكثر من 23 مليون جنيه إسترليني، وتقدر قيمة الأصول الصافية لدوقية لانكستر بمبلغ 577.3 مليون جنيه إسترليني.
ويعود تاريخ دوقية لانكستر منذ عهد هنري الثالث ملك إنجلترا الذي بدء عام 1265 وقد اهدى الملك أراضي سيمون دي مونتفورت بعد موته إلي ابنه "إدموند لانجلي"، كما أضاف إليها بلدة وقلعة لانكستر.
ومنذ عام 1399 بدأ توارث الملوك الإنجليز لممتلكات دوقية لانكستر ، لتصبح ملكية شخصية للملك أو الملكة، ويتم الاحتفاظ بها بشكل منفصل عن جميع ممتلكات التاج الأخرى.
وهكذا تمنح دوقية لانكستر الملكة مصدرًا مستقلاً للدخل، تستخدمه لتمويل أنشطتها العامة والخاصة، ولكن يتم إدارته نيابة عنها بواسطة متخصصين.
تستخدم أموال وعائدات دوقية لانكستر في سداد النفقات الرسمية للملكة التي لم تكفي المنحة السيادية التي تأتي من أموال دافعي الضرائب من الشعب الإنجليزي لسدادها، ويلي ذلك، استخدامها لتغطية نفقات أفراد آخرين من العائلة المالكة في بريطانيا.
مصادر أخرى للثروة
:
لدي الملكة دخل خاص من ممتلكات مثل ضاحية قرية ساندرينجهام ، وقلعة بالمورال، وهي ممتلكات شخصية ورثتها عن والدها جورج السادس ملك إنجلترا.
بخلاف كل هذا، لدي إليزابيث الثانية محافظة استثمارات شخصية، تستثمر من خلالها أموالها.
ومع ذلك كله، فلا يمكن للملكة أن تستمد الأموال من الأشياء التي تحتفظ بها باعتبارها ذات سيادة نيابة عن الأمة، وليست من ملكيتها الخاصة.
وتشمل الأشياء التي تحتفظ بها كنيابة عن الأمة، المقر الملكي الرسمي ، ومعظم الكنوز الفنية من المجموعة الملكية من لوحات وتحف، ومجموعة المجوهرات الملكية.
ووفقًا لموقع العائلة المالكة على الإنترنت ، "لا يمكن للملكة بيع هذه الأشياء - يجب أن تنتقل إلى خليفتها على العرش بصفتها صاحبة السيادة"، كما تدفع الملكة طواعية ضريبة على دخلها الخاص وكذلك دخل دوقية لانكستر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة